أعرف رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم الحالي منذ سنوات وأعرف أن الرجل من الكفاءات الوطنية التي علينا أن نفتخر بها لما قدّمه خلال السنوات الطوال التي قضّاها في خدمة الدولة من إضافات محمودة اعتبرت مثالا يحتذى به في مجال جودة الخدمات وفي قدرة الإدارة التونسية على تصدير خدماتها الى الخارج في الوقت الذي تنهال عليها سهام النقد في الداخل. كان كمال بن عمر في مسيرته المهنية وأثناء تحمّله مختلف المسؤوليات أنموذجا للمسؤول الخلاّق الذي يجمع بين حسن الإدارة والقدرة على تغيير الأوضاع ممّا أهّله إلى أن يُنتقى دون سواه لبعث أحد أضخم المشاريع الذي يتوقع أن يحلّ مشكلة النقل بالعاصمة وضواحيها والذي يعتبره البعض مشروع مطلع القرن، لكنّ ماضيه التليد وحاضره المشرق لم يشفعا له يوم قرر أن يصدّر خدماته من عالم النقل الى عالم الجلد المدور فانهالت عليه السياط منذ أن وضع قدمه في مبنى جامعة كرة القدم ولم تشفع له خبرته وكفاءته في شيء وهو اليوم في وضع لا يتمناه أحد. وما يحدث لكمال بن عمر حدث ويحدث لغيره من الكفاءات الوطنية ورجال الأعمال الناجحين ممن اختاروا الدخول إلى عالم الرياضة التي زهقت على ما يبدو روحها منذ سنوات طويلة فتحوّلت إلى «عبيثة» تظهر لناظرها في شكل امرأة جميلة إذا ما اقترب منها تتحوّل حياته الى شريط رعب على غرارما نشاهده في أفلام الخيال المفزعة والأغرب من ذلك فإن مشاهد الرعب تلك تبث للجميع وعلى الهواء ولا أحد يتّعظ بما يحدث بل تجدهم يسكبون الزيت على النار من أجل المساهمة في اسقاط من هم في موقع المسؤولية ليحلّوا مكانهم وهكذا دواليك الى أن يرث الأرض ومن عليها على ما يبدو. والسؤال المطروح هو لماذا يظلّ الناس يقبلون على النوادي والجامعات إقبال الفراشة على النار رغم علمهم المسبق بما ينتظرهم.. أي سحر يجذبهم إلى الاحتراف وأي دافع يحرّكهم وأية نزوة تنتابهم حتى يدفعوا من وقتهم ومن صحتهم ومن مالهم إن كانوا رؤساء جمعيات ليحصدوا السبّ والشّتم ..لابدّ أن في الأمر سرّا فابحثوا معنا! حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: