تعد السوق الجزائرية من أهم الأسواق السياحية من حيث حجم الوافدين على بلادنا على امتداد السنة وخاصة خلال فصل الصيف.ونلاحظ ذلك من خلال الحركة الكثيفة لسيارات الأشقاء الجزائريين على الطرقات من المناطق الحدودية الغربية باتجاه مختلف المناطق السياحية .كما تفيد الإحصائيات السياحية في هذا السياق أن السنة الحالية وإلى غاية نهاية شهر جويلية الفارط سجلت توافد حوالي 459 ألف سائح جزائري على بلادنا بنسبة تطور 3 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.وقد سجل شهر جويلية لوحده دخول أكثر من 123 ألف جزائري عبر الحدودومقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة نجد أن نسبة الزيادة في عدد الوافدين من السوق الجزائرية تجاوز 7 بالمائة. من جهة أخرى يعتبر السائح الجزائري من أهم الجنسيات الوافدة على جهات الساحل التونسي وعلى جهة طبرقة وعين دراهم كما يصنف السائح الجزائري في المراتب الأولى من حيث المساهمة في الحركة التجارية وفي بورصة الكراء وفي عدد الليالي المقضاة في فنادقنا والجزائري يعد الأكثر انفاقا في المنشآت السياحية مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى ...كل هذه المعطيات إلى جانب الروابط الثقافية والجغرافية والتاريخ النضالي المشترك وخصوصية العلاقات السياسية والاقتصادية المتينة بين تونسوالجزائر تجعل الأشقاء من الجزائر محل ترحيب وعناية بل وتفضيل أحيانا في تونس وهو ما يفسر في المقابل تفضيل الجزائريين للوجهة التونسية لقضاء عطلهم حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 80 بالمائة من حركة السفر للجزائيين تكون باتجاه تونس . ونشير على سبيل الذكر لا الحصر أنه في إطار العمل على جلب المزيد من السواح الجزائريين إلى بلادنا والعناية بمستوى الخدمات المقدمة للجزائريين الوافدين على بلادنا للسياحة أو التداوي أو التبضع، سيتم العمل في الفترة القادمة على تحسين الخدمات في المعابر البرية والبحرية والجوية وتحسين ظروف الاستقبال من خلال توفير محطات استقبال على مستوى مناطق العبور المختلفة بين تونسوالجزائر لتلبية حاجيات المسافرين في الاتجاهيين.وستكون هذه المحطات - المزمع احداثها كذلك على الحدود التونسية الليبية - محطات عصرية توفر جميع الخدمات التي يحتاجها المسافر من راحة وإقامة ...الخ. يذكر كذلك أن اقتراحات كثيرة كان قد تم تقديمها في مناسبات مختلفة من قبل المهنيين في القطاع السياحي لتعزيز الربط الجوي بين تونسوالجزائر ودعم الرحلات غير المنتظمة إلى جانب إعادة إحياء الربط الحديدي بين البلدين وتعزيز تمثيلية الديوان الوطني للسياحة في الجزائر وتدعيم عمل نقابات التوجيه السياحي في المدن الكبرى للترويج للوجهة التونسية مع العمل على تنمية البيوعات من خلال توسيع شبكة التسويق وتمتين العلاقة مع أبرز وكالات الأسفار الجزائرية .وينتظر أن يتم العمل على تجسين هذه الاقتراحات ضمن استراتيجية ديوان السياحية التي تعطي أولوية للسياحة المغاربية والعربية بشكل عام.