اخطات اسرائيل الفهم او حرصت على اظهار ذلك عندما قدم العرب مبادرتين للسلام تحملان مكاسب جديدة لها مقارنة بقرارات الاممالمتحدة القديمة والمتاخرة.. وشعرت ان هناك استعدادا للمزيد من التنازلات خاصة ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين والتطبيع واعتبرتها علامات هزيمة واستمرت تناور عليها ولم يتصد لها العرب وانما دعموها باشارت التاكيد.. لذلك لمسنا خجلا لدى اوباما رغم قناعاته وضمورا في لهجته المعلنة في البداية.. والجانب الذي يملك القوة الان عمليا هو الجانب العربي وليس الجانب الاسرائيلي لو اراد ان يحصل نتائج على الساحة الفلسطينية والعربية عموما ويمكن تلخيصها في: انه المؤمل فيهم بقوة لتخليص الاقتصاد الغربي من الانهيار باعتبارهم يملكون جزءا كبيرا من القوة المالية التي هاجرت اليهم بعد صعود اسعار النفط... وكان يجب ان لايستعجل العرب في تقديم الدعم للاقتصاد الغربي المنهار وشراء خدماته بالمليارات قبل تحصيل مكاسب سياسية مقابل ذلك. انه يستند الى مقاومة حازمة فاعلة في لبنان وثبات فلسطيني في غزة ونزعة فداء منقطعة النظير حتى وان لم تملك القوة لالحاق اذى كبير بالجانب الاسرائيلي... وانتهى عصر الهروب من المجازر التي يرتكبها الاسرائيليون مثلما جرى بعد دير ياسين واخفاقات الثماني والاربعين. ان الادارة الامريكية الحالية متعاطفة الى حد ما مع الحقوق العربية.. . وحتى لو لم تكن كذلك فهي ليست في وضع قدرة على تهديدها. ان تركيا باتت مساندا قويا للحقوق العربية يمكن ان يتدعم موقفها. ان المخازن العربية ممتلئة بالسلاح حتى الفيض.. وتعلم اسرائيل ذلك وتحصيه بالدقيقة وتخشاه. ان هناك جبهة فاعلة تشكلت في شمال فلسطين محورها سوريا وايران والمقاومة اللبنانية وتتجه نحو تركيا. وعليه فان الظروف التي قدم فيها العرب تنازلات كبيرة لاسرائيل تغيرت في الاغلب... لكن السياسات العربية لم تواكب المرحلة الجديدة ومازالت تعالج الصراع مع إسرائيل كما لو كانت الظروف القديمة قائمة.. وهي مازالت مطمئنة الى لغة الانتماء المشترك الى عالم اللاعبين الكبار التي حاول اقطاب العولمة ان يغروا بها بعض الاطراف العربية... وبالتالي فان إسرائيل لا تستفيد الان من قوتها لانها باتت محاصرة مع تراجعات الاطلسي في العراق وافغانستان... ولا تستفيد إلا من فساد الاستراتيجية التفاوضية العربية التي لا تستحضر عناصر القوة التي تملكها ولا تستخدمها بل على العكس تهرب منها.. . ولا تريد حتى التلميح إلى انها تملكها.. ولن يستطيع ميتشل ولا اوباما ان يحصل على شيء من اسرائيل لان إشارات الهزيمة بائنة من قبل العرب الى ان يعبروا عن العكس.