حريص على تلميع صورة النجم...ولا مجال للتسيير بعقلية الهواية والارتجال هامبارغ هو الرجل المناسب لأن اللاعب التونسي يحتاج إلى مدرب مختص في التكوين تونس الصباح شكّل حامد كمون، الرئيس الجديد للنجم الساحلي، هيئة ضمّت عديد الوجوه الرياضية والكفاءات في عديد المجالات كما أحدث في صلبها لجانا وهياكل جديدة توحي بإدارة عصرية متطورة ومواكبة للتغيرات الرياضية والاقتصادية على المستويين الوطني والعالمي ومن هذه الخطط المحدثة لجنة العلاقات الخارجية والاتصال والاستشهار والتي أوكلت مهمة وضع أسسها والاشراف عليها لاحد نواب رئيس النجم، وهو السيد البشير بن علي الذي تحدّث ل«الصباح« عن ملامح اللجنة التي يشرف عليها وعن تصوراته لواقع النجم ومستقبله في ظل المستجدات الاخيرة. ما نعلمه أنك رفضت أكثر من مرة اقتحام ميدان التسيير وها أننا نجدك الان في الهيئة المديرة للنجم، فما الذي شجعك على قبول المهمة؟ - لم يكن أحد من أنصار النجم راضيا عن الحال التي وصل إليها النادي عموما وفريق كرة القدم بالتحديد. حال اهتزت بسببها صورة النجم بدرجة غير مسبوقة ولم يعد ممكنا الاكتفاء بدور المتفرج ولما حصل التغيير وتسلمت المجموعة التي يترأسها حامد كمون المشعل، طلب مني الانضمام إليها فلبيت الطلب. وإضافة لتلبية نداء الواجب، ما شجعني أكثر معرفتي الجيدة بحامد كمون. أنه رجل ممتاز وقادر على النجاح وأقنعني بأفكاره التي قدم بها إلى النجم. لكن تردد في السابق أيضا أنك مرشح لرئاسة النجم؟ - أنا دائم التواجد في تونس العاصمة ومن الصعب جدا أن تنجح كرئيس ناد وأنت لست على عين المكان ولدينا أكثر من مثال على ذلك في كرة القدم التونسية ومنهم معز إدريس نفسه. أنا تام الاقتناع بأن التسيير الرياضي عموما، فما بالك برئاسة ناد بحجم النجم، هو مسؤولية وتضحية ومجهود يومي وليس ظهورا شكليا وهو ليس بالامر الهيّن حتى عندما تكون على عين المكان وأظن أن من العوامل التي صعّبت مهمة معز ادريس هي تواجده المستمر خارج سوسة. أما الامر الثاني والذي لا يقل أهمية فيتمثل، حسب رأيي، في أن رئيس ناد رياضي يجب أن يتوفر له الوقت والاستعداد ويحصل حوله الاجماع ولا يجب اختياره لاعتبارات أخرى. الحقيبة المسندة لك في هيئة النجم تكتسي أهمية بالغة، فماذا يمكن لاحباء النجم أن ينتظروا منك؟ - حصلت لدينا قناعة بأن حجم النجم الساحلي جماهيريا ورياضيا وماديا تعاظم بدرجة كبيرة وسريعة في السنوات الاخيرة وتسييره بعقلية الهواية والارتجال لا فقط حد من نجاحه وتطوره بل وتسبب في تراجعه وتدهور صورته. هكذا انطلقت فكرة إحداث لجنة في النجم تعنى بالعلاقات الخارجية والاتصال والاستشهار وتحادثنا حولها طويلا ضمن الهيئة الجديدة أما خطوطها العريضة فتنقسم إلى أربعة أجزاء: 1- بعث »نادي أحباء النجم« (club des Etoilés) وهو الحلقة التي كانت مفقودة بين النجم كناد وإدارة وفرق وبين أنصاره في كل مكان في تونس وخارجها. 2- تطوير صورة النجم وإحياء علاقاته الممتازة مع كل الاندية التونسية فرقا ومسؤولين وجماهيرا. 3- إحداث تصور جديد وتطوير لعلاقتنا بوسائل الاعلام وسنبدأ بطي صفحة الماضي مع كل من أساء للنجم أو أخطأ في حقه. ولاننا نحترم عمل الصحفيين ومجهوداتهم، سنتقبل برحابة صدر نقدهم وملاحظاتهم طالما أنهم يعاملون كل الاندية على قدم المساواة. 4- سنقوم بمراجعة شاملة لسياسة الاستشهار في النجم حتى تستجيب لطموحاتنا ولحجم النادي وستكون الاولوية لامضاء عقود جديدة ومدروسة وفي مرحلة قادمة إنشاء مركب تجاري متكامل والغاية واضحة وهي إيجاد مداخيل قارة للنادي. بما أنك تحدثت عن المداخيل، واعتبارا لاهمية تلك المتأتية من حضور الجماهير في المباريات، أين وصل مشروع توسعة طاقة استيعاب أولمبي سوسة؟ - هي فرصة لاذكّر بدعم الرئيس بن علي المتواصل للنجم الساحلي فالعناية الرئاسية ساهمت بدرجة كبيرة في بعث مركز تكوين الشبان الذي تفخر به كل تونس وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الماضية، أعلن سيادة الرئيس عن تخصيص 11 مليارا لتوسيع طاقة استيعاب ملعب سوسة لتبلغ 40 ألف مقعد وستنطلق الاشغال في أوائل السنة الجديدة وبالمناسبة نشكر رئيس الدولة على هذا الدعم الذي يتزامن مع تبني العالم لمبادرته بإعلان 2010 سنة دولية للشباب. ما هي الخطوط العريضة للجنة التي سترأسها ومن سيعاضدك فيها؟ - سنعمل ضمن مجموعة متكاملة ومتجانسة من العاصمة ومن سوسة وستضم اللجنة كفاءات من اختصاصات مختلفة: الاتصال، الاعلام، التسويق، العلاقات مع الاندية ومع الهياكل الرياضية...وستنطلق في عملها الاسبوع الاول من جانفي المقبل. هل ترى أن ما أقدم عليه النجم بتعويض معز ادريس بحامد كمون في منتصف الموسم إجراء صائب؟ هذا التغيير لم يكن اعتباطيا أو من وحي اللحظة بل وقع باتفاق وتشاور بين كل الاطراف الفاعلة والمهتمة بمسيرة النجم وخصوصا هيئة الحكماء وكان أساس هذا التغيير التواصل بين كل المراحل والاشخاص والمهم أنه تم في كنف الهدوء والوضوح وقد ساهم فيه ادريس نفسه بل وكان سباقا في الدعوة له من منطلق إعطاء الفرصة لغيره. الاختيار وقع على حامد كمون لانه رجل وفاق وعلاقاته ممتازة مع كل الاطراف في النجم وخارجه. كيف تقيّم حاضر النجم؟ حاضر النجم ممتاز ففروع اليد والسلة والطائرة تحقق نتائج مرضية وتقوم بعمل قاعدي ممتاز لذلك لم تغير الهيئة الجديدة المشرفين عليها وفي كرة القدم، فروع الشبان متألقة وفريق الاكابر ليس في وضعية كارثية ونرجو أن تتحسن نتائجه مستقبلا. وماذا عن المستقبل؟ لا بد من تظافر الجهود خصوصا وأن جميعنا أبدى استعدادا لنسيان الماضي ووضع اليد في اليد وسنحدث هيئة دعم موسعة ستضم عثمان جنيح ومعز ادريس. فليس معقولا اليوم ألا تكون للنجم »مرجعية« (في شكل هيئة حكماء) لذلك لا بد من إحداثها حتى تلعب دورها الاستراتيجي في التخطيط لمستقبل النجم ووضع التصورات الكبرى لتطويره والنهوض به. وبوجود هذه المرجعية، يصبح رئيس النادي حلقة الوصل بين السلطة التشريعية (هيئة الحكماء) والسلطة التنفيذية المتمثلة في الهيئة المديرة. هل أن المدرب الجديد للنجم، الهولندي بيت هامبارغ، هو الرجل المناسب للفريق في هذه المرحلة؟ - كل ما قيل عن هذا المدرب لا يستند لاساس منطقي فالهولندي هامبارغ اختاره فنيون أكفاء من أبناء النجم. نحن في النجم نحترم رأي الشارع الرياضي لكننا لسنا مطالبين بالانصياع له ورأيي أن فريق الاكابر يتكون من مجموعة شابة من اللاعبين (معدل أعمارهم 22 سنة) وسيستفيدون كثيرا من مدرب مختص في التكوين والتأطير وهو ما كان ينقص النجم في المواسم الماضية. ولا ننسى أن كرة القدم الهولندية مدرسة عريقة أثبتت جدواها وقوتها في كل مكان وانظروا إلى أجاكس أمستردام وبرشلونة التي مر بها أكثر من فني هولندي. كما أوضح بالمناسبة أنه لا أحد في اللجنة الفنية للنجم انتقد اختيارنا لهامبارغ ولا أفهم لماذا نحكم عليه قبل أن يشرع في عمله إضافة إلى أن النجاح والفشل واردان دوما في الرياضة. والاهم من كل هذه الاعتبارات الفنية هو ترك المسؤولين يقومون بعملهم لانهم عارفون بمصلحة الفريق.