1 المعنى السياسي للتغيير للتغيير معنى سياسي بالدرجة الاولى فقد غير طريقة الحكم، وعلاقة السلطة بالمواطن. اذ تبلورت مظاهر وعي جديدة قامت لا على العواطف والمشاعر، وانما على المعقولية والحكمة وسداد الرأي. وقدم بن علي نموذج السياسي في نبل اخلاقه، وقوة قراره، وحرصه على هيبة الدولة، وحرمة القانون، وحبه لشعبه، وتركيز دولة القانون والمؤسسات. فالتغيير حقق مصالحة وطنية شاملة، واشاع روح الاخاء بين جميع المواطنين. 2 المعنى الاجتماعي للتغيير للتغيير معنى اجتماعي، بمصالحة الدولة مع المجتمع، ومصالحة الدولة وتوجهاتها العامة مع هوية البلاد الحضارية ومع محيطها الجغرافي الشامل. فالتغيير انشأ نخبا جديدة متحمسة لقضية التنمية. وقد تطور مفهوم المواطنة بما ينمي الشعور لدى كل تونسي بالكرامة والاعتزاز بالوطن. 3 المعني الاقتصادي للتغيير للتغيير معنى اقتصادي. فالاستمرار اليوم، كمجموعة وطنية، يفرض مواجهة التحديات التنموية بتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، للتخفيف من عبء المديونية، وتقليص البطالة، وتهيئة الظروف المادية والادبية للبحث العلمي، والابتكار التكنولوجي. 4 المعني الثقافي للتغيير للتغيير بعد ثقافي. فالثقافة تدعم الشخصية الوطنية، وتخلق حوافز المبادرة من اجل انجاز مطلب التنمية الشاملة، وغرس قيم الوطنية، ومراجعة مضامينها. وقد انشأ التغيير ثقافة منغرسة في الاصول التراثية والحضارية، وخاصة الموروث الاجتهادي العقلاني العربي الاسلامي، والتفتح على عطاء الفكر الانساني، وفهم مقتضيات التقدم والتحديات الكبرى للعصر. وقد راهنت المجموعة الوطنية على الثقافة كبعد اساسي من ابعاد التنمية الشاملة، بضمان حرية التعبير، وتوفير ظروف الابداع ووسائله. 5 المعنى الديبلوماسي للتغيير للتغيير بعد ديبلوماسي، فقد اعاد لتونس صورتها المشرقة في المحافل الدولية، ودورها في فض النزاعات، وتقريب وجهات النظر. وارجع الثقة التي تمنحها المجموعة الدولية لتونس، باعتبارها بلد الامن والاستقرار والحريات. 6 المعنى التاريخي للتغيير للتغيير معنى تاريخي عام. فحدث السابع من نوفمبر ينغرس في طموحات اجيال متعاقبة من المناضلين والمصلحين وهو يندرج في كفاح الشعب من اجل الحرية والكرامة فللتغيير ابعاد نضالية كبرى. 7 المشروع الحضاري للتغيير ان التغيير مشروع حضاري شامل. هو مشروع مجتمعي يهدف الى تجذير الشخصية التونسية في اصولها الحضارية وتحديثها، بضمان مسايرتها للعصر. هكذا فان تغيير السابع من نوفمبر رد الاعتبار الى القيم والمبادىء الوطنية، وعزز مقومات الهوية العربية الاسلامية، وارسى الديمقراطية خيارا وطنيا وسياسيا. فهو تحول حاسم في مسيرة الشعب النضالية. فقد مكن من اصلاحات جوهرية عميقة في كل الميادين، كما رسخ التغيير العدالة الاجتماعية. وصان كرامة الفرد والجماعة في دولة يسودها القانون، وتحكمها المؤسسات. يقول بن علي: «على الصعيد الوطني انتهجت تونس مسارا ديموقراطيا. واولت اهتماما خاصا بحقوق الانسان، وبناء مجتمع مدني» وقد انجزت الدولة عديد المكاسب في السياسة والمجتمع والاقتصاد والثقافة بفضل الجرأة في القرار، والصدق في العزيمة، والدقة في التوجه. محمد بن العربي الجلاصي