فتاة جميلة... واسعة الإطّلاع... حاضرة البديهة... لَسِنة تحادثك فتقنعك وتكشف لك عن رصيد كبير من الثقافة والاهتمام متابعة لكل شأن، صاحبة مواقف... جريئة جاءت إلى عالم الأضواء لتقول «أنا هنا بكلّ جزئيّات حياتي». كوثر بودراجة أو «كاوُوا» كما يحلو لأصدقائها أن ينادوها هي ليست من هذا المكان أو ذاك تكره الأماكن... مزاجيّة ومعتزّة بذلك، انتقلت هنا وهناك وحطّت في «نسمة» لتكون واحدة من ناسها ومعها كانت لنا هذه الجولة. لباسي العاري يندرج في إطار تقديم صورة جميلة للجمهور كنت أتألّم كلّما أرى والدي يضرب أمي كل ما ارتديه في «البلاتوه» ليس على ملكي هجرت العائلة في سن ال17 ومررت بظروف صعبة جدّا * هل من فكرة عن مسيرتك الفنيّة التي أوصلتك إلى الشاشة؟ - في البداية كنت عارضة أزياء في المغرب، هذا إضافة إلى حضوري في غلاف المجلات الفنيّة من خلال صورتي، ثمّ جاءت المشاركة في «ستار أكاديمي المغرب» وبعدها حضور في «دار فاميليا». * ألم تفكّري في خوض تجربة الغناء خاصة وأن الفتيات في سنّك تحلمن بالشهرة والانتشار عبر أصواتهنّ؟ - الغناء لم يجلبني كثيرا، وعلى فكرة كان لي مشروع أغنية لم يتحقّق مع نبيل الخالدي وقد سبق له أن تعامل مع باسكال مشعلاني وهو الذي له الفضل في انتشار فضيل. * نأتي إلى «ناس نسمة» وحضورك مع المجموعة؟ - هي تجربة جميلة جدّا أهتمّ فيها بالموضة، خاصة أنني مهتمّة بلباس الفنّانات وقد تعاملت في هذا السباق مع رازان المغربي. * سعادتك الدائمة التي تظهر على ملامحك إلى أي حدّ تعكس حقيقة شخصّيتك؟ - هذا جانب من شخصيّتي ولكن لي جوانب أخرى مخفية. * هل يمكن أن نقتحمها هذا بالطبع بعد الاستئذان منك؟ - عمري الآن 24 سنة وقد مررت طوال حياتي بالعديد من المشاكل، لقد غادرت عائلتي وعمري 17 سنة وعوّلت على ذاتي ومررت بظروف صعبة جدا ووصل حد عدم توفير معلوم الكراء ووالديّ طلّقا منذ ثلاث سنوات وكنت أرى أمّي تضرب وتهان من طرف أبي، أمّي -توجعت برشة- وأحسست بألمها. * ولكن من يراك الآن يتصوّر أنك من عائلة بورجوازيّة؟ - هذا غير صحيح أنا من عائلة بسيطة جدّا. * ألم تفكّري في استثمار كل ذلك في عمل تلفزي؟ - أحلم بتقديم حصّة ذات توجّه اجتماعي، أتحدّث فيها عن كل هذه المواضيع، وأقدّم وجهة نظر الشباب لأنني أحسّ بكلّ المتناقضات التي يعيشها. * من يراك في «ناس نسمة» لا يتصوّر كلّ هذه الأفكار داخل ذلك الرأس الصغير؟ - أنا لست خاوية أو فارغة، لي مواقف وأحمل رصيدا وتوجّها مخصوصا، الناس يحكمون على الظواهر ويتوقّفون عند القشور الزائلة وينسون العمق، أنا صاحبة إحساس وعمق في الطّرح ويقلقني أن ينظر إليّ باعتباري جسدا فقط. * ولكنّك جميلة ومثيرة بلباسك ومساحيقك؟ - هذا اللباس هو خاص ب«بالبلاتو» فقط وأريد أن أكشف لجمهور «ناس نسمة» كل تلك الفساتين ليست ملكي وأرى أن المنشط -خاصة - يجب أن يتمتّع بقدر كبير من الانضباط، عليه أن يقدّم صورة جميلة إلى الجمهور. * إذن أنت تتصنّعين؟ - لا، ولكنّني محترفة -وقلّة حياء- أن أبرز للناس صورتي الأخرى في المباشر، عندما تبدأ الحصّة أنسى كل مشاكلي ولا يهمّني إلا الجمهور. * هل ترين أن المنشّط ممثّل بارع؟ - في «ناس نسمة» أقوم بدور معيّن ويجب أن ألتزم به وأحكي للناس عن عالم الأحلام، عالم الموضة، الناس يعيشون في الواقع العديد من المشاكل ويجب أن ننسيهم كل ذلك ونجعلهم يحيون في عوالم التّرف. * ألا تبحثين عن النجوميّة؟ - هذا المصطلح وهذا الطريق لا يهمّني، لو أردت ذلك لبقيت في عالم الاستعراض وحضور صوري في مجلات الجمال الكبرى، لا يهمّني أن يكون لي سائق خاص وسيارة آخر طراز ولباس من أرقى المحلات المهمّ أن أقدم إلى الناس رسالة تبقى حتى بعد عشرين سنة ويتذكّرون كوثر. * ألم يحصل لك أن تنازلت عن أشياء من أجل الظهور؟ - يقلقني جدّا وأتضايق أن أنعت فقط بالفتاة الجميلة وصاحبة الجسد الجميل، أنا «مليانة من داخل» ولا أقوم بأي شيء «ماخذة في الخاطر». * تابعناك مؤخرا تتحدّثين عن السيدا بكثير من الحماس هل من تفسير لذلك؟ - أنا لا أتحدّث في هذه المواضيع -الحسّاسة والتي تهمّ الشباب- من فراغ لقد رأيت عديد الحالات وعرفت مواقف جعلتني أتكلّم انطلاقا من مشاهدات لذلك يهمّني أن تكون لي وجهة نظر في ذلك وهذا الأمر يثبت أن كوثر بودراجة ليست ابتسامة فقط وليست فساتين عارية فحسب بل هي إضافة إلى كل ذلك فكر وقّاد ووعي بأوجاع الناس. * ما الذي يجعلك تثورين يا كوثر؟ - أن يحكم عليّ الناس دون منطق، لقد سبق لي وأن عرضت لفائدة إحدى الدور المختصّة في اللباس الداخلي - وما كان حدّ يحلّ فمّو- ويتكلّم على أخلاقي أنا أفرض الاحترام -وأعطي قدرا لروحي-. * أسهل طريق لبلوغ الشهرة؟ - «مدّان الوجه» في مجلاّت الموضة أقصر طريق للنجوميّة الكاذبة. * ما الذي لا نعرفه عن كوثر؟ - في جانب كبير من الرجوليّة، أتحدّث -برجلة- أي لي كلمة وصاحبة مواقف تخيف بعض الرجال. * تقيمين منذ فترة في تونس ما الذي أثّر فيك؟ - تضحك وتقول -الهريسة- وتستطرد انبرهت بهامش الحريات عندكم، تتكلّمون بحريّة كبيرة، كما أنكم تعيشون في أمان، أحيانا أعود في الساعة الرابعة صباحا ولا أشعر بالخوف ولا أحد يقلقني. * وفي الجانب الثقافي؟ - هناك حركيّة كبيرة وخطوات شاسعة، لقد شاهدت مؤخرا شريط «الدوّاحة» كان جميلا جدا وأبرز العديد من الإشكاليات المسكوت عنها في بلدان أخرى. عندنا في المغرب الأمور النظرية موجودة ولكن نحتاج إلى التطبيق وهذا موجود عندكم. * استضافات عديدة في «ناس نسمة» ولكن ما بقي في ذهنك من كلّ من جاء إلى الأستوديو؟ - «بيّونة» اكتشفتها وأنا أعدّ «ناس نسمة» هي امرأة مجروحة، عاشت الكثير من الآلام ولكنها حملت رسالة لقد كانت كأم بالنسبة إليّ حين غنّت أجهشت بالبكاء. كما بقيت في ذهني صورة عفاف جنيفان وهي متشبّثة بثقافتها فخورة أنها -بنت لافيات- وبقيت تحكي تونسي فيها جانب «رجلة». * التنشيط هل هو أقصى أحلامك؟ - لا، لا هو مرحلة أصل من خلالها إلى أخرى وحلمي أن أصبح ممثلة وأنا أتابع حاليا دروسا في المسرح. * كيف وجدت العمل في «ناس نسمة»؟ - نحن فريق متكامل لا وجود للتزاحم بيننا، لكل واحد دوره وكل واحد -يخدم على روحو» سوسن أخت لم تكن لي، فوّاز صديق قديم ومها تمثّل الأم أنا أصغر الفريق لذلك فأنا -مدلّلة- نحن نقضي -يوميا- مع بعضنا قرابة ثماني ساعات هذا إضافة إلى عشر ساعات في نهاية الأسبوع. * كيف تنظرين إلى التلفزات المغاربية؟ - لنا عقدة اللغة ولعلّ هذا العائق الأكبر. * ألم تجرّبي العمل التلفزي قبل نسمة؟ - منعت من التلفزة المغربية لأنّني صريحة وأعطوني تنشيط حصّة مسابقات غنائية فرفضت وانسحبت، أنا أريد تلفزة تشبهنا ولكنها جميلة بعضهم قال بودراجة مزاجيّة وهذا يقلق. * ألم تفكّري في «روتانا» وهي الأشهر؟ - «روتانا» لا تهمّني في شيء هي لا تقدم لا هويّتنا ولا صورتنا. * ماذا تقولين لجمهورك؟ - لا أريد أن يتذكّر الناس لباسي العاري، هو لباس سهرة والأمر يقف عند هذا الحدّ. * ماذا تتمنّين؟ - أن أصعد مدارج «كان» وأتحصّل على جائزة في هذا المهرجان العريق ولكن بشريط لا فيه -لا عراء ولا فرا- فيلم فيه رسالة يجعل الناس يتذكّرون كوثر بودراجة بعد عشرين أو ثلاثين سنة.