خرج المنتخب التونسي من تصفيات كأس العالم مخلّفا مرارة في الحلق وغصّة في القلب، خرج المنتخب ولا أظنّه سيعود قريبا إلى دائرة الأضواء. وحتى الحديث المتداول حول وصوله إلى نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا حديث لا معنى ولا طعم له لقد جاءت وقائع المباراة لتكشف عن حقيقة لا يختلف حولها عارفان تقول بأن هذا المنتخب لا يستطيع التحليق عاليا وبعيدا لأنه منتخب بلا هوية وبلا مرجعية كروية. لقد كانت مباراة العودة أمام نيجيريا ورقة التوت التي غطّت النقائص وحجبت العلل وعند أول منعطف سقط المنتخب وكان سقوطه مدويا وخسر المنتخب ورقة الترشح وخسر جماهيره التي خذلها وهي التي كانت تمني النفس بأن تشاهده في جنوب إفريقيا بين العمالقة... لكن خيّب ظنّها وحرمها من نشوة النصر وفرحة التأهل لقد كان منتخبنا في مباراته أمام الموزمبيق بلا روح فتاهت عناصره فوق الميدان وظلّت تلهث وراء الكرة بغير تركيز. لم يسرق المنتخب الموزمبيقي انتصاره لأنه كان الأجدر واستحق الفوز على عكس منتخبنا الذي فشل إطاره الفني في إيجاد الوصفة التي تساعده على تحقيق حلم جيل كروي كامل لا أظنه سيكون متواجدا في قادم الأيام في المحافل الكروية الكبرى. لقد غابت الروح القتالية لدى عناصرنا التي كانت أقرب إلى الأشباح وأقسى من الهزيمة الطريقة الانهزامية التي لعبنا بها والتي أدّت إلى انسحابنا بطريقة مذلّة ومخجلة ستظل حديث الشارع الرياضي لفترة طويلة وبعيدا عن كل التبريرات والاستنتاجات والتي لن تكون مقنعة مهما حاول بعضهم أن يقدمها مستعملين كل كلمات التزويق وكل أدوات المساحيق... لقد آن الأوان لإعادة ترتيب البيت من أساسه مع تحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصّرين في حق هذا المنتخب والقيام بالغربلة فبعض اللاعبين لم يعد لهم أي مكان في هذا المنتخب وعلى أهل القرار التعويل على عناصر جديدة من تلك المنتمية للمنتخب الأولمبي وإعدادها للمرحلة المقبلة والتي ستكون من أصعب المراحل على الكرة التونسية فنيا وماديا فالعارفون بخفايا الأمور يدركون هذه الحقيقة... إن الانفراد بالقرار سواء داخل الجامعة أو بالنسبة للمدرب كويلهو كلها عوامل أدّت إلى النتيجة الحاصلة وإنهاء مهام المدرب المذكور هي من القرارات التي لا يمكن أن يسبقها أي اعتبار آخر مهما كانت بنود العقد الذي يربطه بالجامعة... فالجماهير الغاضبة لا تريد أن تسمع أحاديث تلطيف الأجواء والبحث في الأسباب الواهية التي أدّت إلى خروجنا وعدم تواجدنا في أكبر تظاهرة كروية ولعلّ المسؤولية ستكون أسهل على الكل لو تكرّم بعض أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة وقدموا استقالاتهم لأن ذلك سيحسب لهم وسيعطيهم المكان والمكانة في قلوب عشّاق المنتخب وللحديث عودة وبقيّة... رضا علي النجار للتعليق على هذا الموضوع: