هنالك في اللغة الأنقليزية ما يعرف بالبلاتيتيود وهو القول التافه وعديم القيمة والمتناقض مع نفسه. ذكرت الكلمة باللغة الأنقليزية لأنه لا يوجد لها مرادف في اللغة العربية، في حين أن جل ما يقوله البعض ممن نصّبوا أنفسهم قضاة ومحامين في آن واحد، يقع ضمن ذلك ولكن دون أن يلتفتوا إليه. إلا أن الأنقليز يعتبرونه نوعًا من الفكاهة والسخرية، ولهذا تشعبوا في استعمالاته واشتقوا منه «البلاتيتيودنال» وهو القول التافه و«البلاتيتيودس» وهو الكلام من نوع تحصيل الحاصل وذلك كأن تقول مثلاً «المستقبل سيكون أفضل في الغد» أو «إذا لم ننجح فإن الفشل سيكون من نصيبنا»... وفي إطار هذا السياق، فإن ما حصل خلال حصة البرنامج الرياضي الواسع الانتشار «بالمكشوف» ليوم الثلاثاء الموافق ل06/10/2009، كان بامتياز من قبيل «البلاتيتيود» كلام من نوع تحصيل الحاصل، لا فائدة فيه ومن تكراره، بل أكثر من ذلك، كان من قبيل تهافت التهافت، تهافت البعض من المنتسبين لمهنة المحاماة على وسائل الإعلام حتى خارج إطار اختصاصهم ومجالهم الحيوي وتطفلهم على البرامج الرياضية.. وهو تهافت يشتد طرافة خاصة حينما يخرجون عن المسائل القانونية ويتطرقون إلى المسائل الفنية التي لا يدرك كنهها إلا كبار المدربين أو اللاعبين السابقين أو البعض من الإعلاميين من ذوي الخبرة الطويلة في المجال الرياضي. ولعله من باب الطرافة أيضًا أن من لا يسمحون لغيرهم بممارسة الوصاية على الأسرة الرياضية الموسعة والتكلم باسمها، هم في حقيقة الأمر من يمارسون هذه الوصاية، بل وينصّبون أنفسهم قضاة ومحامين في آن واحد ليفتوا بالصواب والخطإ والحق والباطل زاعمين أنهم يتكلمون باسم الأسرة الرياضية الموسعة والرياضيين جميعًا.. إن الإعلام المرئي أو المسموع يلعب دورًا خطيرًا في المجتمعات التي ينطلق فيها صوته باعتباره وسيلة تكشف المعلومات الخفية التي لا يطلع عليها الأفراد إما لسريتها أو لبعدها عن متناول الفرد غير المتخصص. ولذلك فإنه من غير المنطقي أن يكون باب التعليق والنقد لكل من هبّ ودبّ ومن غير أهل الاختصاص أو ممن يستغلون الإعلام للصراخ والتظاهر والدعاية المجانية. إن حق النقد والتعليق يجب أن يكون لأهل الاختصاص وحدهم. وهل كان الرد على بيان صادر عن جامعة كرة القدم التونسية يتطلب لجنة دفاع للرد عليه؟ لا لقد كان ذلك من باب «تهافت التهافت».