يُسدل الستار اليوم على الفصل الأول من تحضيرات المنتخب الوطني لكرة القدم وفي أعقابه عقد المدرب الوطني والفريق العامل معه ندوة صحفية سلّطت فيه الأضواء على جوانب من الاستعدادات التي مرت مع إشارة ولو خاطفة للمرحلة القادمة من التحضيرات التي ستحتضنها دولة الإمارات وهو اختيار أقرّه البنزرتي وتشبّث به... ولئن شدّت الفترة الأولى من التحضيرات اهتمام الشارع الرياضي رغم التعتيم الإعلامي الذي رافقها وهو تعتيم مقصود أقرّته بعض الأطراف التي لم تستوعب الدرس بعد ومازالت تسير في الاتجاه المعاكس لمنطق الأشياء والأحداث ويحاول شد قطار الإعلام الرياضي إلى الوراء سرّا وتطالبه بالسير إلى الأمام علنا... في ازدواجية من الحوار يغلب عليها طابع السذاجة والبلاهة. ولا يختلف عاقلان في القول بأن الفترة المقبلة والتي مازالت تفصلنا عن موعد انطلاق كأس إفريقيا بأنغولا سيكون الاهتمام فيها أشد وأكثر تركيزا على تحرّكات المنتخب وأخباره مما يستدعي مراجعة بعض الاختيارات على مستوى التواصل والإعلام مع تقديري واعترافي بالعمل الذي يقوم به الزميل والصديق العزيز المنذر الشواشي... وانطلاقا من التراكمات والمعطيات المتوفّرة وتزامنا مع المشاركة المنتظرة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية وقد يصح وأظنه صحيحا أن الكرة التونسية مقبلة على امتحان كبير فعلى عاتق هذا المنتخب تقع مسؤولية إعادة البسمة إلى الشفاه ومصالحة الجمهور واستعادة ثقته مع استعادة بريق ضاع توهجه بعد نكسة الموزمبيق مع السعي الجاد إلى كتابة صفحة جديدة في السجل الكروي التونسي ولربما إضاءة شمعة في طريق أعضاء المكتب الجامعي الحالي للخروج على وقع انتصارات، فمرحلة ما بعد البطولة الإفريقية ستكون مرحلة غربلة سيتم خلالها إعادة توزيع الأوراق وتطعيم الجامعة بأسماء جديدة قادرة وفاعلة ولها قيمة وهذه حقيقة قادمة كأحكام القدر ولئن تأخرت بعض الشيء لأسباب ليس المجال هنا لشرحها وإعمال الرأي فيها وإذا أدعو بالنجاح والتوفيق للمدرب والمجموعة التي اختارها فإني أقول وأشدّد على القول بأن الانتصارات الكبرى ومصالحة الجماهير لا تتم بتشكيلة «ديبلوماسية» كما أنها لا تتم بكلمات الحماسة والبلاغة. فإعداد المنتخب والمشاركة في بطولة تضم كبار وعمالقة اللعبة في القارة السمراء ليست لعبة قمار ترتهن بالحظ وحده كما أن دخول التاريخ في مثل هذه المناسبات مع لعب الأدوار الأولى والمراهنة على اللقب لا تتم بمنطق وآفاق الأجواء الأسطورية مع نوع ما ساد بالفعل بعد مباراة الإياب ضد نيجيريا وقبل اللقاء الختامي مع الموزمبيق... لقد عاش الجمهور الرياضي لفترات طويلة على الوهم وقد جاء الوقت لكي ننزع من عيوننا غشاوته ولكي نطل على الأمور بمنظار الحقيقة. فمشاركتنا لا يجب أن تكون من أجل المشاركة فقط ولعب أدوار ثانوية اعتمادا على مبدأ الدفاع وعدم قبول الأهداف والخروج بأقل الأضرار حتى ولو كان على حساب عدم الترشح للدور الثاني فإذا كانت هذه هي الفلسفة المعتمدة وفق التشكيلة المعتمدة فإني أقول وبلا تردّد أن الرحلة ستكون من أولها إلى آخرها تجربة في الفراغ وسيجد أهل القرار أنفسهم مجبرين على سحب البساط من تحت أقدام المدرب رغم ما قام به لتأمين نفسه ممّا قد يحدث. وبحب العاشقين ودعاء الساجدين والعاكفين أتمنّى للمنتخب ومدربه النجاح والتوفيق آملا وراجيا أن لا نستيقظ على كابوس مزعج كذلك الذي عرفناه ذات مساء من شهر نوفمبر الماضي وللحديث عودة وبقيّة. رضا علي النجار للتعليق على هذا الموضوع: