تونس الصباح على غرار الصائفة الماضية سجل هذا الصيف على مستوى اسواق السمك نقصا ملحوظا في المعروضات من السمك الابيض وهو من صنف الاسماك القاعية بما انعكس اليا على اسعارها وباعد بينها وبين محفظة نقود المواطن وقفته وهو ما جعله يقبل على السمك الازرق كلما اتيحت له الفرصة سيما وانه يشهد اوج موسم انتاجه لكن السردينة والماكرو والشورو رغم قيمتها الغذائية واسعارها المقبولة حينا والمتقلبة احيانا لم تنس المستهلك حنينه لانواع السمك الابيض واثارت تساؤلاته حول اسباب تقلص كمياته بالاسواق طوال الفترة الماضية وهل سيطول حضوره بالغياب..؟ في رصد للموضوع اشارت مصادر متصلة بقطاع الصيد البحري الى ان التراجع المسجل في نسق تزويد الاسواق بالتريلية والنزلي والمناني والمرجان والبوري خلال الفترة الاخيرة يعود اساسا الى اقرار العمل بالراحة البيولوجية التي دخلت حيز العمل منذ 15 جويلية وتستمر الى موفى اوت وبالتالي فالحالة ستستمر الى غاية انقضاء فصل الصيف الى حين رفع الحظر عن الصيد بالاماكن المعنية بالراحة وتهم منطقة خليج قابس. كما تعود الاسباب حسب ذات المصادر الى بلوغ الحد الاقصى من استغلال عدة اصناف من الاسماك القاعية او البيضاء منذ سنوات قابله ارتفاع حاد في الطلب ودخول السمك التقاليد الاستهلاكية لسكان المدن الداخلية البعيدة عن السواحل. السمك في عطلة ومن خلال الارقام وأخر الاحصائيات التي توفرت لدينا بشأن تشخيص وضع الانتاج والتزويد يتبين ان الانتاج الجملي من الصيد البحري بلغ الى موفى الاسبوع الاول من شهر اوت الجاري نحو 64 الف طن مقابل 66 الف طن خلال نفس الفترة من سنة 2006 بنقص يقدر بألفي طن يعزى اساسا الى انخفاض الانتاج المتأتي من الصيد البحري القاعي بحكم الراحة البيولوجية ويلاحظ انه امام تراجع انتاج البوري والمناني والتريلية وبقية اشقائها وشقيقاتها من ذوي اللون الابيض.. حافظ الانتاج من السمك الازرق على استقراره ومستواه المسجل خلال نفس الفترة من صائفة 2006 ببلوغ حجم 34 الف طن ساهمت 59 وحدة صيد تابعة للخطة الوطنية لتنمية صيد السمك الازرق في تأمين 30% من الانتاج الجملي لهذا الصنف من المنتوجات البحرية التي اكدت مصادرنا على قيمتها الغذائية خاصة السردينة الغنية بمادة اوميغا 3 و6 المفيدة لتنشيط الذاكرة. ولكن من جهتنا نعتقد ان «صحين بوري» بسعر مقبول مطلوب ايضا مع تأجيل التنفيذ الى ما بعد الراحة البيولوجية ليكون حاضرا على مائدة الافطار في رمضان... الصيد الجائر.. على ذكر الراحة البيولوجية التي تدخل هذه الصائفة موسمها الثاني على التوالي واعطت نتائج طيبة على مستوى تجديد المخزون بخليج قابس تفيد المعطيات المتوفرة بأن المهنة ذاتها عبر مجامع التنمية للصيد البحري اضحت مدركة بل وفاعلة في خطة حماية الثروة السمكية وعبر الدعوة الى العمل بالراحة البيولوجية حفاظا على ديمومة الانتاج وكذلك التصدي لظاهرة الصيد الجائر والتأكيد على احترام القوانين الصادرة في هذا الشأن.