مكتب الساحل- الصباح يمثل قريبا أمام القضاء الجنائي الابتدائي بمحكمة سوسة المتهم بقتل امرأة عمرها 42 سنة هي زوجة حكم معروف بسوسة وأم لبنتين وكان المتهم (28 عاما) قام بانجاز أشغال بمنزلها بمنطقة بوحسينة بسوسة بصفته بناء وبعد نهاية عمله بنحو أسبوعين وأمام حاجته للمال تحول صبيحة يوم 11 نوفمبر 2008 الى منزلها وكان يعرف أنها وحيدة بالمنزل بحكم عمل زوجها ودراسة بنتيها وطرق الباب فلما خرجت له الضحية طلب منها على ما يبدو سلفة.. لكن في تطور مفاجئ للأحداث عمد الى خنقها بالمنديل الذي تغطي به شعرها ثم جال بالبيت حيث وجد هاتفا جوالا وقرطين ذهبيين ولما تأهب لمغادرة المكان تفطن الى أن ضحيته لازالت تتنفس فعمد الى رفع غطاء «ماجل» يتم فيه خزن مياه الأمطار وألقاها هناك وأعاد الغطاء الى مكانه.. وبعد بحث مضن عن سر اختفاء المرأة سأل أحد المفتشين هل هناك بئر أو ما شابهها بالمنزل ولما علم بأمر الماجل رفع غطاءه لتحصل المفاجأة حيث عثر على الهالكة هناك فانطلق البحث ليشمل كل من عمل في تشييد المنزل وعددهم حوالي 35 بناء وعاملا وبلغنا أنه تم التحري حتى مع الشخص الذي حفر أساس البيت وكانت ظنون أعوان الفرقة الوطنية للقضايا الاجرامية وفرقة الشرطة العدلية بمنطقة سوسة في محلها لأن القاتل على معرفة بوجود «ماجل» في المنزل وقد شمل البحث كل معارف الهالكة تقريبا بدون جدوى رغم أن القاتل نفسه خضع للبحث لكنه تسلح بهدوء أعصاب ودهاء مكنه من درء الشبهة عنه حيث علمنا أنه صرّح بأن الهالكة طيبة القلب وأحسنت اليه.. ولحاجته للمال قام بالتفويت في «البورطابل» لصاحب محل تاكسيفون بجهة المسعدين بمساكن بمبلغ 50 دينارا رغم أن قيمته أكثر بكثير من ذلك وقام المشتري ببيعه بثمن أرفع لشاب آخر ما ان استعمله حتى اتصل به رجال الأمن فدلهم على من باعه اياه فاتصلوا بصاحب محل التاكسيفون الذي أعلمهم بأن شابا يحمل ملامح معينة هو من باعه الجوال وهي صفات تنطبق على ذلك البناء والغريب أنه تم الاتصال به للحضور بمنطقة الأمن فحضر في الموعد المحدد وكان عاديا حيث لم يكن يعلم أن خيوط جريمته ستنكشف وبحشره وسط مجموعة من المشبوه فيهم أشار اليه صاحب محل التاكسيفون فأخضع لسلسلة من الاسئلة انهار اثرها معترفا بجريمته ومدليا باعترافات مثيرة للباحثين منها أن الهالكة لما خنقها بالمنديل توسلت اليه ألا يقتلها مقابل أن يأخذ كل شيء وقالت له حرفيا «يا عبد الرحمان ما تقتلنيش وخوذ كل شيء» لكنه كان قد اتخذ قراره باعدامها وأثناء ذلك رن هاتفها الجوال فدلف الى البيت للاستيلاء عليه فوجد قرطين على الطاولة فحملهما أيضا ليفرط فيهما لاحقا لأحد الصاغة ولما تأهب للفرار تفطن الى أن ضحيته لا تزال تتنفس فتذكر أن هناك ماجلا بالبيت يقع تنظيفه مرة واحدة في السنة وهي مدة طويلة تسمح بالاحتفاظ بلغز الجريمة طويلا وقد علمنا أن دائرة الاتهام أنهت النظر في القضية وأحالتها الى احدى الدوائر الجنائية بمحكمة سوسة الابتدائية للبت فيها قريبا في احدى أكبر القضايا الجنائية التي شغلت الرأي العام بالجهة طويلا.