تونس - الصّباح اكتئاب، قلق، الانفعال، العنف المفرط، التوحّد نحن لا نتحدث عن كهل في الأربعين بل عن طفل لم يتجاوز السادسة. الأمراض النفسية تهدد أطفالنا وتحارصهم.. «الصّباح» أرادت تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي يهدد الصحة النفسية للأطفال. - تتعدد الأمراض النفسية لدى الطفل وهي عامة تكون نتيجة حالة نفسية وجسدية صعبة، ويعتبر مرض التوحّد أبرزها في تونس. ويصفه الدكتور عماد رقيق طبيب نفسي بأنه إعاقة في النمو الذهني تستمر طيلة عمر الفرد، وتؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الطفل، أي على مستوى النطق. ويذكر الدكتور أن هذا المرض يقع تشخيصه في سن 18 شهرا في مراكز متخصصة للعلاج. وإلى جانب التوحّد يحدثنا الدكتور عن مشكل التهتهة (التلعثم في الكلام) التي تصيب خاصة فئة الذكور. ويرجح الدكتور أسبابها إلى وجود صراع أو خوف لدى الطفل، تزداد شدة بازدياد الضغوط النفسية والاجتماعية في بيئة الطفل. ويرجع الدكتور مرض التهتهة من الناحية العلمية لعدم عمل الفص الأيمن أو الأيسر للدماغ بشكل فاعل بالدماغ. وفي نفس السياق يحدثنا الدكتور عن مرض نفسي اكتسح عددا هاما من أبنائنا وهو الإكتئاب أي الإحساس بالحزن والكآبة لدى الطفل الذي يرافقه فقدان متعة اللعب أو اللهو. ويضيف الدكتور أن الطفل المكتئب يشعر بالذنب باستمرار وبفقدان للأمل والرغبة في الحياة، وتصاحب الإكتئاب صعوبة في التركيز وسرعة التعب والإرهاق. ترى السيدة فاطمة معلمة بمدرسة ابتدائية وأم لأربعة أطفال، أن جل الأطفال المصابين بالإكتئاب يعانون من مشاكل أسرية صعبة كانفصال الوالدين أو كثرة الشجار والتعنيف بالأسرة.. الأسرة هي المدرسة الأولى من جهته يرى الدكتور بلعيد أولاد عبد اللّه عالم الإجتماع أن للأسرة دورا أساسيا في حماية الأطفال من هذه الأمراض إذ حسب دراسات أجريت على مجموعة من الأطفال الذين يعانون مشاكل نفسية تبين أن أكثرهم يعيشون تفككا أسريا ويؤكد الدكتور بلعيد أن هذه الأمراض لها علاقة بالتنشئة الاجتماعية. من جهته يحدثنا الدكتور عماد الرقيق عن مرض التبوّل اللاإرادي الذي يصيب عددا مهما من الأطفال بتونس. ويصفه بأنه ردة فعل جسدية تعود الى عوامل نفسية كالخوف والذعر التي تنتج أحيانا عن التسلط الأبوي. وقد يكون كذلك نتيجة عوامل وراثية وتقدر نسبة الإصابة بالتبوّل اللاإرادي الوراثي ب75%. العنف المفرط تجدر الإشارة أن العنف المفرط بين الأطفال قد يكون علامة من علامات الانذار بوجود مرض نفسي في شخصية الطفل وهو العدوانية. وقد يفسره بعض الأولياء أنه سلوك طبيعي خاصة بين الذكور ودليل عن النشاط والسلامة الجسدية ولكن الدكتور عماد يؤكد خطورة العنف المفرط في سلوك الطفل، الذي يمكن ملاحظته خلال اعتداء الأطفال على بعضهم البعض، أو الاستهزاء والتحقير والمناداة بالألقاب وخاصة الضرب المبرح والسب المتواصل. أثبتت دراسات أجريت على أطفال يعانون من الإكتئاب والعزلة أن الأطفال الذين يحظون باهتمام مفرط في العائلة يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين في المدرسة، وهذا ما يؤكده الدكتور بلعيد ويدعو الأولياء الى توعية الطفل بأنه في مرحلة انتقالية فيجب اعداده نفسيا واجتماعيا، ويضيف الدكتور أن غياب التربية الاجتماعية للطفل تنتج فردا غير متوافق اجتماعيا. وعن الطفل ذي السلوك العدواني يشير الدكتور عماد أنه أداة للتعبير عن الغضب وصرخة طفل تنادي «أنا موجود وفي حاجة إلى رعاية». ينصح الأطباء والمختصون في علم النفس والاجتماع بعدم استعمال الشدة في التعامل مع الأطفال، ويؤكد الأطباء على ضرورة اخبار الطفل وتهيئته نفسيا لأي حدث انتقالي بحياته (كدخول المدرسة - انفصال الوالدين). ويشدد الأطباء على استشارة أخصائي في حالة ملاحظة سلوك غير مألوف لدى الطفل إضافة إلى القيام بجلسات نفسية عند الاصابة بهذه الأمراض.