تونس: الصباح نظرا لأن مياه الأمطار والأودية تعبر الحدود دون تأشيرة.. وتتسرب إلى الموائد المائية دون استئذان.. فإنها يمكن أن تكون مصدرا للأمراض المنقولة.. وتحسبا لهذه الأخطار الصحية علمت "الصباح" أن إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية أجرت خلال الفترة المنقضية مئات التحاليل المخبرية للتأكد من سلامة المياه الحدودية. وفي هذا الصدد قالت مصادرنا: "هناك يقظة مستمرة لمراقبة المياه الحدودية وذلك للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق المياه ولحماية متساكني المناطق الحدودية من الأمراض".. وبين السيد سمير الورغمي كاهية مدير إدارة حفظ الصحة "أن وزارة الصحة العمومية وضعت شبكة وطنية لمراقبة المياه على الحدود". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشبكة تضم 195 نقطة لمراقبة مياه الشراب و14 نقطة لمراقبة مياه الأودية على الحدود التونسية الجزائرية والتونسية الليبية.. وتتوزع هذه النقاط على ثماني مناطق حدودية تمتد على ولايات جندوبة والكاف والقصرين وقفصة وتوزر وقبلي وتطاوين ومدنين. ففي ما يتعلق بكيفية مراقبة مياه الشرب.. تشير معطيات إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط إلى أن أعوان المراقبة الصحية يعملون على مراقبة عمليات تطهير المياه بالمناطق الحدودية ويأخذون منها عينات قصد إجراء التحاليل البكتيريولوجية. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يعملون على مراقبة عمليات صيانة هذه النقاط وتهيئتها وتنظيف محيطها الخارجي. وتشير الإحصائيات إلى رفع 848 عينة من هذه المياه قصد إجراء التحاليل البكتيريولوجية خلال الفترة المنقضية من سنة 2009. وبالتوازي مع عمليات مراقبة نقاط مياه الشرب يعمل أعوان المراقبة الصحية على معاينة مياه الأودية. وفي هذا الصدد يقومون بتحديد مصادر التلوث وإجراء التحاليل المخبرية الضرورية للبحث عن الجراثيم الضارة وخاصة السلامونيلا والكوليرا. وتم في هذا الإطار القيام بنحو 166 تحليلا مخبريا خلال الفترة المنقضية من السنة الجارية. اتصال مباشر بالمواطنين بالإضافة إلى التحاليل البكتيريولوجية لمياه الشرب ومياه الأودية يعمل أعوان المصالح الصحية على تنفيذ برامج للتثقيف الصحي لسكان المناطق الحدودية. وتتناول هذه البرامج عديد المواضيع من أهمها كيفية جلب المياه وخزنها بطريقة صحية وتطهيرها. ويتم التأكيد خلال عمليات الاتصال المباشر بالمواطنين القاطنين بالمناطق الحدودية على الأخطار الصحية التي يمكن أن تنجر عن استعمال مياه الأودية للشراب. وعن سؤال يتعلق بما إذا تسربت مياه ملوثة وتسببت في تسممات غذائية لمواطنين قاطنين بالحدود أجاب السيد سمير الورغمي بالنفي.. وأضاف: "لكن في حالات تأكّد فيها وجود ملوثات في المياه الحدودية إثر إجراء تحاليل مخبرية، تم اتخاذ الإجراءات العاجلة لتطهيرها وحماية المواطنين من مضارها".