صفاقس: رفع السيارات... هل هو الحل الأمثل..؟ سوسة: السيارات بين فكيّ بلديتين الأسبوعي- قسم التحقيقات «أجري... ''الشنفال''...» عبارة تعوّدنا عليها بوسط العاصمة منذ سنوات رغم ما يكتنفها من تحفظّات أصحاب السيارات وما يرافقها من تساؤلات... لكن اليوم وأمام زحف هذا الزائر الجديد إلى عديد الأماكن أصبحنا نستمع إليها في أغلب المناطق النابضة بعيدا عن وسط المدينة... امتدّت حدود «نفوذه» إلى المنازه... المنار... حي النصر... البحيرة... أريانة... حلق الوادي... الكرم- المرسى وغيرها من الأماكن الأخرى... وإذا كان كل امتداد جديد يستوجب عملية توعوية وتحسيسية وما تتطلبه من إشارات وعلامات فإن «غزو» ''الشنفال'' لبعض الأماكن الجديدة لم ترافقه أي جهود توعوية من الدوائر البلدية ليدفع بذلك المواطن «فاتورة» هذا التقصير ولعل ما زاد في متاعب أصحاب السيارات هو شركات المناولة التي تضع غايتها الربحية قبل كل المعطيات الأخرى وهو ما يطرح بشأن جدوى عملها عديد التساؤلات والاستفهامات وهذا المشكل يطرح في إقليمتونس الكبرى كما في بعض المدن الكبرى على غرار سوسةوصفاقس وقفصة... «الأسبوعي» تحدّثت مع أصحاب السيارات من خلال جولة قادتها إلى منطقة أريانة مرورا بالمنازه وحي النصر والمنار وصولا إلى وسط العاصمة وكذلك سوسةوصفاقس وقفصة فكانت الآراء متنوّعة والحكايات مثيرة أحيانا وهو ما ستكتشفونه من خلال هذا التحقيق. زحف متواصل إذا كان أصحاب السيارات تعوّدوا على رفع السيارات المخالفة للقانون والمتوقّفة -عشوائيا- وحجزها في وسط العاصمة فإن الكثيرين تفاجأوا بزحف ''الشنفال'' ليشمل أماكن تجارية وسكنية ببعض الدوائر البلدية الأخرى إذ كثيرا ما يوقف المواطن سيارته في مكان معيّن فيفاجأ بعد قضاء شؤونه بغيابها وتبخّرها ولا تنجلي حيرته وفزعه إلا لمّا يبلغه خبر رفعها بواسطة ''الشنفال'' وهو ما أكده السيد لسعد قلوي بقوله «لم أتعوّد على حجز السيارات في أماكن معيّنة من المنازه مثلا لكن زحف عليها ''الشنفال'' هي الأخرى حيث لا تهدأ حركة الشاحنات الرافعة وصادف أن وضعت سيارتي في إحدى المناسبات قرب «كوليزي صولة» وفي ظرف دقائق معدودة تم رفعها والغريب أن الدوائر البلدية لم تكلف نفسها وضع ولو علامات للتنبيه من هذا «الزائر الجديد» وأعتقد أن غياب التحسيس والتوعية بالأماكن التي يمنع بها الوقوف كان بمثابة الخدمة التي لا تقدر بثمن لشركات المناولة التي لا غاية لها سوى الربح المادي مهما اختلفت الظروف وتعدّدت المعطيات». رحلة البحث عن المستودع «لا يكفي المواطن تعطّل مصالحه ليجد نفسه في رحلة اضطرارية للبحث عن المستودع الذي حجزت فيه سيارته» بهذه العبارات بدأ السيد محمد الشيخاوي حديثه معنا مضيفا أنه اضطر في إحدى المناسبات إلى اللجوء إلى سيارة أجرة «تاكسي» للبحث عن سيارته أي أن صاحب السيارة لا يكفيه ما يتكبّده من معلوم 30 دينارا مخالفة ليضيف إليه مصاريف «التاكسيات» ممّا يثقل كاهله أكثر. مواطن آخر صادفناه في طريقه ل«تحرير» سيارته من الحجز كان يبدو عليه التوتّر أكثر سألناه عن الأسباب فقال «قدمت من القصرين واقتطعت تذكرة لمدة ساعة ولكن بمجرّد تأخّري لفترة 5 دقائق فقط لم أجد سيارتي تصوّروا لقد قصدت مستودع سيدي البشير ثم مستودع محمد الخامس وفي النهاية قالوا لي إنها موجودة بمستودع الحجز بلافيات فماذا لو تقوم البلدية بعمل تحسيسي منظم حتى يعرف المواطن كل المعطيات عن أماكن الوقوف المنظم ومحطات الإيواء ومستودعات الحجز حتى لا تتعمّق متاعب من دفعته الظروف إلى وضعيتي». أين جهود البلدية؟ العمل التحسيسي للبلديات نقطة توقف عندها كل الذين تحدّثنا معهم وأكدوا أن هذه البلديات لم تقم بواجبها من هذا الجانب وهو ما أشار إليه السيد بدر الدين المدب بقوله «أعرف أن حجز السيارات ينتهي مع الساعة الثامنة ليلا لكن في إحدى المناسبات تم رفع سيارتي على الساعة الحادية عشرة ليلا رغم عدم وجود أية إشارة أو علامة تشير إلى ذلك... إن هذه المسألة مازالت هامشية وتستوجب المزيد من التنظيم من البلديات حتى لا يبقى المواطن فريسة سهلة لشركات المناولة». وطرح السيد لطفي بن ابراهيم نفس نقطة الاستفهام حول جدوى عمل شركات المناولة وأضاف «الجميع مع القانون والسلوك الحضاري وفي أحيان كثيرة يتم رفع السيارة قبل نهاية توقيتها بدقائق ولا ينفع بعد ذلك احتجاجك فما عليك إلا دفع مبلغ المخالفة لتحرير سيارتك من الحجز خاصة أن المواطن عادة ما يكون تحت ضغط الوقت». وأشار السيد فريد حمدي إلى أن أعوان إحدى شركات المناولة رفعوا سيارة إلى مستودع الحجز وبداخلها بنيّة صغيرة نائمة ومريضة وأضاف «إن الغاية الربحية لهذه الشركات هو الذي يفضي بهم إلى مثل هذه الممارسات التي يمنعها القانون». أضرار ومآزق لا أحد تحدثنا إليه في هذا التحقيق ولم يطرح مسألة هامة أخرى وهي الضرر الذي يلحق السيارة من جراء عملية الرفع دون شفقة أو رحمة فقد أكد السيد مروان شاشة أنه قصد مستودعا للحجز في إحدى المناسبات لتسلم سيارته فتفاجأ بتضرّرها بشكل كبير على مستوى واقي الصدمات ومع ذلك لم يجد آذانا صاغية بل أن أعوان شركة المناولة أكدوا له أن ضررها قديم ولا يمكن بأية حال من الأحوال مناقشتهم في هذا الجانب. «التاكسيست» كريم كشف لنا أنه اضطرّ في إحدى المناسبات إلى مساعدة مريضة على النزول وكان أعوان شركة المناولة يشاهدونه عن قرب ولم يراعوا ظروف تلك المريضة بل إنهم «طاروا» بسيارته في رمشة عين وهناك بمستودع الحجز تفاجأ بتضرّرها ولكن لا ينفع الاحتجاج ولا النقاش. في المقابل يجد أكثر من مواطن نفسه فجأة في مأزق حقيقي والسبب أنه لا يملك المبلغ المطلوب قصد استعادة سيارته وهي مسألة طرحها أغلب من تحدثنا معهم ولا تسألوا عن الحكايات في هذا الجانب لأنها متنوعة. فالبعض يطلب «النجدة» من صديق أو قريب بينما يعجز البعض أحيانا عن توفير مبلغ المخالفة ممّا يضطره إلى رفع سيارته في اليوم الموالي لكن بفاتورة أثقل طبعا. تشابك وخصومات قد تضعك الصدفة أحيانا أمام مشاهد عجيبة وغريبة... تشابك بالأيادي وخصومات قد يصعب وصفها بين أعوان ''الشنفال'' وصاحب السيارة في محاولة يائسة لإنقاذها من الحجز... هذه المشاهد تتكرّر يوميا في مختلف الأماكن وإذا لم تحصل هنا فإنها تسجل هناك وهي مسألة تذمّر منها كل الذين تحدثنا معهم مشيرين إلى أن سببها يعود إلى غياب الأسلوب الليّن لدى أعوان شركات المناولة فتتحوّل شوارع مدننا الحيوية إلى شجارات يومية لا تفضي إلى حل المشكلة بقدر ما تؤدي إلى تعقيدها والإساءة إلى صورة بلدنا أمام زائر أو أجنبي وهو ما أكده محمد الهمامي بقوله «الوكالة البلدية وشركات المناولة غايتها الأساسية «الفلوس» وما يهم أعوانها هو عدد السيارات التي يحتجزونها دون أن تسأل عن أسلوب تعامل أعوانها الذين قد يستفزون صاحب السيارة ويتحتّم على المسؤولين على هذه الشركات تأطير الأعوان بما يحسن من أسلوب تعاملهم». معادلة مختلة إذا أردت القيام بمقارنة العدد الهائل من السيارات ومحدودية طاقة استيعاب المستودعات فإنك ستنتهي -حتما- إلى يقين جازم بأن هذه المعادلة مختلّة ومستحيلة أمام «الأمواج الهادرة» من السيارات التي تجوب الشوارع بحثا عن مكان تركن إليه وقد تدفعك الضرورة إلى التنقل من مستودع إلى آخر وفي النهاية تعجز على إيجاد مكان شاغر حتى على جانبي الطريق في الأماكن المخصّصة للوقوف وقد أكد أكثر من مستجوب هذا الأمر حيث أبرز «سليم» أنه اضطرّ في أكثر من مناسبة إلى البحث عن مكان شاغر لفترة طويلة ليجد نفسه في النهاية يطارد ما يشبه الوهم وأضاف «في أحيان كثيرة يجد صاحب السيارة نفسه في خيار صعب بعد أن أهدر وقته وضاعت مصالحه فيركن سيارته في مكان يعتقد أنه لا يمثل تجاوزا أو مخالفة لكن بمجرّد عودته لا يعثر لها على أثر ويشرع في «اللهث» من جديد قصد إتمام اجراءات «تحريرها» من الحجز وبذلك يكون صاحب السيارة قد أضاع و قته ومصالحه وماله في نفس الوقت... وأعتقد أنكم تعرفون هذه المعاناة ومدى تأثيرها على المواطن». حلول بديلة إلى جانب مطالبة الجميع بتوفير المزيد من مستودعات إيواء السيارات اقترح -ممّن صادفناهم في هذا التحقيق- بعض الحلول البديلة لعملية الحجز على غرار العودة للعمل بنظام «الكبّال» مع ترك ورقة لصاحب السيارة المخالفة حتى يتسنّى للمواطن خلال هذه المخالفة وربحا الوقت حتى لا تضيع مصالحه وتزداد معاناته من جميع الجوانب كما أن هذه العملية من شأنها أن تجنّب السيارة بعض الأضرار التي قد تلحقها. تحقيق: محمد صالح الربعاوي تصوير: لسعد التبيني --------------------------------------------- صفاقس: رفع السيارات... هل هو الحل الأمثل..؟ حجز ست سيارات كل نصف ساعة صفاقس- الأسبوعي صفاقس هذه المدينة الصامدة في وجه الصعوبات المتراكمة على جميع الأصعدة البيئية والبنى التحتية وحركة المرور وغيرها تشكو من ارتفاع مهول في عدد العربات بمختلف أصنافها مما شكل عسرا كبيرا في حركة المرور داخل المدينة في ضواحيها القريبة وذلك يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية هي: - ضيق الشوارع والأنهج قديمها وحديثها ممّا يدل على غياب استشراف المستقبل لدى مخطّطي المدينة. - غياب السلوك الحضاري لدى الكثيرين مما يتسبّب في الكثير من المعاناة بالنسبة إلى البقية نتيجة عسر الحركة والتنقل على امتداد يوم كامل في مدينة تصحو باكرا وتنام باكرا. - النقص الفادح في محطات إيواء السيارات لا سيما بالنسبة إلى المحطات تحت الأرضية كل ذلك يتسبّب في التوقف العشوائي للسيارات. ضيق المدينة هو السبب بالقرب من المستودع البلدي التابع لبلدية صفاقس الكبرى الموجود بطريق الميناء في أطراف المدينة هناك رصدنا الحركة فسجلنا خلال نصف ساعة صبيحة يوم الجمعة قبل الماضي جلب ست سيارات بواسطة السيارة الرافعة بعد حجزها من داخل المدينة وتحدثنا إلِى اثنين من بين الذين حجزت سياراتهم، يقول أبو السعود العوادني: «توقفت خمس دقائق لقضاء شأن من الشؤون في أحد البنوك وعند عودتي وجدت المصالح المتخصّصة قد رفعت السيارة ونقلتها إلى المستودع البلدي عن طريق ''الشنفال'' وبعد حوالي نصف ساعة تمكنت من استرجاعها بعد أن دفعت 14 دينارا للبلدية مقابل الحجز و10 دنانير للشرطة كمخالفة و5 دنانير أخرى أجرة سائق التاكسي الذي نقلني إلى مركز الشرطة ثم إلى المستودع» وحدثنا مواطن ثان هو رابح دمق الذي قال: «تمكنت من استرجاعها بعد استعمال سيارة أجرة ثلاث مرات في غياب المعلومة حول كيفية استعادة سيارتي وقد تمّ ذلك بعد أن تنقلت مرتين إلى المستودع». وأضاف قائلا: «كان من المفروض تكليف عون أمن بالمستودع من أجل تبسيط الاجراءات الإدارية وقد أعجبني وجود مختلف المؤسسات الحكومية بجانب بعضها البعض في مدينة تطاوين الأمر الذي لا يتوفر بمدينة صفاقس التي لم تعد تتسع لأسطول السيارات الحالي لضيقها» وحاولنا الاتصال ببلدية صفاقس للحصول على بعض البيانات والمعلومات المتعلقة بأسباب الحجز وأكثر الشوارع التي تكثر فيها المخالفات وبعض الاحصائيات التي تتعلّق بهذه العمليات فجابهتنا صعوبات كبيرة ولم نتمكن من ذلك وما نعلمه أن البلدية تتدخل في حالتين دون الرجوع إلى رجال الأمن وذلك عند وجود سيارة واقفة وقد عطلت حركة المرور أو وجودها فوق الرصيف وخلافا لذلك قرار الحجز يتخده أعوان الأمن. الحلّ... يرى أبو السعود العوادني أن الحل يكمن في دفع المخالفة على عين المكان بدل حجز السيارة حتى لا تضيع مصالح المواطنين أما رابح دمق فيدعو إلى التقليل من الجولان أي تحديده في أوقات معينة حتى لا تصبح حركة المرور معقّدة ونرى من جهتنا إنه من الأفضل منع الجولان والوقوف تماما في بعض الشوارع الكبرى بالمدينة على غرار ماهو موجود في بعض المدن الأوروبية دون اعتبار بعض الاستثناءات مثل سيارات الحماية المدنية والإسعاف ورجال الأمن والأطباء في الحالات الاستعجالية. محمد القبي --------------------------------------------- سوسة: السيارات بين فكيّ بلديتين سوسة- الأسبوعي لا يزال ''الشنفال'' يُثير قلق أصحاب وسائل النقل ومخاوفهم بمدينة سوسة وأحوازها وكثيرا ما تسبّب هذا ''الشنفال'' في صراعات بين البلدية التي ترى نفسها في موقع يلزمها تطبيق قانون الطرقات وبين أصحاب العربات الذين يضعون أنفسهم في موقع المظلوم الذي يتحمل أخطاء ونقائص البلدية وما أكثرها دون أن يكون له أي صوت مسموع. «الأسبوعي» بحثت في الموضوع وقامت بجولة في شوارع جوهرة الساحل ورصدت ما يلي: بلديتان تفصل بينهما أمتار أول ما شدّ انتباهنا خلال جولتنا تواجد بلدية باب الجديد وهي القريبة من محطة القطار وسط مدينة سوسة وهي ما يسمّونها بالبلدية الأم لقدمها وأهمية موقعها تجاورها بلدية باب بحر القريبة من شاطئ بوجعفر أين تكثر الحركة ويزداد عدد مستعملي وسائل النقل وبين البلدية الأولى والثانية يعتبر الإفلات من قبضة ''الشنفال'' ضربا من المستحيل لانتشار الأعوان في كل مكان وحضورهم البارز أغلب أوقات النهار. ترصّد بواسطة البورطابل قد يقع البعض في الخطإ عن غير قصد بسب السّهو أو النسيان ولكن مع ذلك يطاله ''الشنفال'' ولا يرأف بحاله وهو ما حصل مع محدثنا جلال زنّون الذي ترك زوجته داخل السيارة قبل أن يقصد المغازة المتواجدة بباب الجديد لشراء الخبز وعند عودته وجد زوجته في حالة يرثى لها ولم يجد سيارته حينها أعلمته زوجته بأن هناك من كان يراقبها لما أرسيا السيارة ليتصل بواسطة البورطابل بالمصالح البلدية التي حلّت على الفور بالمكان ليقع رفع العربة. أما محدثنا ياسين محجوب فقد أكد لنا بأنه أوقف سيارته للحظات بجانب الرصيف قرب إحدى الوكالات ولكنه سرعان مع انتبه لقدوم شاحنة البلدية لرفعها ولما همّ بالمغادرة وقع إشعاره بضرورة اللحاق بالمستودع البلدي رغم أنه كان على عجلة من أمره إذ أنه يستعدّ للسفر خارج أرض الوطن. البحث عن مجهول أحد الذين تحادثنا معهم وهو حمدي مسعود أكد لنا أنه وقع في قبضة ''الشنفال'' ولن ينسى ذلك اليوم أبدا حيث ترك سيارة والده التي كان يستقلها ليوصل شقيقته إلى محطة الحافلات بباب بحر وعند عودته لم يجد السيارة أمام أحد المعاهد الثانوية حيث تركها فظن أنها سرقت وهو ما أبلغ به والده. حمدي لم يجد من وسيلة سوى العودة بخفي حنين إلى المنزل قبل أن يقع إعلامه بأن السيارة حجزت ورفعت في دقائق من قبل البلدية. مشكلة أجمع العديد ممن التقينا بهم على أن يوم السبت هو الدابة السوداء لكون أن يوم الأحد هو يوم العطلة للموظفين بحيث كل من وقعت مصادرة أو حجز عربته يوم السبت عليه الانتظار إلى يوم الاثنين وهو ما يثقل الكاهل بمصاريف إضافية حيث يسدّد صاحب وسيلة النقل المحتجزة معلوما إضافيا بيوم كامل. هؤلاء أضافوا بأن البلدية تتعمد القيام بعمليات الرفع يوم السبت بالذات وبواسطة حملات متتالية لكسب أرباح إضافية أما الأوقات التي تنتشر فيها الرافعات فهي من التاسعة صباحا إلى الثانية بعد الظهر. تساؤلات عن اللافتات سالم شعبان هو شاب في مقتبل العمر أكد لنا أنه أصبح ملمّا بجميع الأماكن التي يتواجد بها ''الشنفال'' حيث لا يدع الفرصة للأعوان بإعادة ما فعلوه معه سابقا. سالم أشار إلى غياب اللافتات والإشارات المرورية أمام أماكن هامة على غرار المعاهد الثانوية وبالقرب من الأسواق أين توجد «البلاد العربي» وهو ما يوقع البعض في قبضة الرافعة وخصوصا ممن يزورون مدينة سوسة لأول مرة ولا يعرفون أماكنها جيدا وغير بعيد عن هذا الرأي تساءل رؤوف بالأزرق قائلا: «لماذا تسارع البلدية برفع السيارات وتتأخر في تركيز اللافتات والعلامات؟ ومن يعلم صاحب العربة بأمر رفعها في غيابه؟». أخطاء قاتلة! آخر من التقينا بهم هو حكيم بن عبد الله الذي سرد لنا حكاية مع ''الشنفال'' فقال: «نزلت من السيارة لأشتري علب ياغرت لوالدي المسن المقيم بمستشفى فرحات حشاد ولما عدت اندهشت لغياب سيارتي التي كان بداخلها علب الدواء التي جلبتها خصيصا لوالدي، صدقني بقيت لساعات حتى أستعيد محتويات السيارة قبل أن أعود لأخذها في المرة الثانية» هذه الحالة تذكرنا بحالة المرأة التي تركت ابنتها الصغيرة داخل سيارتها لما قصدت الطبيب لفحص ابنتها الأخرى ولما عادت وجدت ابنتها تصرخ من شدّة الخوف الطاغي على محياها كيف لا والرافعة تأخذها إلى الأعلى دون أن ترحم براءتها أو تعبأ بصراخها! فهل تنتبه المصالح البلدية لمثل هذه الأخطاء والنقائص التي من المؤكد أنها تؤدي إلى خطر محدق بالمواطن؟ نبيل بن حسين للتعليق على هذا الموضوع: