حذر الدكتور محمد العش أخصائي أمراض المفاصل ورئيس الجمعية التونسية لمقاومة داء المفاصل من الاستعمال المفرط للأدوية المستعملة في علاج بعض الأمراض التنفسية وأمراض الروماتيزم والغدد والتي تحتوي على مادة «الكورتيزون» وذلك لما لهذه الأدوية من انعكاسات ومضاعفات سلبية خصوصا على الهيكل العظمي. ويُعد الإفراط في استعمال هذه الأدوية حسب الدكتور العش من أبرز الأسباب التي تنتج الاصابة باخلالات في الجهاز العظمي وتحديدا بداء ترقق أو تهشش العظام خصوصا في صفوف النساء بعد سن الخصوبة؟ وتفيد الاحصائيات الرسمية أن هذا الداء يشهد انتشارا واسعا في تونس حيث يعاني منه ربع مجموع النساء في سن ما بعد الخصوبة أي بمعدل امرأة على أربع نساء يصبن بهذا الداء الخطير. غير أن الدراسات الحديثة تشير الى أن هذا الداء بدأ ينتشر في صفوف الرجال أيضا لكن في حالات نادرة ويشار أن الأدوية المذكورة تعتبر أساسية وضرورية في العلاج لكن يجب استعمالها بأقل كمية وبشكل مدروس وبعد استشارة الأطباء المختصين. كما أن هناك وسائل وقائية وعلاجات تكميلية يمكن أن تحدّ من مضاعفات هذه الأدوية وتحول بالتالي من الاصابة بتهشش العظام وتعرضها للكسور. ومن الأسباب الأخرى لترقق العظام ذكر الدكتور محمد العش «للشروق» على هامش المؤتمر الخامس عشر لأمراض الروماتيزم الذي تنظمه الجمعية التونسية لمقاومة داء المفاصل أمس واليوم بأحد نزل العاصمة النظام الغذائي وقال إن من شأن الغذاء الذي يفتقر لمادة الكالسيوم أن يؤدي أيضا الى الاصابة بمرض تهشش العظام كما يمكن أن ينتج هذا المرض في أغلب الحالات عن اخلالات تصيب هندسة الهيكل العظمي، ويعد التدخين واستهلاك الكحول من العوامل المسببة للداء بشكل مباشر. وغالبا ما يكون المصابون بداء تهشش العظام عرضة للكسور التي تخلف مضاعفات سلبية وخطيرة تصل الى الوفاة في نسبة لا بأس بها من الحالات (25 حسب بعض الدراسات) كما يتعرض المصابون في الغالب الى اضطرابات نفسية وبسيكولوجية حادة يترجمها الخوف الشديد من الوقوف والسير والحركة بشكل عام. هذا فضلا عن ملازمة الفراش وما يعقبه من أمراض جسدية وآلام. وتحدث رئيس الجمعية «للشروق» من ناحية أخرى عن أمراض الغضروف (القروش) المنتشرة بنسبة أكبر في صفوف الرجال في سن ما بعد الأربعين والتي تتأتى من جراء الافراط في الحركة والنشاط البدني سواء في الشغل أو عند ممارسة الرياضة. وتؤكد الاحصائيات أن 25 من الذين أعمارهم فوق الأربعين سنة مصابون بمرض غضروف الركبة و6 منهم بأمراض غضروف الورك. وللتقليل من حدة هذه الأمراض ينصح المختصون بضرورة الخضوع للعلاج الطبيعي وتنقيص الوزن واستعمال العصي للإتكاء عليها دون اغفال ضرورة استعمال الأدوية المخففة للأوجاع والالتهابات لتوقيف تطور المرض. كما تحدث عن أمراض التهاب المفاصل المتمثلة أساسا في مرض ريماتيويد المنتشر لدى النساء والروماتيزم التبسي للفقرات الذي يعاني منه الرجال أكثر وكلا المرضين يتأتى من بعض الميكروبات التي يعجز جهاز المناعة عن مقاومتها. ويذكر أن مؤتمر جمعية مقاومة داء المفاصل سيبحث في التقنيات والوسائل والمعدات الحديثة لتشخيص الأمراض التي تصيب العظام والمفاصل كما سينظر في العلاجات والأدوية الناجعة لهذه الأمراض ولكل داء يتهدد مكونات الهيكل العظمي البشري.