تونس الصباح انطلق بمدينة سطيفبالجزائر يوم 27 جويلية المنقضي تصوير الفيلم الجديد لرشيد بوشارب «الخارقون للقانون» الذي يتناول أحداث 8 ماي 1945 بالجزائر وما طال مدن سطيف وقالحة وخراطة من تقتيل نفذه المستعمر الفرنسي وأودى بحياة ما يزيد عن ال 45 ألف شهيد وكانت الشرارة الاولى لحرب التحرير.. ويعتبر «الخارقون للقانون» تكملة لفيلم «أهل البلد» (انديجان) لنفس المخرج.. والذي عرض في السوق سنة 2006 مخلفا ردود فعل مختلفة ومتضاربة إذ هي المرة الاولى التي تتعرض فيها السينما الفرنسية الى « الحروب العالمية» يشارك في هذا العمل كل من المخرج جمال دبوس والتونسي سامي بوعجيلة والجزائري رشدي زام والفرنسي برنار بلونكو». وسيتواصل التصوير في كل من ألمانياوفرنسا ونيويورك بعد أن يفرغ بوشارب من المشاهد الخاصة بسطيفوالجزائر عموما قبل أن ينقل الى تونس. مهارة تونسية سيحل فريق تصوير هذا العمل السينمائي الضخم الذي تموله كل من فرنساوالجزائر وبلجيكيا بتونس وتحديدا الى «معمل الأنابيب» الذي حولته مؤسسة «كارطاقو فيلم» (لصاحبها طارق بن عمار) الى ديكورات تصوير عملاقة فيها مدن وأحياء وفضاءات تاريخية مختلفة وذلك لتجسيد الجزء الثاني من الفيلم. ويستغرق التصوير في منطقة بن عروس 11 شهرا، بحضور أبطال العمل من الممثلين الى جانب 10 آلاف كمبارس تونسي ستتوزع أدوارهم على أيام التصوير وبأعداد متفاوتة . رصدت «الصباح» بمساعدة السيد نبيل كيلا (مدير عام شركة كارطاقو) آخر إنجازات المدينة الحدث في جولة قادتنا الى أعماق الديكورات التي كشفت عن اجتهاد الطاقم التونسي (المتكون من 300 مختص وعامل) في مجالات النقش والجبس والدهن والنجارة والرسم وغيرها من النشاطات اليدوية التي أفضت الى تشييد مدينة بأكملها (من القرن الماضي)..كما شاهدنا عملية بناء الأحياء القصديرية التي ستشهد جانبا من الاحداث العائدة الى تاريخ 8 ماي 1945 حين استشهد 45 ألف جزائري على يد المستعمر الفرنسي. كان الطاقم التونسي مثابرا لينهي أشغال البناء والتزويق مع نهاية شهر رمضان وقد انطلقت الاشغال بجهة بن عروس منذ بداية شهر جوان المنقضي وتتواصل لشهور متعاقبة منتظرة وصول طاقم التصوير الفرنسي والمخرج رشيد بوشارب مع أولى أيام العيد، وحينها ينطلق التصوير في تونس ويتواصل على امتداد ما يقارب ال 3 شهور. وتستثمر المؤسسة المنتجة "3B" ما يقارب ال 5 مليون أورو ببلدنا بينما تقدر التكلفة الجملية للفيلم ب 19 مليون أورو. فرصة للعمل والربح يعتبر التقنيون والعملة التونسيون المشاركون في الفيلم امكانية عملهم مع الشركات الاجنبية المنتجة للسينما فرصة حقيقية للربح المادي لذلك يتراوح «كاشي» هؤلاء بين 300 و500 دينار في الاسبوع الواحد، بينما يحصل التقني المختص على مبلغ متراوح بين 500 و1500 دينار في الاسبوع. وخلال 11 أسبوعا، سيكون ضمن فريق التصوير الفرنسي لرشيد بوشارب تونسي واحد ضمن كل قسم وهو ما اشترطته مؤسسة «كارطاقو فيلم» على المنتج - المخرج لتمكين الطاقات الشابة من نيل فرصتها والاحتكاك بعالم سينمائي مختلف اكثر حرفية وبإمكانيات ضخمة مقارنة بما هو موجود محليا. وسيعرض فيلم «الخارقون للقانون» يوم 8 ماي 2010 تزامنا مع احتفالات الجزائر بالذكرى 65 لاندلاع أحداث سطيف 1945 والتي تعتبر الشرارة الاولى التي انطلقت منها الثورة الجزائرية. ويتوقع المطلعون انتشارا كبيرا لما يتضمنه من تعرية وحقائق تاريخية ومجازر ارتكبها المستعمر الفرنسي في الجزائر في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، مجازر تعترف بها فرنسا وان لم تعتذر عن ارتكابها.