المعروف ان كل الحلاقين في كافة انحاء البلاد او في اغلبها على الاقل لا يعملون يوم الاثنين الا في مدينة قليبية ففي هذه المدينة يعمل الحلاقون يوم الاثنين ويرتاحون يوم الاربعاء هذا الخروج عن الصف له حكاية يرويها كبار المدينة فيما يذكر اشخاص اخرون اسبابا اخرى يرون انها اقرب الى المنطق وفي كلا الحالتين فان الظاهرة تستحق ان نحاول فهمها وسوف نروي لكم القصتين ونترك لكم حرية التعليق. * اتهم الرسول بالكذب فمات تقول رواية القدامى ان شخصا ذهب الى حلاق يوم اربعاء خلال احدى سنوات الاسلام الاولى، ولم يكن ذلك الشخص مسلما وانما على ديانة اخرى وبعد ان اتم الحلاق عمله ضحك الحريف وتهكم على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقال للحلاق: «ان رسولكم غير صادق.. فقد قال ان كل شخص يذهب الى الحلاق 40 مرة يوم الاربعاء لابد ان يموت مقتولا.. وها انني اليوم اكمل المرة الاربعين ومع ذلك لم امت مقتولا..» كتم الحلاق غيظه وتظاهر باللامبالاة ثم نظر الى رقبة الحريف وقال له: «يبدو انني لم اعد ارى جيدا.. فهناك بضع شعرات على رقبتك لم اسوها لك فهلا جلست من جديد لاتمم عملي؟».. اطمأن الحريف ثم جلس من جديد.. عندئذ تناول الحلاق موسى الحلاقة وهوى على رقبة الحريف فنحره ثم صاح قائلا: «صدق رسول الله ايها الكافر الكاذب.. صدق رسول الله ايها الكافر الكاذب..»! ومن هذا المنطلق صار حلاقو قليبية لا يعملون يوم الاربعاء لانهم، حسب الرواية، لو عملوا فان مئات الاشخاص سيحلقون رؤوسهم او لحيهم 40 اربعاء ولابد ان يموتوا مقتولين..! * هل للسوق الاسبوعية علاقة بالموضوع؟ اما الشق الاخر فيرى ان للحكاية وجها اآخر يتعلق بالاقتصاد اساسا، فمدينة قليبية معروفة بسوقها الاسبوعية التي تنتصب يوم الاثنين من كل اسبوع، هذه السوق تحرك دواليب الاقتصاد سواء في المدينة أو في كافة القرى والارياف المجاورة لها ومن بين المستفيدين من الدورة الاقتصادية الحلاقون الذين يعملون ويربحون يوم الاثنين ما لا يربحونه اسبوعا كاملا خاصة ان الكثير من الارياف وحتى القرى لم يكن فيها حلاقون مع مطلع القرن الماضي وحتى خلال الخمسينات لذلك كان المتسوقون يغتنمون فرصة ذهابهم الى سوق قليبية يوم الاثنين كي يربحوا «حجامة» الى جانب ما اقتنوه من السوق وبناء على ذلك قد يكون الحلاقون الاوائل اتفقوا على ان يكون يوم الاربعاء بديلا لراحة يوم الاثنين فكان الامر كذلك. ج م ملاحظة: الاكيد ان لكل جهة من جهات تونس حكاية طريفة أو غريبة، لذلك نطلب من كافة مراسلينا وكافة القراء ان يكتبوا لنا عن هذه الحالات واذا امكن تدعيمها بالصور، وسوف نتولى نشر هذه القصص تباعا في هذا الركن بالذات.. فالى اقلامكم اذن