نسق إحداث الشركات الأهلية في تونس يرتفع ب140% مقارنة بسنة 2024    أعوان وإطارات المركز الدولي للنهوض بالاشخاص ذوي الاعاقة في اعتصام مفتوح    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    زاراها قيس سعيد...كل ما تريد معرفته عن مطحنة أبة قصور في الكاف    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    لأول مرة في التاريخ: شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    تشيلسي يهزم ديورغاردن 4-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    معطيات جديدة بخصوص منتحل صفة صفة مسؤول حكومي: الاحتفاظ بكاهية مدير بالقصرين    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    رئيس الجمهورية في عيد العمّال: الشغل بمقابل مع العدل والإنصاف    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    تونس: تفاصيل جديدة عن متحيل يتجوّل 10 أيام كمستشار حكومي ويزور إدارات رسمية    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعتزم السّير قدما على طريق التنمية المتضامنة والارتقاء بتونس إلى مستويات أعلى
الرئيس بن علي في حديث لمجلة «أفريك ماغازين»:
نشر في الصباح يوم 06 - 10 - 2009

تونس (وات): نشرت المجلة الشهرية افريك ماغازين في عددها لشهر اكتوبر 2009 الحديث الذي خصها به الرئيس زين العابدين بن علي.
وابرز رئيس الدولة في هذا الحديث الذي اجراه السيد زياد الامام المدير العام رئيس تحرير المجلة المكاسب الهامة التي حققتها تونس والتي جاءت ثمرة رؤية استشرافية وبرامج واصلاحات متتالية.
واشار رئيس تحرير افريك ماغازين في تقديمه لهذا الحديث الى ما عبر عنه رئيس الدولة من اعتزاز وفخر بتوفقه الى وضع تونس على درب التقدم. وهو ما اعتبره سيادته اهم انجاز حققه في حياته. كما ابرز الكلمات التي ترددت باستمرار على لسان سيادة الرئيس خلال الحديث على غرار «العمل والبرنامج والوطنية والمتابعة» وتناول الحديث كذلك مواضيع مختلفة مثل الانجازات والنجاحات الاقتصادية والسياسية لتونس والمراة والشباب والاستقرار بالاضافة الى القضية الفلسطينية التي جعل منها رئيس الدولة قضيته الشخصية.
وفي ما يلي النص الكامل لهذا الحديث:
* ما هي حسب رأيكم أهم التغيرات العميقة والتحولات المجتمعية التي شهدتها تونس منذ ارتقائكم الى الحكم؟
- ان مكاسب العشريتين الاخيرتين متعددة والتحولات عميقة وجذرية. فمن بلد على حافة الافلاس والفوضى سنة 1987 أضحت تونس اليوم نموذجا للنجاح. انها اليوم بلد التنمية المتضامنة والحرية وتساوي الحظوظ بين كافة المواطنين بلد يطيب فيه العيش.
ففي ظرف عشريتين من الزمن ارتقت تونس الى مرتبة البلد الصاعد. والاقتصاد التونسي يحتل اليوم المركز الاول في افريقيا من حيث القدرة التنافسية ويعتبر من بين الاقتصاديات الاربعين الاوائل في العالم وفقا لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي. والساحة السياسية التي كانت سابقا ذات لون واحد أضحت ساحة تعددية.
ومختلف الاصلاحات التي بادرنا بها قد رسخت مؤسسات دولة القانون وكرست بذلك الحكم الرشيد ومناخا من الاستقرار والسلم المدنية.
والاجيال الجديدة التي ارتقت الى المدرسة والى الحياة النشيطة بعد تغيير 1987 تتميز بحيويتها وطموحها. وبفضل الانجازات المحققة في مختلف الميادين تعيش هذه الاجيال اليوم صلب مجتمع يحفز على المبادرة والابتكار.
كما أن هذه الاجيال الجديدة منفتحة وتتميز بالحيوية ويبرهن تحكمها في العلوم والتكنولوجيات الجديدة للاتصال بصورة جلية على التطور المشهود لبلادنا على طريق بناء مجتمع المعرفة واقتصاد الذكاء. ونحن نفخر بالخصوص بنموذج المجتمع المتضامن الذي توفقنا الى بنائه والذي مكننا من تأمين استفادة كل شرائح شعبنا وكل جهات البلاد من ثمار النمو الاقتصادي بالتوازي مع ترسيخ ثقافة المبادرة الحرة والجهد والبذل الضروريان لتحقيق الازدهار الفردي.
كما عملنا على دعم بروز مجتمع سياسي تعددي ومجتمع مدني متشبع بالقيم الديمقراطية وبروح المواطنة. فتونس تعتبر اليوم مجتمعا مزدهرا يملك 80 بالمائة من مواطنيه مساكنهم ويتمتعون بنفس الحقوق والفرص دون تمييز على أساس الجنس أو الجهة. تلك جميعها ضمانات تتيح لبلادنا أن تواصل بثقة مسيرتها نحو التقدم ورفع تحديات المستقبل.
* تتوالى المراتب الجيدة التي تحوزها تونس في التصنيفات الدولية. كيف تفسرون هذا النجاح الاقتصادي وهل هناك خصوصية تونسية؟
- يسجل الاقتصاد التونسي مثلما أشرتم الى ذلك عن حق نتائج بارزة مكنته من حيازة تقييمات ايجابية في تقارير المؤسسات الدولية ومختلف الاجهزة العالمية المتخصصة. فكل المؤشرات تبرهن على الحصيلة الايجابية التي سجلتها بلادنا نمو اقتصادي متواصل منذ سنة 1988 بنسبة تناهز 5 بالمائة كمعدل سنوي دخل فردي تضاعف أكثر من أربع مرات ليبلغ اليوم 5 الاف دينار وقاعدة اقتصادية متنوعة مع نسبة نمو هامة للقطاعات ذات القيمة التكنولوجية العالية على غرار الصناعات الميكانيكية والمعلوماتية والالكترونية وصناعة مكونات الطائرات. وتحتل تونس اليوم المرتبة الاولى في افريقيا في ما يتعلق بالقدرة التنافسية لاقتصادها مثلما يشهد على ذلك التصنيف الاخير الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي العالمي. كما أن تونس التي تتميز بطبقة وسطى تضم ثلاثة أرباع السكان وبنسبة تمدرس للاطفال قدرها 99 بالمائة ومؤمل حياة عند الولادة ب74 سنة وبنسبة فقر تم النزول بها الى حدود 8ر3 بالمائة من السكان تعتبر أول بلد في العالم العربي من حيث جودة الحياة وفقا لتصنيف منظمة انترناشيونال ليفينغ. كما تعتبر تونس البلد الاكثر أمانا في القارة الافريقية حسب التقرير الاخير لمؤسسة غلوبال بيس أندكس.
وهذه الحصيلة الايجابية جدا يعود الفضل فيها الى الاصلاحات التي قمنا بها بصورة متواصلة من أجل تعصير أدوات الانتاج وتحرير الاقتصاد وتحسين محيط الاعمال وكذلك بفضل حيوية مؤسساتنا وذكاء شعبنا وقدرته على البذل والتضحية.
وعلى الرغم من ذلك فاننا لا نكتفي بهذه المكاسب على ما تكتسيه من أهمية ونحن نعمل على تنميتها رغم الظرفية العالمية غير المواتية الموسومة بالازمة الاقتصادية والمالية والتي تؤثر على أسواقنا التصديرية التقليدية اضافة الى انعكاساتها على مجمل بلدان المعمورة التي تأثرت بدرجات مختلفة بهذه الازمة. وقد بادرنا منذ بداية هذه الازمة الى اقرار جملة من الاجراءات من أجل الحد من انعكاساتها على اقتصادنا ومن أجل الاستفادة منها ومن فرص النمو التي تتيحها. وذلك هو الذي مكننا من الحفاظ على نسق نمو صلب ومواصلة انجاز المشاريع التنموية المبرمجة.
وبطبيعة الحال نظل يقظين ازاء تطور الازمة العالمية ونتطلع طبعا الى أن تنتهي بسرعة ويتم ايجاد العلاج الملائم لعدم استقرار سوق الطاقة الدولية حتى يتيسر لنا سريعا الاستفادة من مجمل دعامات مسيرتنا التنموية.
* تعاني تونس من صورة مشوهة في مجال حقوق الانسان. ما هو ردكم على ما يوجه الى تونس من انتقادات؟
- ان هذه الصورة التي يحاول البعض أن يروجها لا تتوافق مع الواقع. وقد يكون الوقت قد حان بالنسبة لاولئك كي يكفوا عن النظر الى الواقع التونسي من خلال أفكار مسبقة لا أساس لها من الصحة. ان تونس بلد يمثل فيه احترام حقوق الانسان واقعا ملموسا ويعد التوسيع المستمر لمجالها معطى ثابتا لا يقبل الدحض مثلما تشهد بذلك المؤسسات المتخصصة للامم المتحدة والمراقبون الموضوعيون. وعلى سبيل المثال الفت انتباهك الى استخلاصات الجهاز الاممي المتخصص في المجال أي مجلس حقوق الانسان الذي هنأ تونس بالمكاسب العديدة المحققة في ميدان حقوق الانسان.
كما أود أن الاحظ أن تشريعنا في مجال حماية الحقوق الانسانية والنهوض بها يتوافق مع المعاهدات الدولية ويذهب أبعد منها في بعض الحالات. وسواء تعلق الامر بحقوق الطفل أو حقوق الاشخاص المعوقين أو حقوق المرأة والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فان تونس تتمتع اليوم بصرح عتيد في المجال نعمل على تعزيزه من سنة الى أخرى من خلال ادخال الاصلاحات الضرورية. وبالفعل فقد اخترنا انتهاج تمش متدرج وشامل لتعزيز حقوق الانسان بصورة تكفل النهوض بمجمل هذه الحقوق سياسية كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية مع السهر على تحصين بلادنا ازاء محاذير ومخاطر التراجع. وان ايماننا لعميق بأن حقوق الانسان كل لا يتجزأ. وعلى هذا الصعيد فان ارادتنا ثابتة صلبة في مجال الالتزام بحماية حقوق الانسان والنهوض بمجمل هذه الحقوق.
* أنتم مرشحون خلال انتخابات أكتوبر القادم الى مدة رئاسية خامسة. ما هي الدعامة الاساسية لحملتكم وما هي أولوياتكم بالنسبة للفترة الرئاسية الجديدة ان تمت اعادة انتخابكم والبعض من معارضيكم ينتقدون مدتكم الرئاسية الخامسة. فما هو ردكم؟
- الانتخابات الرئاسية تمثل دوما محطة بارزة في الحياة السياسية لاي بلد اختار النظام الرئاسي. وفي ما يتعلق بي أود قبل كل شيء أن أعبر عن عميق اعتزازي بالثقة الكبيرة التي أبداها أغلب مواطني ازاء شخصي باختياري مرشحا الى الانتخابات الرئاسية. اني أدرك أبعاد هذا الاختيار مثلما أدرك المسؤوليات الجسام المترتبة عنه. غير أنني كلي ثقة في مواطني الذين أبدوا دوما التفافهم حول سياستنا وشكلوا الضمانة لنجاحها.
أما في ما يتعلق بالحملة الانتخابية أود أن أقول لكم أنه لم يتم بعد افتتاحها. غير أنه يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنراهن مجددا على ذكاء ووفاء شعبنا لسياستنا التي مكنتنا من تحقيق انجازات كبرى في ظرف زمني وجيز. ونحن نعتزم السير قدما على هذا الطريق طريق التنمية المتضامنة والارتقاء بتونس الى مستويات أعلى في اطار برنامج واسع سنعرضه على مواطنينا خلال الحملة الانتخابية.
واذا جدد الشعب التونسي الذي يعد وحده صاحب السيادة ثقته فينا في أعقاب الانتخابات المقبلة فانه سيكون من واجبنا اثراء المكاسب التي تمت مراكمتها خلال العشريتين الماضيتين والتقدم بعزم نحو الهدف الذي رسمناه لانفسنا الا وهو اعداد تونس للارتقاء سريعا الى مرتبة البلد المتقدم. واليوم وقد وضعنا البلاد على سكة النمو والتقدم فاننا ننوي اعطاء دفع نوعي لمجهود التنمية يتيح خلق مزيد الثروات ويسهم في ايجاد عدد أكبر من مواطن الشغل لشبابنا سيما من حاملي شهائد التعليم العالي. كما نعتزم أن نقتحم ببلادنا طورا ديمقراطيا جديدا أكثر تقدما.
ان برنامجنا سيهيئ وفقا لاجال مضبوطة ومواعيد مدققة الطريق التي يتعين انتهاجها من أجل تعزيز مكاسبنا على صعيد التواصل وتسريع تقدم بلادنا باتجاه مستوى تنمية أعلى مع أخذ المحيط العالمي بكل أبعاده بعين الاعتبار.
انه ليس لنا من طموح سوى خدمة شعبنا ولن نبخل بأي تضحية أيا كان حجمها من أجل الاستجابة لتطلعاته.
ونحن دوما على اعتقادنا بأنه في ظل الديمقراطية فان ارادة الشعب المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع هي التي تستحق الاعتبار وتعلو على أي اعتبار اخر. ومع ذلك فاننا نقبل بصدر رحب النقد الموضوعي الذي يمكن أن يساهم في تحقيق التقدم المطلوب.
* ازاء الاجماع شبه الكامل الذي يحيط ترشحكم ما الذي يمكن أن يفعله منافسوكم وهل تملك المعارضة كل الامكانيات لاسماع صوتها ولعب ورقتها؟
- اننا قبلنا الترشح الى هذه الانتخابات استجابة الى نداءات شعبنا. وأغتنم هذه الفرصة لاجدد التعبير عن امتناني للشعب التونسي لهذه الثقة وهذا الدعم الثابت الذي مكننا من تحقيق هذا الحجم الهام من الانجازات لبلدنا. وعلى أية حال فان المهم يبقى في الاخير رأي الناخبين.
فأحزاب المعارضة تتمتع بكل الوسائل الضرورية كي تسمع صوتها وتستقطب أصوات الناخبين. كما يمكنها ابلاغ رؤاها ووجهات نظرها مباشرة الى الناخبين أو بواسطة الصحافة. كما أن لها امكانية التثبت من سلامة الاقتراع في كل مراحله بدءا من التسجيل في القائمات الانتخابية وصولا الى عمليات التصويت والفرز باعتبار أن ممثليها سيكونون حاضرين في مكاتب الاقتراع. وكل المرشحين يملكون على قدم المساواة حق النفاذ الى وسائل الاعلام العمومية. ولهذا الغرض عززنا استقلالية وصلاحيات المجلس الاعلى للاتصال من أجل ضمان احترام تساوي معاملة المترشحين وفقا لمقتضيات القانون. وفضلا عن ذلك فان مرصدا وطنيا للانتخابات يسيره محام مرموق وعميد سابق سيسهر على سلامة الاقتراع وعلى حياد الادارة. وفي حال تسجيل طعن فان المرشحين لهم كامل الحق في رفع شكوى الى المجلس الدستوري واللجوء الى القضاء ان اقتضى الامر ذلك.
كما أود أن أذكر بأن تونس مفتوحة أمام الملاحظين من البلدان الشقيقة والصديقة الذين يرغبون في المجيء الى بلدنا بمناسبة هذه الانتخابات من أجل أن يطلعوا بأنفسهم على حيوية حياتنا السياسية ومصداقية نظامنا الانتخابي.
وقد اتخذنا كل الاجراءات الضرورية من أجل ضمان شفافية الانتخابات وتأمين ممارسة المواطن لحقه الانتخابي بكامل الحرية. ونحن واثقون في شعبنا وفي مختلف الاطراف المشاركة من أجل أن يكون اقتراع 25 أكتوبر 2009 محطة بارزة في المسار الديمقراطي وللتنافس النزيه.
* يبدو أن الشباب قد أضحى يمثل مشغلا أساسيا بالنسبة اليكم.فقد تم النزول بالسن المؤهل للانتخاب الى 18 سنة. كما كانت سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب. لماذا هذا الاهتمام الخاص وكيف يمكنكم وصف هذا الجيل المسمى ب: جيل بن علي؟
- كان الشباب على الدوام في قلب سياستنا ومحور عملنا. وعلى سبيل المثال أود أن أذكركم بأن التحويلات الاجتماعية التي تمثل سنويا حوالي 50 بالمائة من ميزانية الدولة يوجه القسط الاهم منها لفائدة الشباب في قطاعات التربية والتكوين والتشغيل والتكنولوجيات الحديثة للاتصال والرياضة والصحة. كما أن هذه الشريحة من المجتمع تستفيد مباشرة أو بصورة غير مباشرة بقسط يناهز 80 بالمائة من برامج التنمية في تونس.
وحرصنا دوما كذلك على الانصات للشباب. وفي هذا المضمار قمنا بتنظيم استشارات دورية مع الشباب تلتئم بصورة منتظمة منذ سنة 1996 من أجل التعرف على اراء ومقترحات شبابنا قبل اعداد المخططات الخماسية للتنمية. وقد أطلقنا العام الماضي استشارة موسعة شملت أكثر من 400 الف شاب وأفضت الى المصادقة على ميثاق شبابي وطني هو الاول من نوعه في افريقيا وفي العالم العربي. ولكم كانت سعادتي كبيرة لما علمت أن هذا الميثاق الذي سنعتمده في اعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب بالنسبة للسنوات المقبلة قد تم بعد توقيعه من قبل أكثر من مليون شاب.
ونحن ما فتئنا نعمل على اعداد الارضية لشبابنا حتى نكفل له شروط المستقبل المشرق.
وقد اتخذنا عديد الاجراءات من أجل أن نضمن له التربية والتكوين وكذلك ادماجه في الحياة النشيطة ومشاركته في الحياة السياسية. وعلى سبيل المثال فان النزول الى 18 سنة بالسن المؤهلة للانتخاب ينتظر أن يمكن أكثر من 500 الف شاب اضافي من التصويت وبذلك الالتحاق بشبان اخرين يشاركون في الاقتراع لا فقط كناخبين وانما أيضا كمرشحين للانتخابات التشريعية. فقد تم النزول بالسن المؤهلة للانتخاب لعضوية مجلس النواب الى 23 سنة.
ان جيل بن علي كما تسمونه هو جيل متعلم مسكون بروح المبادرة. فهذا الجيل قد استفاد من ظروف ملائمة للمبادرة والتجديد وهو بذلك أكثر تطلبا وأكثر طموحا. أو ليس مستقبل البلاد هو مستقبل شبابها.
وكذلك فاننا سنواصل العمل والبذل خدمة لشبابنا الذي يعد مصدر فخر بالنسبة الينا وعامل تفاؤل بالنسبة الى مستقبل تونس.
* هل مازالت سياسة تحرير المرأة تمثل أولوية بالنسبة الى حكومتكم؟
- ان النهوض بحقوق المرأة يمثل قطعا جزءا من مقاربتنا التحديثية التي ترمي الى ارساء أسس مجتمع وجهته التقدم مجتمع محصن ازاء التيارات الظلامية الرجعية. ان رهاننا على المرأة هو خيار استراتيجي ينبع من ايماننا بأنه لا يمكن لاي مجتمع أن يحقق تقدما مستديما اذا كان نصف سكانه مهمشا. لاجل ذلك بادرنا عديد المرات بادخال تعديلات على مجلة الاحوال الشخصية الصادرة سنة 1956 وفتحنا افاقا جديدة أمام المرأة التونسية التي تعد اليوم مبعث فخرنا كرمز لحداثة البلاد. كل ذلك حتى نؤكد مدى اعتزازنا الخاص بالمكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال.
ومن أجل اعطاء صورة عن المكانة التي تحتلها المرأة في تونس أود أن أورد الامثلة التالية الفتيات تمثلن 59 بالمائة من طلبة الجامعة والنساء تمثلن ربع السكان النشيطين وهن تحظين بتمثيل متنام صلب الهيئات المنتخبة اذ تمثلن 22 فاصل 7 بالمائة من النواب و27 بالمائة من المستشارين البلديين. وفي أعقاب الانتخابات التشريعية المقبلة ينتظر أن تحتل المرأة نسبة 30 بالمائة على الاقل من مقاعد مجلس النواب. ويؤكد كل ذلك مدى العزم الذي يحدونا على المضي دوما أبعد فأبعد على درب تعزيز حقوق المرأة التونسية.
* هل تعتقدون أن سنة 2009 ستكون سنة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين العرب والاسرائيليين؟
- لقد جعلنا من القضية الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني المشروع في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف قضيتنا الشخصية لانه بالنسبة الينا من غير المقبول أن تتواصل معاناة الشعب الفلسطيني من عديد مظاهر الحيف التي تطال حقوقه ومن الاعتداءات المتعددة في استخفاف بكل المواثيق الدولية. ان هذه الوضعية لا يمكن ولا يجب لها أن تستمر. وقد حان الوقت لوضع حد للمظالم وعمليات الاذلال المسلطة على الفلسطينيين من قبل المحتل الاسرائيلي.
وان تونس المتعلقة دوما بالسلام والامن لكل شعوب المنطقة لن تدخر أي جهد من أجل ارساء سلم عادلة شاملة في منطقة الشرق الاوسط.
وسنواصل اسهامنا في دعم كل المساعي الرامية الى ايجاد حلول عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الاسرائيلي. وأتوجه مجددا بالنداء للمجموعة الدولية عامة والى اللجنة الرباعية على وجه الخصوص حتى تكثف وتستحث جهودها من أجل توفير عوامل اطلاق مفاوضات جديدة ترتكز على احترام الشرعية الدولية وكي تحمل اسرائيل على وضع حد لانشطتها الاستيطانية وممارساتها العدوانية.
وأعبر في هذا الصدد عن الارتياح للمبادرات الجديدة التي اتخذها الرئيس الامريكي باراك أوباما وأعبر عن الامل في أن تساعد هذه المبادرات بدعم من المجموعة الدولية ومن كافة الاطراف المؤثرة على خلق مناخ جديد ملائم لتسوية سلمية لمشاكل المنطقة.
* بعد سنة من القمة الكبيرة التي احتضنتها باريس في 13 جويلية كيف تنظرون الى الدور الحقيقي للاتحاد من أجل المتوسط المساعدة في صنع السلام بالشرق الاوسط أو تشجيع بلدان الجنوب على وضع حد للهجرة باتجاه الشمال وبالنسبة الى تونس ما هو المشروع الاكثر الحاحا والاكثر فائدة الذي يتعين متابعته في اطار هذا الاتحاد؟
- لقد كنا من أوائل البلدان التي دعمت مبادرة الرئيس ساركوزي التي أفضت الى بعث الاتحاد من أجل المتوسط وذلك من منطلق الايمان الذي عبرنا عنه أكثر من مرة بأن المتوسط يجب أن يكون فضاء للسلام والامن والتقدم المشترك يوحد كل شعوب الضفتين باتجاه مصير مشترك. ونحن لازلنا نعقد كبير الامال في هذه المجموعة على الرغم من وعينا بأنها لا يمكن أن تسوى كل المشاكل القائمة بالنظر الى جسامة التحديات التي يتعين رفعها. لكن لنكن واضحين الاتحاد من أجل المتوسط هو فرصة يتوجب الاستفادة منها من أجل أن نجعل من طاقتنا المتوسطية نموذجا للتعاون والتضامن والاستثمارات التي تعود بالنفع المشترك وفضاء للتبادل الانساني والحوار بين الثقافات. وحتى نكون في مستوى تطلعات البلدان الاعضاء يتعين أن نلتزم سبيل انجاز مشاريع ملموسة في مجالات البنية الاساسية والبيئة والتربية والعلوم وباختصار في كل القطاعات ذات الاثر المباشر والملموس على حياة السكان. وضمن هذا الافق فان المشاريع التي تم الاتفاق على وضعها يتوجب أن تتوفر لها وبسرعة التمويلات الملائمة التي تكفل انطلاقها.
* ما هي الوضعية الحالية لتعاونكم مع أوروبا؟
- ان أهمية علاقاتنا مع أوروبا أمر مسلم به.
ويكفي من أجل تبين حجمه التذكير بأن تونس هي منذ السنة الماضية أول بلد من الضفة الجنوبية للبحر الابيض المتوسط يشترك في منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي بعد أن كانت في جويلية 1995 أيضا أول بلد من الضفة الجنوبية يبرم اتفاق شراكة مع هذه المجموعة. وتونس والاتحاد الاوروبي قد دخلا اليوم مرحلة جديدة من الشراكة المتقدمة التي تفتح افاقا جديدة لعلاقات أكثر عمقا. ان بلادنا هي اليوم أول موقع للاستثمار الاوروبي في جنوب المتوسط بحساب الساكن الواحد وهو أمر يبعث على ارتياحنا مع تطلعنا الى أن يضطلع شركاؤنا الاوروبيون بدور أكبر في مساندة مجهوداتنا التنموية.
كما أعتقد أن المجال متاح لتنشيط مسار برشلونة الاورومتوسطي الذي كانت بلادنا ولا تزال من أبرز الفاعلين صلبه عبر العمل بالخصوص على تحسين الاجراءات وايلاء مزيد من الاهتمام للجانب الانساني والثقافي لشراكتنا.
وان طموحنا هو جعل علاقاتنا مع الفضاء الاوروبي نموذجا للتنمية المتضامنة والتكامل الذي يرتكز على الاحترام المتبادل وسيادة كافة الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.