باردو - الصّباح: منذ قدومه إلى باردو أدخل نفسا جديدا وحركية ملموسة فأفرز ذلك مسيرة ايجابية لم يحققها الملعب التونسي منذ سنوات. وجد الأرضية الملائمة والدعم من الهيئة المديرة والادارة الفنية والتناغم مع اللاعبين، انه المدرب الفرنسي للملعب التونسي باتريك لويغ.. «الصباح» التقته وأجرت معه هذا الحوار: * باتريك لويغ من يكون؟ - حاليا أنا مدرب الملعب التونسي وقبل ذلك دربت أساك أبيدجان الايفواري لمدة 6 سنوات وسبق وأن أشرفت على مركز تكوين الشبان بباريس سان جرمان بين 1989 و1999. * ما هي الفكرة التي تحملها عن كرة القدم التونسية؟ - أعرف أن المنتخب التونسي ترشح إلى كأس العالم في أكثر من مناسبة ويملك لاعبين على مستوى عال... كذلك أعرف جيدا الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الافريقي والنادي الصفاقسي.. وهي فرق ذاع صيتها محليا وعربيا وافريقيا... وهي من بين أبرز الفرق في القارة. أعتقد أن كرة القدم في تونس ينتظرها مستقبل كبير.. كذلك لا بد من التنويه بالبنية التحتية المتطورة في تونس والاهتمام الاعلامي الكبير بكرة القدم. * حققت انطلاقة موفقة لم يعرفها الملعب التونسي منذ سنوات... فماذا تقول؟ - لم نصنع المعجزات، كما أننا لم نلعب سوى 8جولات... ما يهمني هو أن الفريق يتحسن من جولة إلى أخرى، وأن عمل الإطار الفني والمسؤوليين ومجهود اللاعبين أتى أكله. لكن.. هناك حقيقة يجب أن لا نخفيها أن الفريق ليس له قاعدة صلبة.. وصار من الضروري تطوير البنية التحتية لأنه إذا توفرت التجهيزات المتطورة من حجرات ملابس وقاعة تقوية عضلات... وغيرها فالفريق سيذهب بعيدا على مستوى النتائج. * هل تعتقد أن الملعب التونسي في ظل هذه الظروف قادر على مواصلة مسيرته الناجحة؟ - لقد حققنا القليل... وينتظرنا عمل كبير. على اللاعبين مضاعفة الجهد وحذار من الغرور.. لنا رصيد بشري يجب توظيفه حسب المنافس مع الأخذ بعين الاعتبار أن أي لاعب قد يتراجع مستواه. * هل تتبع استراتيجية عمل معينة؟ - كل مدرب له فلسفة عمل وشخصيا أؤمن بأن العمل الجيد والجاد والثقة والاحترام أساس النجاح كذلك على اللاعب أن يكون محترفا داخل وخارج الميدان، وأنا ضد ما يسمونه باللاعب النجم مهما كان اسمه فكل اللاعبين سواسية، وأريد أن يكون على ذمتي 16 لاعبا في نفس المستوى. * هل هناك تفكير في تطعيم الفريق بالشبان؟ - من الطبيعي جدا أن ندعم الفريق بعناصر شابة لكن هناك عمل كبير ينتظر هؤلاء لأنهم في حاجة إلى مزيد التكوين وتطوير قدراتهم البدنية والذهنية والفنية. * ...وهل هناك تفكير في الانتدابات خلال «ميركاتو» الشتاء؟ - أي فريق في حاجة الى الانتدابات لكن الانتداب يجب أن يكون مدروسا وشخصيا عندما أفكر في انتداب لاعب لا تهمني خطته بقدر ما تهمني امكانياته وخصاله الكروية... والاضافة التي يمكن أن يقدمها للفريق. والأكيد أننا سنقوم في «الميركاتو» الشتوي وكذلك الصيفي بدعم فريقنا بلاعبين محليين أو أجانب حسب احتياجاتنا. * ماذا عن المنتدبين الجدد على غرار سلامة القصداوي وفخر الدين قلبي؟ - المنتدبون الجدد التحقوا بالفريق في وقت متأخر وليس من السهل أن يتأقلموا بسرعة. ففخر الدين قلبي مهاجم ممتاز... والأكيد أن الفريق سيستفيد منه وكذلك سلامة القصداوي أعرف أنه كان ينتمي للترجي وله امكانيات جيدة ولكنه لم يبشار التمارين منذ البداية، أعتقد أنهما سيكونان في أوج العطاء خلال المرحلة الثانية للبطولة. * ماهي الفرق التي أعجبتك وما حكمك على مستوى البطولة؟ - سأحدثك عن الفرق التي أعرفها جيدا وهي الرباعي التقليدي الترجي والنجم والافريقي والصفاقسي... وقد لاحظت أن مستواها متقارب وما يميز الأندية الكبرى عن البقية هي الخبرة والنضج بفضل التجربة القارية وثراء الرصيد البشري وهذا كفيل بأن يصنع الفارق... فالترجي مثلا فاز على قوافل قفصة 3/0 لكن الفرص الأخطر كانت للقوافل. * هل هناك أسماء تستحق الاحتراف في أوروبا؟ - الاحتراف في أوروبا يتطلب عقلية في اللعب وعقلية في العمل... وخصالا كروية قوية. مثلا اللاعب الافريقي يمر عبر تونس الى أوروبا ويسعى دائما إلى تطوير امكانياته وصقل مواهبه... واللاعب التونسي مطالب بمضاعفة جهوده وتطوير مستواه الفني والبدني والذهني ولا يتحقق ذلك إلا على أيدي مدربين أكفاء. * ما رأيك في موجة تغيير المدربين في تونس؟ - بما أنني مدرب سأدافع عن زملائي، يجب على المسؤول أن يمنح الثقة للمدرب ويوفر له كل وسائل النجاح وان يتركه يعمل باستقلالية فلا يعقل أن يقال مدرب بعد 3 أشهر فهناك عقد يربط الطرفين وجب احترامه... ثم ان الاستمرارية أساس النجاح. * يقال أن هناك اتصالات بينك وبين النجم الساحلي؟ - قبل الحديث عن أي عرض... أحيطك علما بأنني عندما التزم مع فريق فإنني احترمه وأحترم الثقة التي وضعها فيّ مسؤولوه واعتبر أن العقد الذي يربطني بالملعب التونسي هو التزام معنوي.. كان بإمكاني الالتحاق بالترجي الرياضي منذ عامين لكن التزامي مع أساك أبيدجان وأخلاقي منعاني من ذلك وبالتالي لا مجال للحديث عن أي عرض. * لنتحدث عن المنتخب التونسي... هل ترى أنه قادر على العودة بالترشح من الموزمبيق؟ - المنتخب التونسي مصيره بيديه... أعرف أن الأمر لن يكون سهلا لكن على اللاعبين أن يستأسدوا ويضاعفوا جهودهم من أجل راية بلدهم. فهناك مجموعة ممتازة قادرة على تحقيق الترشح، فالترشح ليس سهلا... فرنسا مثلا تلعب «الباراج» لتحقق حلم الترشح وهذا ليس بنهاية العالم.