بعد انتهاء عرض «زنديق» اجتمعنا في جلسة دردشة مع مخرج العمل ميشيل خليفي الذي بيّن بعض الأمور المتعلقة بالعمل وكان الحديث يدور حول صعوبة الفيلم ورمزيته فقال في هذا السياق: «العمل السينمائي بشكل عام ليس بالأمر السهل وإذا كنا سنقدّم للمتفرّج كل شيء بوضوح وسلاسة فإننا لن نترك له المجال ليفكّر ويستشعر ما المقصود من هذا المشهد أو ما هي دلالة تلك اللقطة». من بين القضايا التي يطرحها الفيلم قضية المياه وقد عبّر عنها المخرج في أكثر من مشهد وبطريقة مختلفة... البئر الجافة وتلمّس وتذوّق قطرات الندى الصباحية العالقة على الجدران والسيارات وهو مشهد تكرر مرتين أو ثلاث على الأقل في هذا العمل. يعلّق خليفي على ذلك بالقول:» كل معارك الأرض سببها الماء... إذن الآن لم يعد هناك ماء... انتهت الأسطورة... أنا تعمدت الإشارة إلى ذلك حتى تصل رسالتي التي أريد». المخرج... الكاميرا... الناصرة... كلها دلائل تحيل إلى روح ميشيل خليفي وإلى تجربته وإلى حياته، فهل هي فعلا كذلك؟ لا يعتبر خليفي الفيلم مسألة ذاتية ولا يربطها بتجربة شخصية وإنما هي في رأيه وضع عام استوجب التطرق إليه، فكانت هذه الصياغة . بكري العصبي كان المخرج محمد بكري الذي يلعب دور البطولة في زنديق متوترا بشكل كبير حتى أنه بدا عصبيا وهو يرد على تدخل إحدى الحاضرات التي لامته على أحد المشاهد التي يسأل فيها أمه عن سبب إصرارها على البقاء وعدم الرحيل من المنزل بالقول «وإنتو ليش ما رحلتو عيب؟» فأجابها بشيء من الحدّة: «هذا ردي على مزايدات الذين يعتبرون بقائي في فلسطين تهمة».