تونس الصباح برنامج الدورة 14 الجديدة لايام قرطاج المسرحية الذي كشف عن تفاصيله الأستاذ محمد إدريس خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس الأول، ولئن عكس البعد الدولي للتظاهرة باعتبارها نافذة مشرعة على التجارب المسرحية العالمية فإنه أحال أيضًا على أن يكون للمسرحيين التونسيين بمختلف أجيالهم ومدارسهم الحظ الوافر والحضور البارز ضمن هذه التظاهرة المسرحية التي تعد موعدًا هامًا يحرص المسرحيون من مختلف أنحاء العالم على حضوره. وما من شك في أن السعي الى جعل تظاهرة أيام قرطاج المسرحية تبدو ذات مقصدين أساسيين، الانفتاح على المشهد المسرحي العربي والإفريقي والعالمي، من جهة، ورفع راية المسرح التونسي في هذا المحفل المسرحي العربي والدولي الهام، من جهة أخرى. وهو من صميم الوفاء للرسالة الفنية والثقافية التي تأسست عليها هذه التظاهرة. ولقد كان من الغريب فعلاً أن تغيب، مثلاً، عن مختلف الدورات الماضية من هذه التظاهرة الفرقة البلدية (فرقة مدينة تونس للمسرح) التي تعد أم الفرق المسرحية في بلادنا، فلا نجدها حاضرة بواحدة من إنتاجاتها المسرحية في الوقت الذي تحضر فيه فرق من كندا والولايات المتحدة والبرازيل... العود إلى الأصل الدورة 14 الجديدة يبدو أنها سائرة باتجاه «إصلاح الخطأ»، والدليل على ذلك هو هذا الحضور القوي والبارز للمسرح التونسي وللفرق والأعمال المسرحية التونسية ضمن مختلف أقسامها وفعالياتها، فضلاً عن المسرحيات الثلاث التي نجدها حاضرة ضمن «الفقرة الرسمية» والأساسية للتظاهرة... مسرحية «حقائب» إنتاج المسرح الوطني ومسرحية «حب ستوري» لمجموعة «الفنانون المتحدون» ومسرحية «آخر ساعة» لمسرح الحمراء، فإن هناك ما يزيد عن 15 مسرحية تونسية سيشاهدها جمهور الدورة ضمن قسم «بانوراما المسرح التونسي»، من بينها واحدة للفرقة البلدية ممثلة في مسرحية «على البحر الوافر»، نص عز الدين المدني وإخراج محمد كوكة. كما أن مراكز الفنون الدرامية الثلاثة ستكون بدورها حاضرة من خلال أحدث إنتاجاتها، فمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة سيقدم مسرحية «عبد الجبار حل الكتاب» ونظيره بالكاف يقدم مسرحية «الحمل وبرج الثور» في حين يقدم مركز صفاقس مسرحية «البرني وجوليات». هذا فضلاً عن مسرحيات أخرى من إنتاج مجموعات وفرق مسرحية خاصة مثل مجموعة «سندباد» للمسرحي حمادي المزي بمسرحية «حق الرد»، ومجموعة «مسرح الأرض» بإدارة نورالدين الورغي بمسرحية «يا امة ضحكت» ومجموعة مسرح «فو» بمسرحية «القرد» وغيرها... حضور الأقطاب ثم إن حضور الفرق والأعمال المسرحية التونسية ضمن هذه الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية، نجده يتعزز أكثر من خلال مجموعة عروض مسرحية تونسية أخرى تم إدراجها في قسم «اكتشافات». فضمن هذا القسم، سيكون لجمهور الدورة موعد مع مسرحيات تونسية بإمضاء نخبة من أمهر المسرحيين التونسيين من أمثال توفيق الجبالي من خلال مسرحية «مانيفستو السرور»، وغازي الزغباني من خلال مسرحية «الطرح»... هكذا إذن يبدو حضور المسرح التونسي ضمن هذه الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية كثيفًا قياسًا بحجم حضوره في الدورات السابقة، بل أيضًا ثريًا ومتنوعًا، ذلك أن كل أجيال المسرحيين التونسيين تبدو حاضرة وممثلة من خلال إنتاجات مسرحية ستعكس بالتأكيد حيوية المشهد المسرحي في بلادنا وثراء وتنوع وتجدد المسرح التونسي... فهل أن الدورة14 الجديدة لأيام قرطاج المسرحية ستكون دورة المسرح التونسي والتجارب المسرحية التونسية؟..