تونس الصباح يلتقي الجمهور درصاف الحمداني خلال رمضان الجاري ضمن مهرجان المدينةبتونس وليالي العبدلية بالمرسى. الفنانة درصاف الحمداني تملك صوتا دافئا وقويا وقدرة واضحة على آداء الأغاني التي تتطلب طاقات صوتية هائلة. ولكنها لا تثير الانتباه لهذه الإمكانيات فقط وإنما أيضا لاختياراتها الفنية التي لا يمكن أن نصنفها ضمن العادي والسائد والمتداول. وبالرغم من أن هذه المطربة لم تحدد بعد وحتى بعد 18 سنة من النشاط الفني وجهة بعينها ذلك أن الملاحظ يتفطن إلى أن درصاف الحمداني ورغم استعداداتها الكبيرة وكأنها لم تعثر بعد على ظالتها إلا أن ذلك لم يحجب هذا الصوت وهذه الموهبة عن الناس ... ويبدو أن ما نعتبره تحسسا للطريق ومحاولات للبحث عن مسلك ملائم لن يتواصل طويلا ذلك أن هذه المطربة ذات التكوين الأكاديمي الموسيقى العالي تعتبر نفسها قد دخلت منطقة جديدة وحاسمة في الفن ظلت كامل السنوات الفارطة تتردد في اقتحامها لأسباب ذات صلة بالدراسة مثلا والبحوث الأكاديمية وغيرها. منذ عام فقط تحولت درصاف الحمداني وباعتراف منها إلى مطربة محترفة. ليس هذا فحسب، بل ولديها «استراتيجية خاصة في العمل» وفق كلماتها. تساؤل بعد تجربة مصرية تتمثل هذه الإستراتيجية في تكوين رصيد غنائي وأسلوب موسيقي خاص بها. وتوضح أكثر بقولها " أبحث عن شيئ يحمل إمضائي,أن يكون ملكي "وهي تقول أنها بدأت في تكوين هذا الرصيد وأنها بدأت في العمل وفق الطريقة الجديدة منذ العرض الذي قدمته مؤخرا في إطار الدورة الأخيرة لمهرجان الحمامات الدولي وكان الفنان فوزي الشكيلي شارك في العرض كضيف شرف. قدمت درصاف الحمداني خلال هذا الحفل خمس أغان خاصة بها دفعة واحدة بالإضافة إلى الأغاني الطربية لكبار الفنانين العرب وبعض الأغاني الغربية. ولكن هل ينتظر الجمهور تغييرا جذريا في توجهات درصاف الحمداني وقد عرفها بالخصوص من خلال تمسكها بآداء الأغاني الطربية لكبار الفنانين وخاصة الفنانات العربيات. فهي تؤدي بشكل مدهش أغاني الفنانة اسماهان وتتقن أغاني أم كلثوم وفيروز وطبعا صليحة ومختلف الأصوات العربية الكبيرة. تساؤل يجد شرعيته بالخصوص بعد خوض درصاف الحمداني لتجربة فنية بمصر نتجت عنها أغنية " أول غرام " التي قامت بتسجيلها وأغان أخرى قدمتها بالحمامات وهي لم تسجل بعد. لم نلاحظ حماسا كبيرا من الفنانة درصاف الحمداني لتجربتها في مصر وذلك رغم ما شددت عليه من أنها تجربة لا تخلو من أهمية لكنها قالت أيضا: وجدت في مصر حكاية أخرى وتضيف "لم يعد الأمر على ما هو عليه عندما ذهبت لطيفة العرفاوي وكذلك الراحلة ذكرى محمد إلى القاهرة". وتواصل قائلة "أن المسألة لا تتعلق بصوت حلو وإنما دخلنا في مرحلة " الشو بيز" وهو أمر ترى أنه لا يناسبها قطعا. أما بخصوص تغيير توجهها بشكل جذري فإن درصاف الحمداني تقول أن البحث لا ينتهي أبدا بالنسبة لها وهي تحرص على التوضيح أن البحث لا يعني الكتب وإنما اصطياد فكرة جديدة. كل موقف وأي شخصية كانت حسب قولها يمكن أن تثير فيها شيئا ما وأن تتحول إلى عمل فني. جمهور خاص بها وحول ما إن وضعت في يوم ما اختياراتها موضع تساؤل وما إن تعتبر نفسها ربما قد تباطأت قليلا قبل أن تعثر على المسلك الذي يناسبها قالت درصاف الحمداني أنها لم تندم على أسلوبها في العمل الذي مكنها من تكوين قاعدة جماهيرية. وقالت في هذا الصدد " هناك جمهور يأتي اليوم خصيصا للإستماع إلى درصاف الحمداني" وأنها لا تريد أن تكون فنانة كأيها الناس. هذا الأمر يجد جذوره في طفولتها. درصاف الحمداني تنحدر من أب كان يغني ويعزف وجدتها كذلك فنانة موهوبة وتحرص درصاف على القول أنها وبقدر ما تربت أذنها على الأوبيرا بدفع من والدها فإنها تربت أيضا على الأغاني القديمة لعلي الرياحي وصليحة وغيرها بإيعاز من والدتها.