هوس بالتجميل أو رغبة في «لوك» أكثر إثارة... هذه أبرز أسباب الاقبال المتزايد على العدسات اللاصقة الملونة التي تشهد رواجا كبيرا في صفوف بعض الفتيات وخاصة المراهقات. ويبدو أن استعمال هذه العدسات تجاوز غاية تعديل النظر إلى تغيير الشكل والبروز بمظهر خارجي أكثر جاذبية، لتتهافت بذلك الكثير من الفتيات على استعمال هذه العدسات، في تجاهل تام للجانب الصحي وما ينجر عن العيون الزرق والعسلية الاصطناعية من مضاعفات صحية حادة في حال استعمالها دون استشارة اخصائي. الرغبة في مظهر خارجي جميل غاية تسعى أغلبية الفتيات الي ادراكها، فاطلالة متميزة وساحرة تبقى حلما يراود جميعهن ليكون هاجس التغيير والتجديد خيارا لا بد منه. «هي الرغبة في أن أكون أكثر اشراقا وتميزا» هكذا تعبر هيبة تلميذة الباكالوريا التي تمتلك مجموعة من العدسات اللاصقة مختلفة الألوان تحرص على اقتنائها من محل لبيع النظارات، مشيرة الى أنها تباع هناك بجميع الألوان وبأسعار معقولة حيث لا يتجاوز سعر الواحدة ال20 دينارا. وعن دوافع استعمالها لمثل هذه العدسات تؤكد هيبة أن المظهر الخارجي اليوم جد مهم ولا مانع أن يشمل الاهتمام بالمظهر تغيير لون العين بما يتماشى مع مظهر أكثر تألقا وجمالا. التهابات حادة ولهذه المغالاة في التجميل والرغبة في امتلاك أنوثة صارخة عبر استعمال بعض الفتيات للعدسات اللاصقة ملونة دون استشارة اخصائي ضريبة حادة وعواقب وخيمة. حيث تؤكد الدكتورة راضية دخيلالي اخصائية في أمر اض العيون أن بعض الفتيات ينسقن وراء مظهر خارجي أكثر أنوثة وجمالا دون ادراكهن لخطورة ذلك. فالعدسات اللاصقة الملونة موجودة لدى بائع النظارات الطبية بتقوس واحد وهو أمر بالغ الخطورة حيث أن قرنية العين تختلف من شخص إلى آخر فإذا كانت هذه العدسة الملومة ضيقة فإنها تضغط على القرنية بشكل لا يسمح بمرور الأكسيجين لها مما ينجر عنه التهابا حادا في القرنية، أما إذا كانت العدسة كبيرة الحجم فذلك يسبب اضطرابات في الرؤية. وفي نفس السياق تشير الدكتورة راضية أن العدسات اللاصقة مهما اختلفت غاية استعمالها بهدف التجميل أو تعديل النظر فإن هذا الاستعمال لا بد أن يكون تحت اشراف اخصائي في العيون نظرا لاختلاف حجم قرنية العين من شخص إلى آخر وحتى نستطيع تفادي الإصابة بالتهاب في العين جراء هذا الاختلاف. مخاطر التبادل ورغم المخاطر الصحية الناجمة وراء استعمال عدسات لاصقة ملونة دون استشارة اخصائي فإن هوس التغير والتجديد قد يدفع الكثير من الفتيات الى درجة التبادل بالعدسات الملونة فيما بينهم والاشتراك في استخدامها وهو أمر يجمع الاخصائيون على مدى خطورته. فالهوس بالتجميل توقف عند بعض الفتيات عند مرحلة الشكل لا غير دون أدنى ادراك أو وعي لخطورة ذلك وهو ما تؤكده الطالبة عبير حيث بينت أنها تمتلك هي وزميلاتها مجموعة لا بأس بها من العدسات الملونة وأنه يقع تبادل هذه العدسات فيما بينهن بما يتماشى مع لون لباسهن. مثل هذا التصرف الناجم عن قلة دراية وخبرة تؤكد الدكتورة راضية أنه يؤدي حتما الى التهابات حادة في القرنية باعتبار أن الاشتراك في استخدام هذه العدسات يحمل مخاطر صحية كبيرة وتبادلها يسبب انتقال الجراثيم الذي يؤدي بدوره الى مضاعفات حادة ينتج عنها خروج افرازات غريبة من العين. امكانية الاصابة بالعمى ولعل ظاهرة بيع العدسات اللاصقة الملونة في مراكز غير متخصصة كمراكز التجميل من أكثر الأشياء خطورة حيث دأبت هذه المراكز في السنوات الأخيرة على استعمال العدسات اللاصقة الملونة لغايات تجميلية، ولعل عدم توفر الدراية الكافية لخبيرة التجميل بكيفية التعامل مع هذه العدسات خاصة فيما يتعلق بالجانب العلمي والجانب الصحي الذي يشترط توفر مقومات النظافة ينجر عنه مضاعفات حادة قد تؤدي الى فقدان البصر. وفي هذا الصدد تشير الدكتورة راضية دخيلالي أنها وردت عليها حالة لفتاة شابة فقدت بصرها جراء تركيبها لعدسة ملونة في احدى مراكز التجميل. وتؤكد الدكتورة راضية أن تبادل استخدام هذه العدسة من شخص إلى آخر أدى إلى إصابة الفتاة بالعمى جراء التهاب في القرنية تطور الى التهاب حاد شمل كافة العين مما نتتج عنه فقدان البصر واضطرار الفتاة الى الخضوع الى عملية زرع قرنية مشيرة الى ضروة احترام قواعد النظافة التي تعد من الشروط الأساسية لضمان سلامة العين. منال حرزي نصائح لمستعملي العدسات لأن العدسة عنصر جد دقيق، ينبغي على كل مستعمل للعدسات اللاصقة الملونة الأخذ بعين الاعتبار الشروط التالية لضمان صحة العين: * الحرص على اقتناء عدسات نصف صلبة يدوم استعمالها ما بين سنة ثلاث سنوات وتتميز هذه العدسة بتركيبة جيدة تسمح بدخول أكبر قدر ممكن من الاكسيجين الى القرنية. * تنظيف الأيدي جيدا قبل تريكب العدسات في العين. * عدم تجاوز استعمال العدسة للمدة التي حددها الاخصائي. * عدم وضع عدسات لاصقة استعملها شخص آخر تجنبا لانتقال الأمراض. * تنظيف العدسات بالمحلول الخاص بها. * عدم تريكب العدسات دون استشارة اخصائي.