من هنا وحتى السادس من الشهر القادم ستطل عيون المجتمع الرياضي وآذانه مركزة على المنتخب الوطني تحاول أن تتابع وتسمع كل حركة وكل همسة تجري داخل مجموعة كويلهو. وقيمة الرهان وأهمية المباراة ونقاطها جعل الكل داخل جامعة كرة القدم وحتى خارجها يحبس أنفاسه في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة هذا اللقاء فعلى ضوء النتيجة الحاصلة والتي نتمنّى من القلب ان تكون ايجابية بدأ أهل القرار داخل المكتب الجامعي يرتّبون أوراقهم استعدادا للجلسة العامة المقررة للأسبوع الثاني من الشهر القادم. ولا يختلف عارفان في القول بان الجلسة العامة المنتظرة قد تشهد الكثير من المفاجآت مع اعادة توزيع للأدوار داخل المجموعة الجديدة.. ورغم أهمية المباراة المنتظرة وما تستوجبه من تركيز كلي ورغم أجواء الجلسة العامة المرتقبة وما تفرضه من تحركات وتحالفات فعلى أعضاء الجامعة والمحيطين بهم ان يلتفتوا الى ما هو أهم وأبقى وأعني منتخبات الشبان والتي تعتبر الرافد الفياض الذي يصب في النهر الكبير. فضمان النتائج الكبرى واقتلاع مكانة متقدمة في المحافل الدولية ليس شهابا يبرز من المجهول فجأة ويتوهّج في الظلام على غير انتظار بل هو عمل علمي دقيق يتطلب الكثير من الجهد والتركيز والتنظيم وإعادة الهيكلة للمنتخبات الحالية وفق قواعد علمية تساير التطور الحاصل وتتابعه ولعلّي لا أذيع سرّا اذا قلت بان النتائج الأخيرة لمنتخب كرة القدم المشارك في دورة العاب البحر الابيض المتوسط يؤكد هشاشة الاختيارات حتى ولو أراد البعض أن يغطي ظاهره بكساء رقيق من السكر ممنيا نفسه بانها مرحلة في التطور سائرة حتما الى ما بعدها. وأكاد أقول وأقطع بالقول أن مستقبل منتخبنا الوطني يرتهن بالمعادلة الثلاثية: التركيز على العمل القاعدي من خلال منتخبات الشبان + ادارة فنية فاعلة ومواكبة لها صلاحيات القرار والتنفيذ، إطار فني كفء يتناغم في العمل ويتكامل في البناء حتى يتجنب منتخبنا الاول فجوة فراغ قد تطول خاصة وأن الكل مقتنع بان المنتخب الحالي هو كطائر جسمه أثقل من قوة أجنحته. وقد يصح وأظنّه صحيحا ان محاولات جادة تجري داخل أروقة الجامعة تحاول استباق ما هو قادم ساعية الى وضع الخطوط تحت العناوين واولها البحث عن اطار كفء تعهد اليه مهمة الاشراف على المنتخب الدولي وتقول آخر الأخبار ان ماهر الكنزاري اول الاسماء المرشحة لهذا المنصب حيث ترى الاطراف الداعمة الى هذا الاختبار ان المعني بالأمر تتوفر فيه شروط المرحلة.. علاوة على معرفته الكاملة بالمجموعة التي ستشكّل العمود الفقري للمنتخب الأولمبي والتي ستكون بعد موسمين على أقصى تقدير على ذمة المنتخب الأول. مباراة المنتخب مع نيجيريا هامة وأجواء الجلسة العامة كذلك خاصة بالنسبة للمترشحين لكن العناية بمنتخبات الشبان والتركيز على إعادة الهيكلة أهم وأبقى استمرارا لتألق الكرة التونسية وسعيا لتجنب سريان المياه تحت الجسور وللحديث عودة.