تونس الصباح: مثلت اطلالة الفنان الشعبي فوزي بن قمرة في سهرة عيد الاضحى على قناة "تونس7" مفاجاة سارة للجمهور العريض وذلك لسببين على الاقل... اولا لانها اطلالة وضعت حدا لسلسلة الاقاويل التي راجت حول الغياب الطويل لهذا الفنان الشعبي الذي فاجا الجميع بقرار الانقطاع عن النشاط الفني وهو في قمة النجاح... اذ تبين من خلال هذه السهرة ان فوزي بن قمرة لم يعتزل ولم ينعزل بل ولم "يتشدد" وان ابتعاده لمدة لم يكن الا مجرد فترة تامل اراد من خلالها ان يغير في مساره وفي اختياراته الفنية... ثانيا لان حضور فوزي بن قمرة بالذات في هذه السهرة وبالتوجه الفني الجديد الذي اختاره لنفسه اعطى للسهرة طابعها الاحتفالي ووضعها في سياقها الصحيح باعتبارها سهرة عيد اضحى بما تعنيه المناسبة وترمز اليه من قداسة وروحانيات وايمانيات... جوهر الحسن ولعله يمكن القول ايضا بان سهرة عيد الاضحى كانت في احد وجوهها شكلا من اشكال الاحتفاء بالفنان وبعودته الى النشاط الفني... فقد كانت مخصصة له بالكامل ولالبومه الانشادي البكر الذي يحمل عنوان"جوهر الحسن" الذي ضمنه مجموعة مدائح واناشيد دينية تعكس توجهه الفني الجديد الذي اختاره لنفسه والذي يدخل به ومن خلاله -ولاول مرة- ساحة الانشاد الديني... فألبوم "جوهر الحسن" لا يمثل فقط اعلان عودة بالنسبة للفنان بن قمرة بل هو ايضا اعلان رسمي وقاطع بتحوله من فنان شعبي الى منشد ديني مع مايعنيه ذلك من"تبعات" ومتطلبات لعل اقلها ان يكون هذا الفنان في مستوى هذه التجربة الجديدة وهذا التحول ذلك ان الانشاد الديني هو تعبيرة فنية لها خصوصياتها وتتطلب من متعاطيها ان يكون صاحب امكانيات صوتية عريضة ومميزة وفي نفس الوقت على اطلاع واسع على مختلف المدارس الانشادية الاسلامية في هذا المجال... الفنان فوزي بن قمرة وكانه اراد الاشارة الى انه على وعي تام بهذه المسالة تحديدا وذلك عندما قال لمنشطة السهرة يسر الصحراوي بانه قضى وقتا طويلا اثناء فترة ابتعاده يبحث ويطالع ويطلع على مختلف خصوصيات المدارس الانشادية الدينية في تركيا وباكستان وسوريا... وغيرها.. والواقع ان مادة البوم"جوهر الحسن" الذي اثث به الفنان الفقرات الانشادية للسهرة عكس درجة الاجتهاد والحماس الكبرى التي يخوض بها ومن خلالها الفنان فوزي بن قمرة ومجموعته التي تضم عناصر شابة ومثقفة موسيقيا هذه التجربة الجديدة والنوعية... فلقد كانت هناك بالفعل قطع انشادية تحمل في مادتها اللحنية نسبة لا باس بها من الاجتهاد والبحث من اجل صياغة موسيقية معاصرة وحية لقطع انشادية قديمة ومعروفة ومتداولة... التنويع... أين التنويع؟ على ان نقطة الضعف في سهرة عيد الاضحى على الفضائية "تونس7" كانت متمثلة اساسا في غياب التنويع ذلك ان تخصيص كامل السهرة للفنان فوزي بن قمرة وحده افقدها صفة المنوعة التي هي مشتقة من التنويع... صحيح ان"حدث" عودة الفنان فوزي بن قمرة جدير بان يحتفى به ولكن سهرة عيد الاضحى كان يمكن ان تكون انجح لو تمت دعوة غيره من المنشدين ليكونوا الى جانب الفنان فوزي بن قمرة في تأثيثها. فهناك المنشد احمد جلمام -مثلا- وهناك لطفي بوشناق ايضا الذي يجيد الانشاد الديني بامتياز كبير... هؤلاء كان يمكن لهم ان يكونوا ضيوفا على منوعة سهرة عيد الاضحى على الفضائية "تونس7" الى جانب الفنان العائد فوزي بن قمرة... لانهم قادرون على اثراء السهرة وجعلها تبدو اكثر تنويعا خاصة في اطار السياق الذي اختاره لها معدها طارق حرار... سياق الانشاد الديني والتوجه الروحي...