فوجىء بعض الاولياء بالحاح من ابنائهم كي يعطوهم «حق» الدروس الخصوصية واعلموهم ان الكثير من زملائهم استجابوا لطلب المعلم الفلاني وانطلقوا بعد في تلقي دروس خصوصية اغلبهم ليس في حاجة لها هذا ظاهر الاشياء لكن باطنها يقول ان بعض المعلمين يضغطون بكل الوسائل على تلاميذهم كي يتلقوا دروسا خصوصية في الصيف بدعوى الاعداد للموسم الدراسي مبكرا هنا لن اتحدث عن القانون الضعيف الذي يمنع اي معلم من اعطاء دروس خصوصية لتلاميذه وانما اتحدث عن الموقف الحرج الذي يجد الولي فيه نفسه فمن جهة هو لا يقدر على دفع مصاريف اضافية وغير مبرمجة ومن جهة اخرى هو يخشى اذا رفض ان يكون ابنه عرضة «للانتقام» بعد استئناف الدروس العادية لان اغلب زملائه انطلقوا في تلقي الدروس والاكيد ان «سيدي» لن يفوتها له بالساهل.. هذه المعضلة الازلية اما آن لها ان تنتهي؟! أليس على وزارة التربية ان تحدد موقفها من المسألة وبكل وضوح؟! ان امام الوزارة احد امرين لا ثالث لهما فاما ان تطبق القانون الذي سنته بنفسها بكل حزم واما ان تلغي هذا القانون وتعترف بان قانون المعلم اقوى من قانونها اما ان تترك الحالة على ماهي عليه فذلك امر محير فعلا. «أصداء» بايتة في حنبعل منذ بضعة ايام تابعت برنامج «اصداء الصحف» على قناة حنبعل فقالت المذيعة ان الصحيفة الفلانية تناولت الموضوع الفلاني وقالت فيه كذا وكذا.. وشاءت الصدفة ان تكون الصحيفة المذكورة بين يدي انذاك فتصفحتها واعدت تصفحها اربع او خمس مرات فلم اجد اثرا للمقال المذكور وعندما سألت زملاء يعملون في تلك الجريدة اخبروني بان الامر يتعلق بمقال صدر قبل يوم من البرنامج المذكور..!! الان دعونا نتساءل: ماهي الفائدة التي سيجنيها المشاهد، والجريدة ايضا، من الاعلان عن مقال صدر قبل يوم خاصة ان الصحيفة المذكورة يومية؟! ثم ما فائدة البرنامج اصلا اذا لم يكن صباحيا؟! فالاعلان عن مقالات صدرت في الصحف على الساعة السابعة مساء لا جدوى من ورائه طالما لا تتم قراءة كامل المقال لان المتفرج لا يمكن له مغادرة منزله ليشتري جريدة في السابعة مساء. عاطلون في «اختصاصات مطلوبة»؟! تعددت شعب الدراسة في التعليم العالي بما يستجيب مبدئيا، مع سوق الشغل التي صارت من سنة الى اخرى تحتاج الى تقنيين في الاقتصاد والصحة والتجارة والسياحة والفلاحة وغيرها.. ومع كل دورة للباكالوريا تخلق اكثر من شعبة جديدة يقول عنها المسؤولون في سلطة الاشراف انها اختصاص مطلوب جدا وان خريجيها لن يجدوا صعوبة في ايجاد العمل لكن الواقع يعطينا حقائق اخرى بعضها بعيد كل البعد عن النظريات فمنذ سنوات حدثني طلبة تخرجوا في اختصاص «مساعدين قضائيين» ظلوا عاطلين عن العمل بنسبة تفوق 90% منهم وقالوا ان وزارة العدل تلجأ الى الانتدابات الخارجية عن طريق المناظرات لسد حاجياتها والحال ان هؤلاء الطلبة لهم الاولية المطلقة في الانتداب حسب ما قيل لهم اثناء سنوات الدراسة.. ومنذ بضعة ايام اعلمني صديق بان ابنته تخرجت منذ اربع سنوات وحصلت على شهادة تقني سام في التغذية لكنها فشلت في ايجاد عمل رغم ان اغلب زملائها انتدبوا في اماكن مختلفة ورغم انها اختارت هذه الشعبة بناء على «نصائح» قدمت لها فقيل لها انها ستختطف بعد عشر ثوان فقط من تخرجها وهاهي اليوم «بطالة» منذ اربع سنوات والسبب هذه «الشعبة المطلوبة جدا جدا»! لغز ال 1198؟! 1198 هو رقم مصلحة الحرفاء في اتصالات تونس لكن بقدر التحسينات والاجتهادات التي تقوم بها الشركة من اجل ارضاء مشتركيها وتقديم افضل الخدمات لهم فان رقم مصلحة الحرفاء بقي لغزا محيرا حقا، فعندما نتصل به نجد انه في احدى الحالتين الاولى «الريزو مشغول» والثانية انك تبقى تسمع الى عبارات الترحيب والثناء والمديح ثلاث دقائق بالضبط ثم يجيبك صوت نسائي قائلا: «نظرا للاكتظاظ.. الرجاء اعادة الاتصال في وقت لاحق..» علما بان ما يحير فعلا هو ان «الاكتظاظ» دائم ونادرا جدا ما تحصل على مرادك فهل من توضيح با اتصالات تونس؟