تونس الصباح جاءنا الترشح مرتين، فرفضناه. كان الحظ الى جانبنا هذه المرة، فقلنا «لا». أخذنا الاسبقية في مناسبتين، وهو ما لم نفعله قط وما لم يكن في المتناول ضد منافس كالكامرون، فأهديناه التعادل مرتين وبطريقة غريبة. كنا ننتظر تغييرات بدت «بديهية» كادخال بن سعادة والمرابط والعكايشي واخراج جمعة، لكن فوزي البنزرتي رأى غير ذلك! هذا ملخص ما جرى لمنتخبنا يوم امس في ختام مباريات المجموعة الرابعة للدور الاول من كأس امم افريقيا التي ودعناها، مع منتخبات الغابون والموزمبيق وبوركينافاسو. سيناريو المباراة كان كما في الاحلام. عملية منسقة بدأها الميكاري من اليسار واختتمها السويسي من اليمين بتوزيعة نصف طائرة محكمة انقض عليها الشرميطي وافتتح النتيجة بتسديدة رأسية رائعة (الدقيقة الاولى). هدف اثار احاسيس وتكهنات متباينة: هل سنتمكن من الصمود اكثر من 90 دقيقة أم ان المنافس اقوى من يهزه هدف مبكر. ثم سدد الميكاري مخالفة مباشرة حوّلها الحارس كاميني بصعوبة الى الركنية (3د). ولم يبرز المنتخب الكامروني الا بعد قرابة نصف ساعة من اللعب لما صد المثلوثي بصعوبة ركنية محكمة التنفيذ (27د). وهي عملية اشرت على بداية تراجع التونسيين وتعدد أخطائهم، احيانا بدون موجب ومنها بالخصوص ازدواجية نفخة على مقربة من مناطقنا اعلن اثرها الحكم على مخالفة كادت تفاجئنا ثم لمس المثلوثي الكرة بيده خارج مناطق الجزاء مما كلفه انذارا ونفذت المخالفة بطريقة ذكية. وكانت نهاية الشوط الاول مشابهة لبدايته لكن الميكاري وضع الكرة خارج الشباك بعد ان راوغ وتسرب وفعل كل شيء (44د). تلك حدودنا! فرصة أخر الشوط الاول كانت توحي بحصول الاسوإ وهو ما حصل حيث توصل ساموال ايتو الى التعديل بعد ان احسن التصرف في تمريرة محكمة من اليمين مصدرها اشيل ويبو المعوض وامام جهتة محور الدفاع التونسي (46د). ولم يفقد المنتخب الامل وحاول العودة في المباراة وبعد ثلاث دقائق فقط من هدف ايتو، عكس الذوادي الهجوم من اليمين وانفرد بالحارس ومرر في العمق لكن لم يتابع العملية احد (49د). ثم كاد ايتو يضاعف النتيجة بتسديدة بالرأس لما كان طليقا في مناطق الجزاء (52د). وشاءت الاقدار ان نسجل هدفا ثانيًا انطلق من اقدام بن سعادة بتوزيعة في المحور (دون عنوان في الحقيقة!) غالط بها المدافع شدجو حارس مرماه بتسديدة رأسية (62د) وهو هدف نادرا ما يحصل في بطولة كهذه وفي غمرة فرحة كل التونسيين لمضاعفة النتيجة، تسببت بهتة اخرى في دفاعنا في قبول هدف التعادل بطريقة غير مقبولة بعد دقيقة فقط لما سدد نغيمو من خط منطقة الجزاء بينما اكتفى خمسة مدافعون بمتابعة الكرة (63د). ونزل مستوى المباراة بعد هذين الهدفين وطغى الحذر والمخالفات والارتباك على الفريقين وبدأ الكامرون يسعى للحفاظ على التعادل وربح الوقت وتاه لاعبونا وبدأ التعب ينال من القربي، رئة المنتخب، وتأخر البنزرتي في اقحام العكايشي رغم معرفته ببطء دفاع الكامرون وضعف محوره. وبعد ان كاد ويبو يثلث النتيجة للكامرون بتسديدة ذكية وموجهة نحو اعلى المرمى بعد عمل جميل من ايتو (80د)، انهار المنتخب خصوصا أن المنافس أصبح يرفض اللعب تماما وزاد الطين بلة تذبذب الحكم الايفواري وتوتر اللاعبين التونسيين وإقصاء الجمل بسبب الإنذار الثاني. والنتيجة، تعادل استحقه المنتخب بل وبحث عنه باختيارات فنية وبشرية غير مقنعة بالمرة.