لم تنجح الوجهة السياحية التونسية للأسف في تجاوز الأزمة التي يمر بها القطاع جراء تراجع عدد السياح الوافدين خلال الأشهر الماضية. إذ تواصل نسق تراجع مؤشرات السياحة خلال موسم الذروة رغم أن القائمين على القطاع كانوا يعولون على شهري جويلية وأوت لاستعادة القطاع لعافيته ولو نسبيا معولين في ذلك على حجوزات اللحظات الأخيرة في الأسواق الأوربية... ووفقا لآخر الإحصائيات فإن حجم التراجع العام للقطاع منذ بداية السنة وإلى غاية العاشر من شهر جويلية الجاري ناهز 39 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية. ولم يتجاوز عدد السياح الوافدين خلال هذه الفترة حوالي مليون و973 ألف سائح.
يبدو أيضا أن الرياح جرت بما لم تشتهيه سفن وزارة الإشراف والمهنيين في القطاع السياحي فيما يتعلق بالسوق الجزائرية التي طالما اعتمدت عليها السياحة التونسية في تجاوز الأزمات وتراجع توافد السياح الأوربيين إذ تسجل السوق الجزائرية عادة توافد ما يزيد عن مليون سائح جزائري يوفرون مداخيل تتراوح بين 400 و600 مليون دينار. وكان ينتظر هذا الموسم من السوق الجزائرية أن تلعب دورا كبيرا في تخفيف وطأة الأزمة الحادة التي يمر بها القطاع السياحي في تونس بعد الثورة. الأمر الذي دفع بسلطة الإشراف لتخصيص ما يعادل 300 ألف يورو للحملة الترويجية للسياحة التونسية في الجزائر إلى جانب المشاركة بقوة في صالون السياحة الجزائري خلال شهر أفريل الفارط. ورسمت الوزارة هدف تحفيز حوالي 700 ألف سائح جزائري على اختيار الوجهة التونسية هذا الصيف. غير أن بعض الشائعات المتداولة في وسائل الإعلام الجزائرية حول عدم استقرار الوضع الأمنى في تونس ذهبت بهذا المجهود أدراج الرياح وساهمت في تراجع ملحوظ لتوافد السياح الجزائريين على الوجهة السياحية التونسية بلغ 90 بالمائة خلال الشهر الجاري وذلك وفق بعض المصادر المطلعة.
من جهتها تشير مصادر وزارة السياحة أن عدد الجزائريين الوافدين على تونس من غرة جانفي إلى غاية 10 جويلية الجاري لم يتجاوز 283 ألفا. مسجلة بذلك (السوق الجزائرية) تراجعا بأكثر من 35 بالمائة. في المقابل وعملا بمقولة مصائب قوم عند قوم فوائد، تزامنت موجة التراجع في توافد السياح الجزائريين على تونس مع حملات على المواقع الاجتماعية وفي بعض وسائل الإعلام الجزائرية تشجع الجزائريين على السياحة الداخلية وقضاء عطلهم داخل الجزائر وتحديدا على شواطئ الشريط الساحلي. ولاقت هذه الدعوات تجاوبا من البعض إذ خيّر كثيرون قضاء عطلهم في الجزائر وخيّر شقّ آخر الوجهة السياحية المغربية ولاسيما بعد فتح الرحلات الجوية بين الجزائر والمغرب.