تونس- الأسبوعي شهد إقليمتونس الكبرى في السنوات الثلاث الأخيرة هطول أمطار فيضانية في منتصف شهر سبتمبر (15-16-17 سبتمبر) ممّا أدّى إلى إغراق الأحياء والمدن في برك المياه والأوحال وساهم في تعطيل حركة المرور... ولئن شكل تهاطل الأمطار دوما مصدر تفاؤل واستبشار لدى عموم الفلاحين عملا بذلك المثل الشعبي «خرابها ولا جدبها» فإن الأمر على خلاف ذلك لدى سكان المدن حيث يقترن هطوله بانزعاج كبير نظرا لإمكانية تسببه عندما يهطل بكميات قياسية وفي وقت وجيز في بعض الأضرار المادية وحتى البشرية مثلما حصل في سبالة بن عمار في أكتوبر 2007. وللتعرّف عمّا أعدّته مصالح التجهيز في مجال التوقي من مياه الأمطار وحماية المدن اتصلنا بالمدير العام للمياه العمرانية بالوزارة. تطوّر وسائل التدخل وقال علي العباسي أن وزارة التجهيز والإسكان أنجزت العديد من المشاريع لحماية المدن والتجمعات السكنية من الفيضانات موزعة على كامل البلاد... وقد تطوّر عددها من مخطط إلى آخر كما تطوّرت اعتمادات الاستثمار المرصودة لها وأشار إلى أن تلك المنشآت المنجزة قد أدّت دورها بصفة مرضية خلال المواسم الممطرة التي عرفتها مختلف مناطق البلاد في الأعوام الأخيرة. صيانة المنشآت المائية وذكر علي العباسي أنه أمكن في مجال الصيانة سنة 2008 جهر وتنظيف 1750 كلم من القنوات بمختلف الأحجام والأودية والمجاري الفرعية وصيانة وترميم ما يقارب 50 منشأة للحماية... أما في 2009 فقد تمت برمجة أشغال لجهر وتنظيف حوالي 2000 كلم من القنوات بمختلف الأحجام ومجاري الأودية وصيانة وترميم حوالي 40 منشأة مائية وقد أمكن إلى حد نهاية أوت 2009 جهر وتنظيف حوالي 1470 كلم من القنوات وصيانة وترميم 12 منشأة مائية. دور المواطن ودعا المدير العام لإدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية وعدم إلقاء هياكل الثلاجات والسيارات والحاشيات والحيوانات النافقة وفواضل البناء بأماكن تصريف المياه... لأن ذلك يجعل المجهود المبذول في هذا الصدد يذهب أدراج الرياح وذهب إلى أن الوزارة مهما أنفقت ومهما خصّصت من اعتمادات للمقاولات المختصة على كامل تراب الجمهورية باعتبار تواجد الأودية بكل القرى والمدن فإنه لا وجود لحماية مطلقة من الفيضانات. العماري حماية المدن خلال 20 سنة أنجزت وزارة التجهيز منذ عام 1987 حتى جوان 150 ...2009 مشروعا لحماية ما يقارب 160 مدينة وتجمّعا سكنيا بتكلفة جملية تجاوزت 225 مليون دينار. وشملت هذه المنجزات مختلف مدن الجمهورية المعرضة للفيضانات ومكنت من الحد من خطورة تهاطل الأمطار التي عرفتها عدة مناطق طوال العشرين سنة الأخيرة. وقد أذن رئيس الدولة إثر أمطار سبتمبر 2003 بإعداد دراسة شاملة لحماية تونس الكبرى من الفيضانات وسيشرع في تنفيذ ما جاء بها حيث سيتم إنجاز أشغال القسط الأول منها بداية من سنة 2011 باعتمادات قدرت ب101 مليون دينار من جملة 600 مليون دينار للمشروع ككل... وسيشمل هذا القسط منطقة تونسالغربية. للتعليق على هذا الموضوع: