تونس - الصباح: كان جمهور المسرحيات الموجهة للطفل مساء أمس الأول على موعد مع مسرحية «الأمير الصغير» لنزار الجليدي. وشارك في تجسيد العمل ركحيا كل من عامر مثلوثي وهناء قايدي وعلي قاد وماهر الناشي وفضيلة عكاشة وقد احتضنها الفضاء الثقافي ببئر الحجار. يمتاز نص «أنطوان دوسان اقزوبيرى» بشاعرية عميقة وبتواصل النفس الوصفي لكل المواضيع والحالات التي يتعرض لها وقد حاول نزار الشعري المخرج التفاعل مع هذه الميزة دون الاخلال بتوازنات الطرح المشهدي الذي اقترحه. ويتوفر هذا الطرح على 3 واجهات أساسية وهي التشخيص وفن العروس وتقنية الفيديو. ينطلق العمل بحلول الطيار بمكان خال يكتشف فيما بعد أنه مكتظ الأشخاص غريبي الاطوار الذين يدخل معهم في حوار مباشر. في هذا الحوار تركيز على ثنائية السؤال المرفوق بجواب غير متوقع في أحيان عدة أو ربما يكون متوقعا في الحالات التي يتطرق فيها العمل الى النقد الذي لا يخلو من إسقاط على واقع الحياة الاجتماعية والسياسية في هذا العالم. كلاسيكية الطرح يسرد هذا العمل حكاية «الأمير الصغير» الشهيرة التي ألفها «سان اقزوبيري» في منتصف الستينات من القرن الماضي، وإذ ذهب البعض الى أن النص المعرب كان كلاسيكيا في جل معانيه وطريقة صياغته، فقد تمكن نزار الجليدي من تجاوز هذه النقطة التي لا تخلّ بأي شكل من الاشكال بروح العمل، الموجه أساسا للطفل، إذ التنوع على مستوى التقنيات الموظفة وحسن تفاعل الممثلين مع الطرح الايقاعي المتسارع قد خلقا تلك الروح المعاصرة التي تواكب عصر الايقاع السريع والفهم الذكي لمصطلح «العولمة». ساعة من الزمن هي المساحة الزمنية المقترحة من قبل المخرج لاكتشاف عالم «الأمير الصغير» بأسلوب مسرحي متناغم مع عالم الصوت والصورة. وقد كان نزار الجليدي قادرا على اختصار بعض الفقرات المعربة وإلغاء جمل أخرى منها لتخفيف النص أكثر وتعويض الكلام المنطوق بكلام تجسده الموسيقى أو التشخيص الذي يقترحه الممثل على الركح. طابع هزلي وتماشيا مع معاني القول «علّم الأطفال وهم يلعبون» فقد تضمنت «الأمير الصغير» في نسختها المعرّبة مساحات جد وأخرى للهزل وإشعار المتقبل بضرورة تقبل المعاني العميقة بابتسامة عريضة وقلب منشرح وراغب في المرح. يمكن الاقرار بتوصّل نزار الجليدي الى الهدف الأسمى من توظيفه لنص عميق وصعب المراس ، كنص «سانت أقزوبيري» إذ علّم الأطفال وهم يستفيدون من أثر هام كهذا ..ولكن ظلم فضاء بئر الحجار جزء هاما من التنفيذ الركحي لمضمون هذا العمل...