بينما كانت مختلف القوى السياسية العراقية تحاول طيلة الاسابيع الماضية تجاوز الخلافات والاعتراضات على مشروع تنقيح القانون الانتخابي كانت شوارع بغداد تشهد بين الفينة والاخرى تفجيرات أصبحت محل تساؤل بخصوص أهدافها ومن يقف وراءها.. أول أمس وفيما كان العراقيون ينتظرون تحديد موعد تنظيم الانتخابات التشريعية كانت الانفجارات تدوي وسط العاصمة العراقية مما أسفر عن مقتل 127 شخصا وإصابة المئات بجروح. ولا يخفى أن هاجس حكومة المالكي أصبح يتمحور في إنجاح العملية الانتخابية رغم ما يحيط بها من مخاطر سواء كانت ذات صبغة سياسية أو طائفية خصوصا أن مناقشات مكثفة رافقت تنقيح القانون الانتخابي إلى جانب مطالب من قبل الاكراد واحترازات من جانب ممثلي السنيين ولعل المالكي يريد كسب هذا الرهان تفاديا لاية أزمة سياسية أو دستورية قد تندلع في حالة فشل العملية الانتخابية مما يعني تأجيلا لانسحاب القوات الامريكية المقررة في أوت 2010. لذلك فإن الوضع في العراق يبقى هشا مما يعني أن تعدد عمليات التفجير قد تولد انطباعا لدى جانب كبير من العراقيين بأن حكومة المالكي فشلت على الصعيد الامني وهو ما من شأنه إفقاد شعبية حزبه في سياق الموعد الانتخابي. ومهما كانت مبررات الذين يقفون وراء التفجيرات الارهابية فإنه ليس من مصلحة العراق وشعبه بمختلف فئاته وطوائفه توتير الاوضاع لان البلاد في أمس الحاجة إلى استعادة الامن والاستقرار لتركيز وفاق سياسي صلب يتجاوز المصالح الطائفية الضيقة.