يعتبر المرسى العتيق ببنزرت القلب النابض للمدينة واحد وأجمل الأحواض بالبحر الأبيض المتوسط بحكم موقعه الاستراتيجي الهام، أطلق عليه العرب القدامى اسم مرسى القبة نسبة إلى قبة جامع القصبة
وهو أهم معلم تاريخي ومزار رئيسي للسياح الأجانب وزوار المدينة تنتشر حوله المقاهي والمحلات التجارية ويحلو السهر والسمر على على جانبيه. غير أن وضعه البيئي الحالي تدهور إلى أبعد الحدود بسبب تواصل ربطه بشبكة الصرف الصحي سواء الرئيسية منها أو الممتدة دون ترخيص من بعض المحلات أو المباني إلى جانب السلوك غير البيئي من جل المحال التي تلقي بفضلاتها يوميا وسط الحوض .
والطريف أن بعض المحال تعلق على جدرانها لافتات تدعو إلى المحاظة على نظافة المرسى لكن عملتها هم أول من يعتدون عليها لغياب الوعي البيئي لديهم ولنقص في التأطير.
فتراهم يجمعون ماتكدس داخل محلاتهم نهارا ليلقوا بها ليلا وسط الميناء في مشهد يتكرر يوميا بل هناك مطاعم ربطت شبكة دورات المياه الخاصة بها بالحوض مباشرة في تحد صارخ للقانون كذلك المواطنون الذي يرتادون المقاهي والمطاعم بعضهم لا يجد حرجا في القاء ما بيديهم من أوساخ مباشرة في مياه الميناء ومع ذلك يتذمرون من حالته.
بعض المختصين يعتقدون أن الحل في أن تتظافر جهود الجميع للحفاظ على هذا المكسب الذي جعل من بنزرت بندقية تونس وذلك من خلال مراجهة العلاقة بهذا الميناء والحرص على نظافته اضافة إلى ضرورة احياء مشروع ربطه بقنال بنزرت حيث يذكر أنه منذ ما يزيد على 30 سنة وقعت محاولة ربط عن طريق الأنابيب وحفرت قنوات من المرسى كان من المفروض أن تصل إلى حدود القنال، لكن للأسف توقفت الأشغال على مستوى نهج تونس (باب الرمل) وتحديدا أمام سينما الماجستيك سابقا وذلك بعد عدة أشهر من انطلاقها.
توقف الأشغال اثر سلبا على الميناء القديم وكذلك على الأنهج المتفرعة عن نهج باب تونس والتي تتحول بمجرد تهاطل الامطار أو بسبب تدفق المياه المستعملة داخل قنواتها المسدودة إلى «برك» مياه على غرار نهج العراق ونهج مسجد الهداية. فهل تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حل جذري لهذا الأمر خاصة أن موسم الصيف على الأبواب.