تونس الصباح: »أفكر جديًا في الهجرة والاستقرار بمصر«... هذا ما صرح به محمّد الجبالي في الحوار الذي جمعه ب»الصباح«.. حوار مثّل فرصة للحديث عن واقع الأغنية التونسية وكيف ساهمت بعض وسائل الإعلام في تهميشها. كما وصف الجبالي مشاركته الأخيرة بدار »الأوبرا« بمصر بالناجحة، إذ سجل حضوره للمرة السادسة ودعم مكانته في مصر، البلد الذي لم يحضنه كما كان يتمنى... كيف وجدت تفاعل الناس والمسؤولين في مجال الثقافة والإعلام في مصر مع مشاركتك بحفل دار الأوبرا الأخير؟ كان التفاعل كبيرًا.. إذ تلقيت دعوة من الدكتورة رتيبة الحفني لحضور مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية بدار »الأوبرا« وأسعدتني الدعوة التي خولت لي الغناء بهذا المهرجان للمرة السادسة منذ سنة 1997 تاريخ أول مشاركة لي.. كما غنيت في الأسكندرية أيضًا أثناء إقامتي هناك في شهر نوفمبر المنقضي... غناء الطرب والغناء لعمالقة الطرب من مصر ضروري للصعود على ركح »دار الأوبرا«؟ هو توجّه المهرجان ولا يمكننا إنكار هذه الحقيقة. ليست كل الأسماء مرحّب بها هناك، بل تلك التي تتقن أداء الأغاني الطربية والتي تحرص على توجهات فنية معيّنة... في هذه الدورة غنى محمّد الحلو وعلي الحجاز وأسماء ماهر وهشام سليم... ما هي الإضافة التي قد يحققها مثل هذا الصنف من المشاركات للفنان التونسي؟ الإطار العام للمهرجان هو إطار طربي بالأساس. وفي هذه النقطة بالذات إضافة هامة للفنان المشارك. بالنسبة إلى الفنان التونسي الباحث عن آفاق عربية، فهي فرصة لمزيد التعريف به لوسائل الإعلام المصرية. شخصيًا، وخلال إقامتي بمصر، شاركت في ما يزيد عن 6 برامج تلفزية على القنوات العربية.. كما أجريت حوارات مختلفة لصحف محلية. هل فكرت في ترويج أغنياتك التونسية؟ في ألبوم »باهي« الأخير، أنتجت 9 أغنيات تونسية حاولت ترويجها في بعض الإذاعات المصرية الخاصة. استعنت بملحق صحفي لتأمين هذه الخطوة.. وقد اتصل بي بعد 3 أسابيع من تاريخ تكليفي له بالمهمة ليخبرني أن إحدى الإذاعات المصرية الخاصة ستعقد لجنة استشارية تستمع فيها للأعاني التسع لتختار واحدة منها لإذاعتها في برامجها. هل أن ترويج الأغاني التونسية في مصر فعل صعب التحقق إن لم نجزم باستحالته؟ فعلاً.. وعلى عكس ما يحدث في إذاعاتنا عمومًا وفي البعض منها بشكل خاص، الألبومات العربية والأجنبية الوافدة علينا تنال كل الدعم دون لجان ولا استشارات ولا هم يحزنون.. (يضحك). بالمقابل هل تجد إنتاجاتك الجديدة حظها في إذاعاتنا المحلية؟ بشكل متفاوت نعم.. ولكن بعضها تركز على أغنية واحدة هي »يا حنيّن« وتهمل ألبوم »باهي« وبه أكثر من نغم جميل... لو تحدثنا بصراحة، لقلنا إن الفنان التونسي المجتهد غير مرحّب به كما ينبغي في جل إذاعاتنا المحلية، وأغانيه تذاع بعد أغاني اللبناني والمصري والخليجي.. والأجنبي عمومًا.. أتساءل أحيانًا عن سبب تراجع الإدارة في بعض إذاعاتنا المحلية عن دورها الوطني في الدفاع عن وجود الأغنية التونسية... بعد مسيرة فنية تجاوزت 20 سنة، هل مازلت تبحث عن الشهرة؟ خلال هذه المسيرة أحييت 3 حفلات بمهرجان قرطاج العريق وأعتبر ذلك تتويجًا هامًا لمحمّد الجبالي.. يبقى على الفنان أن يدعّم نجاحه وأن يكون حريصًا على الدفاع عن حضوره لدى الناس... طموحي المحلي يقف عند هذا الحد. إذ لا يمكنني، بالمعطيات المتوفرة، أن أحقق أكثر من ذلك... ليست لديك »نجومية مطلقة« لأنك لم تطل على تونس من بوابة مصر أو لبنان مثلاً.. هل يمكن الإقرار بهذا؟ صحيح.. هناك جانب كبير من الصحة. ليس الجمهور وحده من يطبق هذه المسألة، بل المسؤول والإعلامي أيضًا. للأسف، بعض المسؤولين وبعض الإعلاميين »يهللون للبرّاني« أو للفنان التونسي القادم من لبنان أو مصر أو حتى من الموزمبيق! شخصيًا، عشت هذه الحقيقة مرات ومرات، لذلك أفكر جديًا في الاستقرار بمصر في فترة الشتاء.. هناك سأبحث عن آفاق أرحب للحلم. ألا تفكر في أغنية ثنائية مع نجم عربي؟ »علاش لا؟«.. ولكن أبحث عن الدعم الإعلامي الضروري لإنتاج مثل هذه الأعمال... »يزّيني«، بإيقاعها المغاربي لفتت الانتباه على قناة »مزيكا«، ولكن وقع إقصاؤها بعد شهر واحد من البث... للأسف لا يوجد دعم للأغنية التونسية في القنوات العربية... لماذا تجد الأغنية الخليجية في المقابل حظها على الفضائيات العربية؟ هناك إيمان سياسي بضرورة أن تنتشر الأغنية الخليجية خارج حدودها الجغرافية... تلاحظين الدعم الإعلامي الكبير لهذه الأغنية، لأن هناك إصرارًا كبيرًا على ضرورة انتشارها... ما هو تخطيطك لسنة 2010؟ قلت لك إني سأسافر إلى مصر وسأقدم من هناك تجارب فنية جديدة، وسأواصل الاشتغال على الأغنية التونسية والنمط المغاربي في التلحين.