عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    عاجل - اليوم آخر أجل لدفع معلوم الجولان لهذه السيارات    ربط أكثر من 3500 مؤسسة تربوية بشبكة الألياف البصرية ذات التدفق العالي بالأنترنات    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    عاجل/ في نشرة متابعة: تقلبات جوية وامطار رعدية بعد الظهر بهذه الولايات..    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    عاجل/ منخفض جوي شبيه بمنخفض جانفي وفيفري..هكذا سيكون الطقس خلال الأيام القادمة..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    حكم قضائي في حق اجنبي متهم في قضية ذات شبهة ارهابية    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    فرص واعدة للمؤسسات التونسية في FITA2025: تونس تستقبل القمة الإفريقية يومي 6 و7 ماي 2025    عامر بحبة: أسبوع من التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة في تونس    عاجل : دولة عربية تعلن عن حجب 80% من الحسابات الوهمية    محرز الغنوشي: حرارة صيفية الظهر وأمطار منتظرة    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق وإصابة مرافقه    مفتي السعودية يوجه رسالة هامة للحجاج قبل انطلاق الموسم بأيام    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    ترامب يأمر بفرض رسوم بنسبة 100% على الأفلام غير الأمريكية    الرحيلي: الأمطار الأخيرة أنقذت السدود... لكن المشاكل الهيكلية مستمرة    من الثلاثاء إلى الخميس: انقطاع مياه الشرب في هذه المناطق بالضاحية الجنوبية للعاصمة    حصيلة المشاركة التونسية في البطولة العربية لألعاب القوى بالجزائر: 19 ميدالية....    ترتيب لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع..    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    باكستان تصعد حظرها التجاري ضد الهند    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    بوسالم.. فلاحون يطالبون بصيانة و فتح مركز تجميع الحبوب بمنطقة المرجى    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    وزارة العدل توضّح    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    بوشبكة.. حجز أجهزة إتصال متطورة لدى اجنبي اجتاز الحدود بطريقة غير قانونية    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 25 و29 درجة    دخل فرعا بنكيا لتحويلها.. حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    ثنائية مبابي تقود ريال مدريد لمواصلة الضغط على برشلونة المتصدر بالفوز 3-2 على سيلتا فيغو    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الرئيس زين العابدين بن علي لمجلة أفريك ماغازين (+ فيديو)
نشر في أخبار تونس يوم 05 - 10 - 2009

نشرت المجلة الشهرية افريك ماغازين في عددها لشهر أكتوبر 2009 الحديث الذي خصها به الرئيس زين العابدين بن علي. وأبرز رئيس الدولة في هذا الحديث الذي أجراه السيد زياد الإمام المدير العام رئيس تحرير المجلة المكاسب الهامة التي حققتها تونس والتي جاءت ثمرة رؤية استشرافية وبرامج وإصلاحات متتالية.
وأشار رئيس تحرير افريك ماغازين في تقديمه لهذا الحديث الى ما عبر عنه رئيس الدولة من اعتزاز وفخر بتوفقه إلى وضع تونس على درب التقدم. وهو ما اعتبره سيادته أهم انجاز حققه في حياته.
كما ابرز الكلمات التي ترددت باستمرار على لسان سيادة الرئيس خلال الحديث على غرار “العمل والبرنامج والوطنية والمتابعة” وتناول الحديث كذلك مواضيع مختلفة مثل الانجازات والنجاحات الاقتصادية والسياسية لتونس والمرأة والشباب والاستقرار بالاضافة الى القضية الفلسطينية التي جعل منها رئيس الدولة قضيته الشخصية.
وفي ما يلي النص الكامل لهذا الحديث
سؤال : ما هي حسب رأيكم أهم التغيرات العميقة والتحولات المجتمعية التي شهدتها تونس منذ ارتقائكم الى الحكم ؟
جواب : ان مكاسب العشريتين الأخيرتين متعددة والتحولات عميقة وجذرية. فمن بلد على حافة الإفلاس والفوضى سنة 1987 أضحت تونس اليوم نموذجا للنجاح. انها اليوم بلد التنمية المتضامنة والحرية وتساوى الحظوظ بين كافة المواطنين بلد يطيب فيه العيش.
ففي ظرف عشريتين من الزمن ارتقت تونس إلى مرتبة البلد الصاعد. والاقتصاد التونسي يحتل اليوم المركز الأول في إفريقيا من حيث القدرة التنافسية ويعتبر من بين الاقتصاديات الأربعين الأوائل في العالم وفقا لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
والساحة السياسية التي كانت سابقا ذات لون واحد أضحت ساحة تعددية. ومختلف الإصلاحات التي بادرنا بها قد رسخت مؤسسات دولة القانون وكرست بذلك الحكم الرشيد ومناخا من الاستقرار والسلم المدنية. والأجيال الجديدة التي ارتقت إلى المدرسة والى الحياة النشيطة بعد تغيير 1987 تتميز بحيويتها وطموحها.
وبفضل الانجازات المحققة في مختلف الميادين تعيش هذه الأجيال اليوم صلب مجتمع يحفز على المبادرة والابتكار.
كما أن هذه الأجيال الجديدة منفتحة وتتميز بالحيوية ويبرهن تحكمها في العلوم والتكنولوجيات الجديدة للاتصال بصورة جلية على التطور المشهود لبلادنا على طريق بناء مجتمع المعرفة واقتصاد الذكاء. ونحن نفخر بالخصوص بنموذج المجتمع المتضامن الذي توفقنا إلى بنائه والذي مكننا من تأمين استفادة
كل شرائح شعبنا وكل جهات البلاد من ثمار النمو الاقتصادي بالتوازي مع ترسيخ ثقافة المبادرة الحرة والجهد والبذل الضروريان لتحقيق الازدهار الفردي.
كما عملنا على دعم بروز مجتمع سياسي تعددي ومجتمع مدني متشبع بالقيم الديمقراطية وبروح المواطنة. فتونس تعتبر اليوم مجتمعا مزدهرا يملك 80 بالمائة من مواطنيه مساكنهم ويتمتعون بنفس الحقوق والفرص دون تمييز على أساس الجنس أو الجهة. تلك جميعها ضمانات تتيح لبلادنا أن تواصل بثقة مسيرتها نحو التقدم ورفع تحديات المستقبل.
سؤال : تتوالى المراتب الجيدة التي تحوزها تونس في التصنيفات الدولية. كيف تفسرون هذا النجاح الاقتصادي وهل هناك خصوصية تونسية ؟
جواب : يسجل الاقتصاد التونسي مثلما أشرتم إلى ذلك عن حق نتائج بارزة مكنته من حيازة تقييمات ايجابية في تقارير المؤسسات الدولية ومختلف الأجهزة العالمية المتخصصة. فكل المؤشرات تبرهن على الحصيلة الايجابية التي سجلتها بلادنا نمو اقتصادي متواصل منذ سنة 1988 بنسبة تناهز 5 بالمائة كمعدل سنوي دخل فردى تضاعف أكثر من أربع مرات ليبلغ اليوم 5 ألاف دينار وقاعدة اقتصادية متنوعة مع نسبة نمو هامة للقطاعات ذات القيمة التكنولوجية العالية على غرار الصناعات الميكانيكية والمعلوماتية والالكترونية وصناعة مكونات الطائرات.
وتحتل تونس اليوم المرتبة الأولى في إفريقيا في ما يتعلق بالقدرة التنافسية لاقتصادها مثلما يشهد على ذلك التصنيف الأخير الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي العالمي. كما أن تونس التي تتميز بطبقة وسطى تضم ثلاثة أرباع السكان وبنسبة تمدرس للأطفال قدرها 99 بالمائة ومؤمل حياة عند الولادة ب 74 سنة وبنسبة فقر تم النزول بها إلى حدود 8ر3 بالمائة من السكان تعتبر أول بلد في العالم العربي من حيث جودة الحياة وفقا لتصنيف منظمة انترناشيونال ليفينغ. كما تعتبر تونس البلد الأكثر أمانا في القارة الإفريقية حسب التقرير الأخير لمؤسسة غلوبال بيس أندكس.
وهذه الحصيلة الايجابية جدا يعود الفضل فيها إلى الإصلاحات التي قمنا بها بصورة متواصلة من أجل تعصير أدوات الإنتاج وتحرير الاقتصاد وتحسين محيط الاعمال وكذلك بفضل حيوية مؤسساتنا وذكاء شعبنا وقدرته على البذل والتضحية.
وعلى الرغم من ذلك فإننا لا نكتفي بهذه المكاسب على ما تكتسيه من أهمية ونحن نعمل على تنميتها رغم الظرفية العالمية غير المواتية الموسومة بالأزمة الاقتصادية والمالية والتي تؤثر على أسواقنا التصديرية التقليدية إضافة إلى انعكاساتها على مجمل بلدان المعمورة التي تأثرت بدرجات مختلفة بهذه الأزمة.
و قد بادرنا منذ بداية هذه الأزمة إلى إقرار جملة من الإجراءات من أجل الحد من انعكاساتها على اقتصادنا ومن أجل الاستفادة منها ومن فرص النمو التي تتيحها. وذلك هو الذي مكننا من الحفاظ على نسق نمو صلب ومواصلة انجاز المشاريع التنموية المبرمجة.
وبطبيعة الحال نظل يقظين إزاء تطور الأزمة العالمية ونتطلع طبعا الى أن تنتهي بسرعة ويتم إيجاد العلاج الملائم لعدم استقرار سوق الطاقة الدولية حتى يتيسر لنا سريعا الاستفادة من مجمل دعامات مسيرتنا التنموية.
سؤال : تعاني تونس من صورة مشوهة في مجال حقوق الإنسان. ما هو ردكم على ما يوجه إلى تونس من انتقادات ؟
جواب : إن هذه الصورة التي يحاول البعض أن يروجها لا تتوافق مع الواقع. وقد يكون الوقت قد حان بالنسبة لأولئك كي يكفوا عن النظر الى الواقع التونسي من خلال أفكار مسبقة لا أساس لها من الصحة.
ان تونس بلد يمثل فيه احترام حقوق الإنسان واقعا ملموسا ويعد التوسيع المستمر لمجالها معطى ثابتا لا يقبل الدحض مثلما تشهد بذلك المؤسسات المتخصصة للامم المتحدة والمراقبون الموضوعيون. وعلى سبيل المثال الفت انتباهك إلى استخلاصات الجهاز الاممي المتخصص في المجال أي مجلس حقوق الإنسان الذي هنأ تونس بالمكاسب العديدة المحققة في ميدان حقوق الإنسان.
كما أود أن ألاحظ أن تشريعنا في مجال حماية الحقوق الإنسانية والنهوض بها يتوافق مع المعاهدات الدولية ويذهب أبعد منها في بعض الحالات.
وسواء تعلق الأمر بحقوق الطفل أو حقوق الأشخاص المعوقين أو حقوق المرأة والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فان تونس تتمتع اليوم بصرح عتيد في المجال نعمل على تعزيزه من سنة الى أخرى من خلال إدخال الإصلاحات الضرورية.
وبالفعل فقد اخترنا انتهاج تمش متدرج وشامل لتعزيز حقوق الإنسان بصورة تكفل النهوض بمجمل هذه الحقوق سياسية كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية مع السهر على تحصين بلادنا ازاء محاذير ومخاطر التراجع.
وان إيماننا لعميق بأن حقوق الإنسان كل لا يتجزأ. وعلى هذا الصعيد فان ارادتنا ثابتة صلبة في مجال الالتزام بحماية حقوق الإنسان والنهوض بمجمل هذه الحقوق.
سؤال : أنتم مرشحون خلال انتخابات أكتوبر القادم إلى مدة رئاسية خامسة. ما هي الدعامة الأساسية لحملتكم وما هي أولوياتكم بالنسبة للفترة الرئاسية الجديدة أن تمت إعادة انتخابكم والبعض من معارضيكم ينتقدون مدتكم الرئاسية الخامسة. فما هو ردكم ؟
جواب : الانتخابات الرئاسية تمثل دوما محطة بارزة في الحياة السياسية لاى بلد اختار النظام الرئاسي. وفي ما يتعلق بي أود قبل كل شيء أن أعبر عن عميق اعتزازي بالثقة الكبيرة التي أبداها أغلب مواطني إزاء شخصي باختياري مرشحا إلى الانتخابات الرئاسية. إني أدرك أبعاد هذا الاختيار مثلما أدرك المسؤوليات الجسام المترتبة عنه.غير أنني كلي ثقة في مواطني الذين أبدوا دوما التفافهم حول سياستنا وشكلوا الضمانة لنجاحها.
أما في ما يتعلق بالحملة الانتخابية أود أن أقول لكم أنه لم يتم بعد افتتاحها. غير أنه يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنراهن مجددا على ذكاء ووفاء شعبنا لسياستنا التي مكنتنا من تحقيق انجازات كبرى في ظرف زمني وجيز. ونحن نعتزم السير قدما على هذا الطريق طريق التنمية المتضامنة والارتقاء بتونس إلى مستويات أعلى في إطار برنامج واسع سنعرضه على مواطنينا خلال الحملة الانتخابية.
وإذا جدد الشعب التونسي الذي يعد وحده صاحب السيادة ثقته فينا في أعقاب الانتخابات المقبلة فانه سيكون من واجبنا إثراء المكاسب التي تمت مراكمتها خلال العشريتين الماضيتين والتقدم بعزم نحو الهدف الذي رسمناه لأنفسنا ألا وهو إعداد تونس للارتقاء سريعا إلى مرتبة البلد المتقدم. واليوم وقد وضعنا البلاد على سكة النمو والتقدم فإننا ننوى إعطاء دفع نوعي لمجهود التنمية يتيح خلق مزيد الثروات ويسهم في إيجاد عدد أكبر من مواطن الشغل لشبابنا سيما من حاملي شهائد التعليم العالي. كما نعتزم أن نقتحم ببلادنا طورا ديمقراطيا جديدا أكثر تقدما.
إن برنامجنا سيهيئ وفقا لأجال مضبوطة ومواعيد مدققة الطريق التي يتعين انتهاجها من أجل تعزيز مكاسبنا على صعيد التواصل وتسريع تقدم بلادنا باتجاه مستوى تنمية أعلى مع أخذ المحيط العالمي بكل أبعاده بعين الاعتبار. انه ليس لنا من طموح سوى خدمة شعبنا ولن نبخل بأي تضحية أيا كان حجمها من أجل الاستجابة لتطلعاته.
ونحن دوما على اعتقادنا بأنه في ظل الديمقراطية فان إرادة الشعب المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع هي التي تستحق الاعتبار وتعلو على أي اعتبار أخر. ومع ذلك فإننا نقبل بصدر رحب النقد الموضوعي الذي يمكن أن يساهم في تحقيق التقدم المطلوب.
سؤال : إزاء الإجماع شبه الكامل الذي يحيط ترشحكم ما الذي يمكن أن يفعله منافسوكم وهل تملك المعارضة كل الإمكانيات لإسماع صوتها ولعب ورقتها ؟
جواب : إننا قبلنا الترشح إلى هذه الانتخابات استجابة إلى نداءات شعبنا. وأغتنم هذه الفرصة لأجدد التعبير عن امتناني للشعب التونسي لهذه الثقة وهذا الدعم الثابت الذي مكننا من تحقيق هذا الحجم الهام من الانجازات لبلدنا. وعلى أية حال فان المهم يبقى في الأخير رأى الناخبين.
فأحزاب المعارضة تتمتع بكل الوسائل الضرورية كي تسمع صوتها وتستقطب أصوات الناخبين. كما يمكنها إبلاغ رؤاها ووجهات نظرها مباشرة إلى الناخبين أو بواسطة الصحافة. كما أن لها إمكانية التثبت من سلامة الاقتراع في كل مراحله بدءا من التسجيل في القائمات الانتخابية وصولا إلى عمليات التصويت والفرز باعتبار أن ممثليها سيكونون حاضرين في مكاتب الاقتراع.
وكل المرشحين يملكون على قدم المساواة حق النفاذ إلى وسائل الإعلام العمومية. ولهذا الغرض عززنا استقلالية وصلاحيات المجلس الأعلى للاتصال من أجل ضمان احترام تساوى معاملة المترشحين وفقا لمقتضيات القانون.
وفضلا عن ذلك فان مرصدا وطنيا للانتخابات يسيره محام مرموق وعميد سابق سيسهر على سلامة الاقتراع وعلى حياد الإدارة. وفي حال تسجيل طعن فان المرشحين لهم كامل الحق في رفع شكوى إلى المجلس الدستورى واللجوء إلى القضاء إن اقتضى الأمر ذلك. كما أود أن أذكر بأن تونس مفتوحة أمام الملاحظين من البلدان الشقيقة والصديقة الذين يرغبون في المجيء إلى بلدنا بمناسبة هذه الانتخابات من أجل أن يطلعوا بأنفسهم على حيوية حياتنا السياسية ومصداقية نظامنا الانتخابي.
وقد اتخذنا كل الإجراءات الضرورية من أجل ضمان شفافية الانتخابات وتأمين ممارسة المواطن لحقه الانتخابي بكامل الحرية. ونحن واثقون في شعبنا وفي مختلف الأطراف المشاركة من أجل أن يكون اقتراع 25 أكتوبر 2009 محطة بارزة في المسار الديمقراطي وللتنافس النزيه.
سؤال : يبدو أن الشباب قد أضحى يمثل مشغلا أساسيا بالنسبة اليكم. فقد تم النزول بالسن المؤهل للانتخاب إلى 18 سنة. كما كانت سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب. لماذا هذا الاهتمام الخاص وكيف يمكنكم وصف هذا الجيل المسمى ب جيل بن علي ؟
جواب : كان الشباب على الدوام في قلب سياستنا ومحور عملنا. وعلى سبيل المثال أود أن أذكركم بأن التحويلات الاجتماعية التي تمثل سنويا حوالي 50 بالمائة من ميزانية الدولة يوجه القسط الأهم منها لفائدة الشباب في قطاعات التربية والتكوين والتشغيل والتكنولوجيات الحديثة للاتصال والرياضة والصحة. كما أن هذه الشريحة من المجتمع تستفيد مباشرة أو بصورة غير مباشرة بقسط يناهز 80 بالمائة من برامج التنمية في تونس.
وحرصنا دوما كذلك على الإنصات للشباب. وفي هذا المضمار قمنا بتنظيم استشارات دورية مع الشباب تلتئم بصورة منتظمة منذ سنة 1996 من أجل التعرف على أراء ومقترحات شبابنا قبل إعداد المخططات الخماسية للتنمية. وقد أطلقنا العام الماضي استشارة موسعة شملت أكثر من 400 ألف شاب وأفضت إلى المصادقة على ميثاق شبابي وطني هو الأول من نوعه في إفريقيا وفي العالم العربي. ولكم كانت سعادتي كبيرة لما علمت أن هذا الميثاق الذي سنعتمده في إعداد الإستراتيجية الوطنية للشباب بالنسبة للسنوات المقبلة قد تم بعد توقيعه من قبل أكثر من مليون شاب.
ونحن ما فتئنا نعمل على إعداد الأرضية لشبابنا حتى نكفل له شروط المستقبل المشرق. وقد اتخذنا عديد الإجراءات من أجل أن نضمن له التربية والتكوين وكذلك إدماجه في الحياة النشيطة ومشاركته في الحياة السياسية. وعلى سبيل المثال فان النزول إلى 18 سنة بالسن المؤهلة للانتخاب ينتظر أن يمكن أكثر من 500 ألف شاب إضافي من التصويت وبذلك الالتحاق بشبان آخرين يشاركون في الاقتراع لا فقط كناخبين وإنما أيضا كمرشحين للانتخابات التشريعية. فقد تم النزول بالسن المؤهلة للانتخاب لعضوية مجلس النواب إلى 23 سنة. إن جيل بن علي كما تسمونه هو جيل متعلم مسكون بروح المبادرة. فهذا الجيل قد استفاد من ظروف ملائمة للمبادرة والتجديد وهو بذلك أكثر تطلبا وأكثر طموحا. أو ليس مستقبل البلاد هو مستقبل شبابها.
وكذلك فإننا سنواصل العمل والبذل خدمة لشبابنا الذي يعد مصدر فخر بالنسبة الينا وعامل تفاؤل بالنسبة إلى مستقبل تونس.
سؤال : هل مازالت سياسة تحرير المرأة تمثل أولوية بالنسبة الى حكومتكم ؟
جواب : أن النهوض بحقوق المرأة يمثل قطعا جزءا من مقاربتنا التحديثية التي ترمي إلى إرساء أسس مجتمع وجهته التقدم مجتمع محصن إزاء التيارات الظلامية الرجعية. إن رهاننا على المرأة هو خيار استراتيجي ينبع من إيماننا بأنه لا يمكن لاى مجتمع أن يحقق تقدما مستديما إذا كان نصف سكانه مهمشا.
لأجل ذلك بادرنا عديد المرات بإدخال تعديلات على مجلة الأحوال الشخصية الصادرة سنة 1956 وفتحنا أفاقا جديدة أمام المرأة التونسية التي تعد اليوم مبعث فخرنا كرمز لحداثة البلاد. كل ذلك حتى نؤكد مدى اعتزازنا الخاص بالمكاسب التي حققتها بلادنا في هذا المجال.
ومن أجل إعطاء صورة عن المكانة التي تحتلها المرأة في تونس أود أن أورد الأمثلة التالية الفتيات يمثلن 59 بالمائة من طلبة الجامعة والنساء يمثلن ربع السكان النشيطين وهن يحظين بتمثيل متنام صلب الهيئات المنتخبة إذ يمثلن 22 فاصل 7 بالمائة من النواب و27 بالمائة من المستشارين البلديين. وفي أعقاب الانتخابات التشريعية المقبلة ينتظر أن تحتل المرأة نسبة 30 بالمائة على الأقل من مقاعد مجلس النواب. ويؤكد كل ذلك مدى العزم الذي يحدونا على المضي دوما أبعد فأبعد على درب تعزيز حقوق المرأة التونسية.
سؤال : هل تعتقدون أن سنة 2009 ستكون سنة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين العرب والإسرائيليين ؟
جواب : لقد جعلنا من القضية الفلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني المشروع في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف قضيتنا الشخصية لأنه بالنسبة ألينا من غير المقبول أن تتواصل معاناة الشعب الفلسطيني من عديد مظاهر الحيف التي تطال حقوقه ومن الاعتداءات المتعددة في استخفاف بكل المواثيق الدولية. إن هذه الوضعية لا يمكن ولا يجب لها أن تستمر. وقد حان الوقت لوضع حد للمظالم وعمليات الإذلال المسلطة على الفلسطينيين من قبل المحتل الاسرائيلي.
وان تونس المتعلقة دوما بالسلام والأمن لكل شعوب المنطقة لن تدخر أي جهد من أجل إرساء سلم عادلة شاملة في منطقة الشرق الأوسط. وسنواصل إسهامنا في دعم كل المساعي الرامية إلى إيجاد حلول عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي.
وأتوجه مجددا بالنداء للمجموعة الدولية عامة والى اللجنة الرباعية على وجه الخصوص حتى تكثف وتستحث جهودها من أجل توفير عوامل إطلاق مفاوضات جديدة ترتكز على احترام الشرعية الدولية وكي تحمل إسرائيل على وضع حد لأنشطتها الاستيطانية وممارساتها العدوانية.
وأعبر في هذا الصدد عن الارتياح للمبادرات الجديدة التي اتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعبر عن الأمل في أن تساعد هذه المبادرات بدعم من المجموعة الدولية ومن كافة الأطراف المؤثرة على خلق مناخ جديد ملائم لتسوية سلمية لمشاكل المنطقة.
سؤال : بعد سنة من القمة الكبيرة التي احتضنتها باريس في 13 جويلية كيف تنظرون إلى الدور الحقيقي للاتحاد من أجل المتوسط المساعدة في صنع السلام بالشرق الأوسط أو تشجيع بلدان الجنوب على وضع حد للهجرة باتجاه الشمال وبالنسبة إلى تونس ما هو المشروع الأكثر إلحاحا والأكثر فائدة الذي يتعين متابعته في إطار هذا الاتحاد ؟
جواب : لقد كنا من أوائل البلدان التي دعمت مبادرة الرئيس ساركوزى التي أفضت إلى بعث الاتحاد من أجل المتوسط وذلك من منطلق الإيمان الذي عبرنا عنه أكثر من مرة بأن المتوسط يجب أن يكون فضاء للسلام والأمن والتقدم المشترك يوحد كل شعوب الضفتين باتجاه مصير مشترك.
ونحن لازلنا نعقد كبير الآمال في هذه المجموعة على الرغم من وعينا بأنها لا يمكن أن تسوى كل المشاكل القائمة بالنظر إلى جسامة التحديات التي يتعين رفعها. لكن لنكن واضحين الاتحاد من أجل المتوسط هو فرصة يتوجب الاستفادة منها من أجل أن نجعل من طاقتنا المتوسطية نموذجا للتعاون والتضامن والاستثمارات التي تعود بالنفع المشترك وفضاء للتبادل الإنساني والحوار بين الثقافات.
وحتى نكون في مستوى تطلعات البلدان الأعضاء يتعين أن نلتزم سبيل انجاز مشاريع ملموسة في مجالات البنية الأساسية والبيئة والتربية والعلوم وباختصار في كل القطاعات ذات الأثر المباشر والملموس على حياة السكان. وضمن هذا الأفق فان المشاريع التي تم الاتفاق على وضعها يتوجب أن تتوفر لها وبسرعة التمويلات الملائمة التي تكفل انطلاقها.
سؤال : ما هي الوضعية الحالية لتعاونكم مع أوروبا ؟
جواب : إن أهمية علاقاتنا مع أوروبا أمر مسلم به. ويكفي من أجل تبين حجمه التذكير بأن تونس هي منذ السنة الماضية أول بلد من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط يشترك في منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي بعد أن كانت في جويلية 1995 أيضا أول بلد من الضفة الجنوبية يبرم اتفاق شراكة مع هذه المجموعة. وتونس والاتحاد الأوروبي قد دخلا اليوم مرحلة جديدة من الشراكة المتقدمة التي تفتح أفاقا جديدة لعلاقات أكثر عمقا.
ان بلادنا هي اليوم أول موقع للاستثمار الأوروبي في جنوب المتوسط بحساب الساكن الواحد وهو أمر يبعث على ارتياحنا مع تطلعنا إلى أن يضطلع شركاؤنا الأوروبيون بدور أكبر في مساندة مجهوداتنا التنموية.
كما أعتقد أن المجال متاح لتنشيط مسار برشلونة الاورومتوسطي الذي كانت بلادنا ولا تزال من أبرز الفاعلين صلبه عبر العمل بالخصوص على تحسين الإجراءات وايلاء مزيد من الاهتمام للجانب الإنساني والثقافي لشراكتنا.
وان طموحنا هو جعل علاقاتنا مع الفضاء الأوروبي نموذجا للتنمية المتضامنة والتكامل الذي يرتكز على الاحترام المتبادل وسيادة كافة الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.