في الوقت الذي بدأت السياحة في الحمامات تتحسس طريق العودة لإنتعاشتها المعهودة ، ظهرت مجددا ظاهرة البزناسة التي تعتبر من الأمراض المزمنة التي يعاني منها القطاع السياحي في الحمامات . و يعتبر وسط المدينة المعقل الرئيسي و المميز للبزناسة الذين يتمركزون منذ الصباح و إلى غروب الشمس لإصطياد السياح الأجانب الذين تجلبهم سيارات التاكسي . فما أن تتوقف السيارة و تفتح أبوابها حتى يهجم عليها مجموعة من الأشخاص ما يعرف ب " البزناسة " لمعاكسة السياح و اقتيادهم تحت ضغط رهيب إلى داخل المدينة العتيقة حيث يتم إرغامهم على الشراء وهو ما يؤثر على التعامل التلقائي للسائح مع محلات الصناعات التقليدية. والغريب في الأمر أن هذه المظاهر السلبية و المسيئة لسياحتنا تتم على مرأى من أعوان الأمن الذين يراقبون الوضع بدليل أن هناك نقطة أمنية دائمة بوسط المدينة. فكيف يمكن السكوت على هذا السلوك غير الحضاري ؟ . في السابق قيل إن هؤلاء البزناسة على علاقة مع أشخاص متنفذين في الحكم و اليوم وبعد الثورة هل ما زالوا كذلك ؟ . إن الحمامات مرهقة كثيرا من سلوكيات لم تعد تحتمل، فالسياحة في خطر و النظافة مفقودة رغم القيام بحملة نظافة لكنها لم تغير شيء في مدينة تلفظ مئات الأطنان يوميا من الزبالة.