تونس الصباح: «... لا تعتبر مؤشرات القطاع السياحي خلال الموسم الحالي ممتازة، لكنها ليست سيئة. ويمكن اعتبارها مرضية بالنظر إلى الظرف الاقتصادي الصعب الذي عاشته الأسواق التي تزودنا بالسوّاح..». هكذا قيّم السيد خليل العجيمي وزير السياحة النتائج التي سجلها القطاع السياحي إلى حدود 30 سبتمبر الفارط وبيّن الوزير خلال ندوة صحفية التأمت أمس، أن أكثر من 5 ملايين و500 ألف سائح زاروا تونس خلال 9 أشهر من السنة الجارية. وقد تقلص عدد الوافدين بحوالي 2% مقارنة بالموسم الفارط، كما تراجع عدد الليالي السياحية بحوالي 6،8% وبلغ 28 مليون و895 ألف ليلة. في المقابل سجلت العائدات السياحية ارتفاعًا في حدود +6،3% بحساب الدينار (625،2 مليون دينار) وفي حدود +6،0% بحساب الأورو (406،1 مليون أورو). وأشار وزير السياحة إلى أن تحسّن العائدات السياحية وارتفاع مردود الليلة السياحية (+8،13% بحساب الدينار)، يعود أساسًا إلى تركيز الوزارة وعملها في الفترة الأخيرة على الرفع من جودة الخدمات، إضافة إلى القرار الرئاسي القاضي بتأهيل الوحدات الفندقية الذي ساهم بدوره في تحسين جودة المنتوج السياحي. الأسواق السياحية وفي تقديمه لتفاصيل مؤشرات الأسواق السياحية، بيّن الوزير أن تداعيات الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل أكبر على أسواق أوروبا الشرقية (بولونيا وتشيكيا وروسيا) نظرًا لانزلاق عملتها بحوالي 40% مما أثر على عدد الوافدين من هذه الأسواق وتراجعت مؤشراتها بحوالي 16%. أما نتائج أسواق أوروبا الغربية فكانت متفاوتة حيث سجلت السوق البريطانية نموًا بحوالي 4،5% بزيادة أكثر من 11 ألف سائح. ويعود هذا النمو إلى قيام الوزارة بتدعيم ميزانية الإشهار على هذه السوق بالإضافة إلى قيام شركة طيران بريطانية بمضاعفة رحلاتها من شمال بريطانيا نحو مدينتي المنستير وجربة. من جهة أخرى تراجعت نتائج السوق الإيطالية ب15% والسوق الفرنسية بحوالي 5،3%، كما تراجعت السوق الألمانية بحوالي 7%. ويأتي تراجع السوق الألمانية بعد أن بدأت تشهد تحسنًا في نتائجها خلال الموسم الفارط ويذكر أن السوق الألمانية تعدّ سوقًا استراتيجية للسياحة التونسية بالنظر إلى حجم إنفاق السائح الألماني. وطمأن الوزير بأن تحسّن أداء الاقتصاد الألماني الذي بدأ يتعافى من مخلفات الأزمة الاقتصادية سيساهم في عودة مؤشرات هذه السوق التي من المنتظر أن تكون أفضل خلال شهر أكتوبر الجاري. أسواق الجوار والتوقعات وذكر الوزير أن التقلص الذي عرفته الأسواق الأوروبية تم تعويضه بأسواق الجوار وخاصة السوق الجزائرية والسوق الليبية، التي أصبح لها وزن في القطاع السياحي، وتحسنت أرقامها خلال الموسم الحالي بحوالي 10% وسنسجل إلى أواخر السنة الحالية توافد 3 مليون سائح ليبي وجزائري. وبشأن التوقعات للموسم الشتوي، أشار وزير السياحة إلى أنه وفق الحجوزات الحالية، ستكون نتائج شهر أكتوبر طيبة، لكن لا تتوفر إلى الآن رؤية واضحة بشأن شهري نوفمبر وديسمبر. وقال الوزير أيضًا إن الجمعية العامة للمنظمة العالمية للسياحة، في اخر تقييم لها لأداء القطاع السياحي في العالم على مستوى الوافدين، توقعت تراجعًا خلال السنة الجارية ما بين 4 و6%. وينتظر أن تصدر المنظمة العالمية للسياحة توقعاتها للموسم السياحي 2010 خلال شهر نوفمبر القادم حيث تدور المخاوف في هذه التوقعات حول تأثير أنفلونزا الخنازير على حركة السفر رغم أن المنظمة العالمية للسياحة لم تصدر أي بلاغ يمنع تنقل الأشخاص. ذكر الوزير أيضًا أنه تم الانتهاء من مرحلة التشخيص وسيتم الانطلاق في إنجاز المرحلة الموالية من الدراسة الاستراتيجية للقطاع في أفق 2016. إلى جانب مواصلة إنجاز الدراسة التي تنظر في تزامن شهر رمضان خلال المواسم القادمة مع ذروة النشاط السياحي.. وكان الوزير قد قدم مقارنة في نتائج القطاع السياحي خلال سنة 1987 والمؤشرات الحالية مؤكدًا أن القطاع كان يضم 100 ألف سرير فقط خلال سنة 1987 وأصبح الآن يوفر حوالي 230 ألف سرير. كما مرت المداخيل السياحية من 570 مليون دينار عام 1987 إلى أكثر من 3 مليارات و350 مليون دينار. وتطور عدد الوافدين من 5،3 مليون سائح إلى 7 ملايين و49 ألف سائح خلال الموسم الفارط.