تونس الصباح إن مقدار ما يحتاجه الإنسان في اليوم من مادة الحديد يتراوح بين 7 و30 مغ. هذا ما حددته الدراسات الطبية الصادرة حديثا عن المعهد الوطني للتغذية. وفي تفصيل حول أنواع المواد الغذائية الغنية بالحديد تشير الدراسة إلى أن هذه المادة تتوفر خصوصا في الكبدة (14 مع/100غ)، العدس (8 مع/ 100غ)، اللوبية الجافة (7 مع/100غ)، القمح والشعير (5مغ/ 100غ)، البوفريوة واللوز واللحم (4 مع/100غ)، الفول والحمص والشكلاطة (3 مغ/ 100غ). ومقابل هذا أفادت الدراسة أن العديد من الأغذية التي نتناولها وربما عديد المرات في اليوم وبنهم أيضا تمثل عوامل لامتصاص مادة الحديد في الجسم والتقليل منها. وذكرت الدراسة أن الشاي والقهوة مع الأكل من العوامل التي تنقص الحديد من الجسم. ولذلك وجب تناولها على الأقل ساعة بعد الأكل.كما أن الحليب ومشتقاته مثل الياغورت واللبن تمثل غذاء متكاملا لكنها تنقص من الحديد، ولذلك وجب تناولها بعيدا عن الأكل. وأبرزت الدراسة أيضا ضرورة تنويع الأغذية المتناولة لكي تحصل في المأكل الكمية الكافية من الحديد. وأبرزت الدراسة أهمية الخضر والبيض واللحوم بجميع أنواعها والسمك، وكذلك العجين والغلال. وبينت أن التركيز على واحدة من هذه الأغذية المذكرة دون سواها من شأنه أيضا أن يجعل الوجبة غير متوازنة وتتسبب في ما يسمي بمرض فقر الدم. وتكون منفعة الحديد حاصلة على وجه الخصوص إذا ما وقع تناول كأس عصير ليمون أو برتقال مع الفطور. نقص الحديد.. تعب.. شحوب وفقر الدم وتفيد الدراسة أيضا أن أهم دور فيزيولوجي للهيموغلوبين المتواجدة داخل الكريات الحمر في الدم هو نقل الأكسيجين من الرئتين إلى كامل خلايا الجسم. والنقص من هذه المادة يتسبب في نقص الأكسيجين الذي يغذي الخلايا، وينتج عنها بعض العوارض التي تتجلي في حالة التعب الدائمة والفشل لدى الإنسان، إلى جانب ظهور صفرة على الوجه مع تسارع دقات القلب والتنفس بصعوبة الى جانب عدم التمكن من بذل أي جهد. وجملة هذه العوارض تعني إصابة الفرد بمرض فقر الدم أو ما يتعارف عليه طبيا بالأنيميا. أقراص الحديد والفيتامين "ج" وتفيد الدراسة أن حاجيات المرأة الحامل من الحديد تكبر لضرورة نمو الجنين، ولكي تتحصل على الكمية اللازمة من هذه المادة لابد عليها أن تتناول أغذية غنية بالحديد، وذلك إلى جانب الأدوية التي يصفها لها الطبيب. وعلى مستوى التغذية فإن عصير البرتقال والليمون، وكذلك الليمون مع الأكل كلها نافعة وصحية وغنية على وجه الخصوص بالفيتامين "ج" الذي يسهل دخول الحديد في الدم في مستوى الأمعاء، كما أنه يساعد على إمتصاص مادة الحديد الموجودة في الطعام. إن هذه الأمراض تظهر لدى عديد المواطنين خلال وبعد شهر رمضان، وقد اثبتت دراسات طبية وإحصائيات في تونس تطورها بين عدد هام من الناس. ونشير الدراسة أيضا إلى أن التخمة في الأكل، وخاصة الاكثار من المواد الدسمة والدهنية تؤدي مباشرة إلى أمراض تصلب الشرايين والسكري وضغط الدم وقرح المعدة، بينما يؤدي النقص في التغذية وهي ظاهرة تحصل مع العديد من الناس بسبب نقص التغذية وعدم توازنها إلى فقر الدم، وما ينتج عن ذلك من أمراض لا تقل خطورة عن الأسباب التي تؤدي إلى عكسها.