يتوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام وهي جائزة يتأكد اليوم أكثر من أي وقت مضى أنها منحت له بتسرع وبطريق خاطئة خصوصا وقد برهنت السياسة الخارجية التي سلكها إلى حد الآن تناقضها تماما مع مبدإ العمل على إرساء العدل والسلام في العلاقات الدولية وذلك سواء من خلال أسلوب تعامله مع المعضلة الشرق أوسطية أو تعاطيه مع ملفي الحرب في العراق وفي أفغانستان اللذين ورثهما والحق يقال عن إدارة سلفه الرئيس السابق جورج دبليو بوش. والواقع أن هذا الشعور لم يعد منحصرا في منطقة جغرافية معينة بل بات ملحوظا حتى داخل الولاياتالمتحدة بالذات حيث بين أحد أحدث استطلاعات الرأي تهاوي شعبية أوباما إلى 53 في المائة، ولم يمض على دخوله البيت الأبيض عام بعد، لتسجل أسوأ شعبية لرئيس أمريكي منذ خمسين عاما، بعد أن تبين للأمريكيين أن وعوده بتغيير صورة أمريكا في العالم إلى الأفضل قد ظلت حبرا على ورق. فإذا كانت صورة الولاياتالمتحدة في عهد بوش هي صورة المنحاز المجاهر بالعداء للعرب والمسلمين، والنصير الأول لعدوهم الأول إسرائيل ، فإن إدارة الرئيس أوباما أضافت إلى كل ذلك صورة العاجز عن التأثير ولو بنسبة محدودة في مواقف تل أبيب، وعن اعتماد استراتيجية مختلفة تخرج أمريكا من المستنقعين العراقي والأفغاني بأقل الخسائر والأضرار للأطراف المعنية كافة. مع ذلك، ما زال متاحا أمام الرئيس أوباما قلب المعطيات الحالية، والعمل على تجسيم الوعود التي قدمها لناخبيه وللعالم، والتي كانت وراء قرار لجنة نوبل منحه الجائزة الدولية، حتى يكون قد استحقها بالفعل، ولم"يسطو"عليها كما قد يقال.