تونس - الصباح مثلما هو الشأن بالنسبة للفضائيات والقنوات التلفزية فإن شهر رمضان يعد إذاعيا - شهرا استثنائيا في مسار البرمجة الموسمية يستوجب - اعتبارا - لخصوصياته الروحية والاجتماعية توفير شبكة برامجية خاصة تجمع في مادتها وعناوينها بين الدسامة والافادة والامتاع والمؤانسة.. لذلك عملت مختلف الاذاعات الوطنية والجهوية والخاصة على أن تكون في الموعد مع مستمعيها على امتداد هذا الشهر الكريم وذلك من خلال برمجة «نوعية» تترجم من جهة مظاهر الاحتفاء - إذاعيا -بهذا الشهر وتعكس من جهة أخرى جوانب من خصوصيات أجوائه الروحية والاجتماعية والثقافية. فيمايلي عرض لجوانب مما أعدته بعض الاذاعات الوطنية والجهوية والخاصة من انتاج برامجي مسموع لتؤثث به مساحات بثها الاذاعي على امتداد ساعات الليل والنهار طيلة هذا الشهر المبارك. ولكن وقبل أن نعرض بشيء من التفصيل لجوانب مما تضمنته مختلف الشبكات البرامجية الرمضانية لهذه الإذاعات لابد من الاشارة الى أنه على الرغم من الاختلاف البين في الاجتهادات التي انطلق منها القائمون على وضع البرمجة الرمضانية لكل إذاعة من هذه الاذاعات فإن بعض القواسم «شبه» المشتركة تظل مع ذلك قائمة وتكاد تجمع بين مختلفها.. وهي قواسم تبرز خاصة في: * التوجه نحو التكثيف من نمط من البرامج والمنوعات تتلاءم وأجواء الشهر الكريم.. من ذلك -على سبيل الذكر لا الحصر- برنامج «رمضان والناس» على الإذاعة الوطنية وبرنامج «رياض الصائمين» على إذاعة تونس الثقافية وبرنامج «رمضان معانا» على إذاعة الشباب وبرنامج «رمضانيات» على إذاعة جوهرة . * إنتاجات درامية وكوميدية ترويحية تبث في فترات مختلفة مسائية وفي السهرة وعادة ما تستقطب مثل هذه «السلسلات والمسلسلات العدد الكبير من المستمعين.. بل عادة ما تصنع هي - ولاشيء سواها- نجاح البرمجة الاذاعية الرمضانية وشعبيتها.. وهل نحن بحاجة -مثلا- للتذكير بوقع سلسلة «شناب» الشهيرة على الإذاعة الوطنية؟! * التركيز على التغطية الحية للتظاهرات الثقافية سواء منها الرمضانية أو تلك التي طبعت الموسم الثقافي (2009). ووليد التليلي يخلف عادل يوسف الاذاعة الوطنية أثتت شبكتها البرامجية لشهر رمضان بمجموعة من البرامج والحصص والمنوعات المختلفة يأتي على رأسها الموعد اليومي التقليدي والشهير «رمضان ملء قلوبنا» الذي قدمه لسنوات طويلة المذيع الكبير عادل يوسف الملقب بكروان الاذاعة وقد خلفه وليد التليلي في تقديم هذا البرنامج.. وليد سيتكفل بتقديم هذا البرنامج على امتداد النصف الأول من رمضان فيما يتولى معز الغربي تقديمه على امتداد النصف الثاني. أما قائمة المنوعات في الشبكة البرامجية الرمضانية على الاذاعة الوطنية فتضم من بين ما تضم - منوعة «رمضان والناس» التي يتداول على تقديمها مجموعة من المنشطين (حاتم بن عمارة - الحبيب جغام - كلثوم السعيدي - بية الزردي).. ومنوعة «شاهية طيبة» ومنوعة «صحة شريبتكم» . أما في قائمة الدراما الاذاعية فإن الشبكة الرمضانية على الإذاعة الوطنية تضم ثلاثة انتاجات درامية أولها مسلسل «خالتي نسرية» وثانيها مسلسل تاريخي ناطق بالعربية الفصحى بعنوان «زعفرانة» وتدور أحداثه في مدينة القيروان التاريخية وثالثها مسلسل كوميدي بعنوان «ملاّ لمّة» يبث إثر الافطار. إذاعة الشباب: 93% من المباشر! فضاءات بث مختلفة لأصناف متنوعة من البرامج والمنوعات خصصتها اذاعة الشباب ضمن شبكتها الرمضانية لهذا العام.. من بينها على سبيل الذكر برنامج «رمضان معانا» وبرنامج «رمضان كريم» وبرنامج «مدن إسلامية» وبرنامج «ديوان الانشاد» وهو برنامج موسيقي يبث في سهرة يوم الخميس من كل أسبوع ويعرّف بأعلام الانشاد الديني وبرنامج «ساعة سعيدة». علما بأن نسبة البث المباشر على إذاعة الشباب تبلغ 93% من مجموع مساحة البث الجملي وهي نسبة مرتفعة تعكس مراهنة اذاعة الشباب على جمهور مستمعيها من هذه الشريحة وثقتها في وعيهم بضرورة الانخراط في تأثيث مختلف فقرات برامج اذاعتهم.. اذاعة الشباب. الثقافة أولا.. الثقافة آخرا... على الرغم من حرصها على تطعيم مادتها البرامجية بجرعة من البرامج المستحدثة التي تفوح منها «رائحة» الشهر الكريم مثل برنامج «رياض الصائمين» فإن إذاعة تونس الثقافية نجدها قد أبقت بالكامل في شبكتها الرمضانية لهذا العام على ذلك البعد الذي يميزها بوصفها إذاعة ثقافية بامتياز.. لا أولوية فيها الا للخطاب الثقافي والابداعي المستنير فالثقافة اولا والثقافة آخرا على موجات هذه الاذاعة الفتية والنوعية.. على موجات هذه الاذاعة وضمن برمجتها الرمضانية ستكون هناك مواعيد مع عديد البرامج الثقافية مثل برنامج «شوق وذوق» وبرنامج «مؤانسات طربية» فضلا عن مواكبة جزئية للسهرات الفنية التي تقام في مختلف المدن التونسية في ليالي الشهر الكريم. البرمجة الرمضانية على إذاعة تونس الثقافية يساهم في تأثيث مساحاتها أسماء لوجوه ثقافية بارزة ومعروفة في المشهد الثقافي بمختلف مكوناته مثل المسرحي كمال العلاوي من خلال برنامج «حديث الركح». والموسيقي الاسعد قريعة من خلال برنامج «في رحاب الموسيقى» والشاعر نور الدين صمود من خلال برنامج «أغاني الحياة» والأستاذ مصطفى عطية من خلال برنامج «إيقاعات ثقافية» والروائي ظافر ناجي من خلال برنامج «وجوه وخفايا». إذاعة قفصة: الدين والعلم والثقافة الشبكة الرمضانية على إذاعة قفصة لهذا العام تشتمل على برامج دينية واجتماعية وأخرى ثقافية وعلمية.. فمن حصة «قوت الصائمين» وهو حديث ديني يومي الى البرنامج الحواري الاسبوعي «من وحي رمضان» مرورا ببرنامج «صحابة بررة» ووصولا الى المنوعات والبرامج الثقافية والعلمية المختلفة التي تعكس رغبة القائمين على وضع البرمجة في إذاعة قفصة في جعلها نابضة في نفس الوقت بمنطق العلم وسماحة الدين وجلال الثقافة. جوهرة : رمضان زمان.. رمضان الآن من جهتها أعدت إذاعة «جوهرة -آف - آم» لمستمعيها «طبقا» برامجيا رمضانيا يجمع بين الامتاع والافادة ويعكس الخصوصيات الروحية والاجتماعية والثقافية للشهر الكريم. فمع المحافظة على مجمل برامجها الرمضانية التي نالت سابقا رضى مستمعيها مثل برنامج «ما أحلاك يا رمضان» تقترح إذاعة جوهرة على مستمعيها برنامجا جديدا بعنوان «جو زمان».. فضلا عن برنامج «في الحومة العربي» وبرنامج «رمضانيات» ومنوعة «انستونا» وغيرها وكلها مقترحات تحاول من خلالها إذاعة جوهرة تقديم مادة برامجية مختلفة في مضامينها وأغراضها ولكنها تستجيب في جوهرها لروح الشهر وخصوصياته قديمها وحديثها..