تونس الصباح تعكس الارقام الخاصة بالتزويد على مستوى سوق الجملة بتونس الكبرى احتساب بقية الاسواق والى غاية الايام الاخيرة من رمضان مدى نهم التونسي واقباله على استهلاك المواد الغذائية.. استهلاكًا بدل ان تكبح جماحه فريضة الصوم زادته حدة وتطورا باستقرار الاف الاطنان من كل اصناف المنتوجات في بطنه قطعت مع كل معدلات الاستهلاك الشهري سواء تعلق الامر بالمواد الوافدة من «بئر القصعة» او المواد الاستهلاكية الاساسية الاخرى من ألبان ولحوم حمراء ودواجن وبيض.. لغة الارقام تشير الى ان نحو 31.668 طنا من الخضر والغلال والاسماك وردت على سوق الجملة منذ اليوم الاول من رمضان الى غاية امس 27 رمضان انتهى بها المطاف على طاولة الافطار فنصيب الاسد من هذه الحصيلة الضخمة يعود للخضر في حدود 15.930 طنا تليها الغلال ب14.712 طنا وفي درجة موالية لكن بحجم اقل بكثير ترد الاسماك بكميات ناهزت 1.026 طنا. ومقارنة بمعدل التزويد الشهري خارج رمضان وتحديدا خلال الفترة الممتدة من 22 جويلية الى 17 اوت اذ بلغ حجم التزويد 28.783 طنا وهو ما يجعل التفاوت جليا في الاستهلاك قبل هلال رمضان وبعده. ويبرز التباين بشكل اوضح من خلال مقارنة بعض الارقام التي تحصلت عليها الصباح حول تطور نسبة الاستهلاك الاسري الشهري في رمضان وخارجه حيث يقفز استهلاك اللحوم الحمراء بنسبة تزيد عن 31% ليرتفع الاستهلاك العائلي الشهري من 3,5 كلغ الى 4,6 كلغ في رمضان وتساير الدواجن هذا الارتفاع بنسبة زيادة تقدر ب38% بمرور معدل استهلاك للحوم البيضاء من 4,2 الى 5,8 كلغ. وعن البيض حدث ولا حرج عن زخم ما يستقر في بطوننا في شهر الصيام من هذا المنتوج المحطم كل الارقام القياسية على نطاق التزويد المتأتي من الانتاج الشهري العادي والمخزونات وكذلك على مستوى الاستهلاك بتسجيل نسبة زيادة تناهز 98% وتشير المعطيات المتوفرة في هذا الجانب الى ان معدل الاستهلاك العائلي الشهري يمر في رمضان من 41 بيضة الى الضعف تقريبا ببلوغ 88 بيضة!! وبالنسبة للحليب المصنع يرتفع معدل استهلاكه في رمضان الى 21,8 لتر مقابل 18 لترا كمعدل عادي. ويرتفع استهلاك الزيوت النباتية الى حدود 9 لتر مقابل 7,9 لتر بزيادة تقدر ب14%. اطنان اضافية مهولة اذن من مختلف المواد الغذائية اثثت موائد الافطار في كل بيت يتوقع بانقضاء رمضان ان تخمد وتيرة استهلاكها وتستعيد قفة المواطن رشدها بعد انسياقها الاعمى لاشباع نهم وشهوات صاحبها.. ولا خيار امامها سوى ذلك بعد ان استنزفت نفقات المواد الغذائية الميزانية العائلية.