رغم إصراره تأجيل الحديث في بعض المواضيع والمسائل الهامة، وفتح بعض الملفات الساخنة سواء عن الشبيبة أو البطولة إلى موعد لاحق فقد حاولنا أن «نفتك» من مدرب الشبيبة السيد مراد محجوب بعض الحقائق والأسرار حول حاضر ومستقبل فريقه بعد أن كسب الرهان مع الأخضر والأبيض هذا الموسم... كما تحدث متأسفا عن الوقع الخاص لبطولتنا في ظل غرائب وعجائب ونتائج آخر الموسم.. كما عرّج على أسباب زحف غول العنف على ملاعبنا بكل أشكاله وحال التحكيم في بطولتنا.. والمستقبل الغامض لمنتخبنا وكرتنا. كلّ هذه المشاكل ستكون في انتظار المكتب الجامعي الجديد الذي أخذ الشرعية القانونية لمعالجة القضايا والمشاكل الحقيقية التي تواجه كرتنا. محجوب تحدث ل«الشروق» بقناعة العارف بخفايا المشاكل التي أثرت سلبا على كرة القدم التونسية فماذا قال؟ موسم متعب حول تقييمه للتجربة التي خاضها مع الشبيبة هذا الموسم... أكد مراد محجوب قائلا: «التجربة كانت صعبة ومتعبة بحكم اصطدامي بعديد المشاكل والصعوبات في البداية خاصة على مستوى التأقلم مع ظروف العمل، وعدم وجود عادات وتقاليد فريق محترف... لكنه عموما كان موسما إيجابيا حقّقت فيه الشبيبة أهدافها المرسومة بتأمين البقاء في مرتبة مشرّفة (7) في الرابطة الأولى». أما عن الأجواء العامة داخل الفريق فقد أضاف محجوب: «لا أنكر وجود بعض العراقيل والمشاكل التي يعرفها القاصي والداني في الشبيبة... والغريب أن الهيئة لا تحرّك ساكنا... أهل القرار في إدارة الشبيبة يعرفون عمق المشاكل التي يتخبّط فيها الفريق منذ مواسم، ولكن للأسف غابت التدخلات الجريئة التي من شأنها أن تقضي على السلبيات وهذا يحزّ في نفسي طبعا». قرارات غير مسؤولة وأضاف مدرب الشبيبة: «لا أنكر أني وجدت يد المساعدة من الهيئة المديرة وعديد الأطراف الغيورة والجماهير الوفية للأخضر والأبيض التي ساهمت من موقعها في تحقيق النتائج الطيبة التي حصدها الفريق هذا الموسم.. ولكن من غير المعقول أن يتم رفض طلبي عندما قرّرت تعزيز الرصيد البشري لفريق الأكابر هذا الأسبوع بلاعبين بارزين من فريق الأواسط لإدماجهم تدريجيا مع الأكابر وقد كان في برنامجي تشريك لاعب أو اثنين منهما أمام الأولمبي الباجي.. ماذا يعني رفض طلبي؟ هل بهذه الطريقة في التعامل سيتحسن وضع الشبيبة؟». وأشار محجوب إلى حادثة أخرى حول إصابة أحد اللاعبين الشبان الأجانب الذي أصيب خلال الحصص التدريبية الأخيرة مع الأكابر لكن هذا اللاعب لم يجد العناية ولم تقع مداواته أو عرضه على طبيب مختص وأشار مدرب الشبيبة أن مثل هذه التصرفات تزعجني لأنها غير معقولة وغير مقبولة في عالم الاحتراف وفي فريق عريق مثل شبيبة القيروان. بقائي مشروط بثوابت وبرنامج عمل بخصوص بقائه في الشبيبة لمواصلة مشروع العمل الذي بدأه هذا الموسم قال مراد أنه لم يجلس بعد مع الهيئة.. ولم نطرح هذا الموضوع رسميا «بقائي أو رحيلي لا يهم بقدر حرصي على أن تبقى الشبيبة على السكة الصحيحة وتواصل التألق في الموسم المقبل... وإذا أرادت الهيئة أن أواصل العمل مع الفريق فهذا يسعدني لأني عرفت في القيروان رجالا وأبهرني جمهورها الوفي ووجدت كل الكرم وحسن الضيافة في هذه المدينة الجميلة.. لكن هناك ثوابت في العمل لن أحيد عنها وهناك برنامج وأهداف وخطوط عريضة لا بد من الاتفاق حولها أولا». غطرسة الأندية الكبرى بخصوص المشاكل التي تتخبط فيها كرتنا ودور المكتب الجامعي الجديد في تحسس الطرق الكفيلة بإيجاد الدواء الناجع قال مدرب الشبيبة: «المكتب الجامعي الجديد برئاسة علي الحفصي له من الخبرة في التسيير ما يجعله قادرا على وضع اصبعه على الداء لمجابهة المظاهر المخزية والمخجلة التي علقت بالكرة التونسية... الأمر أصبح يتطلب يدا من حديد وشجاعة في أخذ القرارات الردعية الصارمة للقضاء على السلبيات ومقاومة غول العنف بكل أشكاله.. لا بد من سن قوانين أو تعديلها حتى تستجيب لواقع الكرة في بلادنا على أمل عدم مراعاة هيمنة وغطرسة الأندية الكبرى ووضع مصالح جميع الأندية على قدم المساواة لأن المكتب الجامعي الجديد الذي استمد شرعيته مؤخرا من أصوات الأندية قادر على النجاح بشرط غلق كل المنافذ أمام الأطراف المؤثرة التي تعمل جاهدة لخدمة أنديتها على حساب أندية أخرى لا حول ولا قوة لها. جماعة الحفصي نجحوا في انتخابات ديمقراطية وهذا عامل إيجابي كم نتمنى أن نرى هذا الخيار الديمقراطي أيضا في الجلسات العامة للأندية لأن في ذلك إفادة كبيرة للفرق وللكرة التونسية وهذا العامل سيساعد المكتب الجامعي الجديد على العمل في إطار من الشفافية والديمقراطية بعيدا عن الضغوطات لأن المسؤولية كبيرة وصعبة في الظرف الراهن... وملف الكرة في بلادنا يتطلب الكثير من التعمق والتعامل الذكي في إطار من الحياد والموضوعية». توزيع الأدوار والمحاسبة من جهة أخرى أكد السيد مراد محجوب أن أعضاء المكتب الجامعي الجديد ليسوا غرباء عن التسيير في كرتنا ولا نريدهم أن يدخلوا من الباب الكبير ويخرجوا من أصغر الأبواب غير أن تجنّب الفشل ينطلق أساسا من استيعاب دروس الماضي... والعمل باستراتيجية واضحة قوامها توزيع الأدوار وترك الجميع يشارك ويعمل ثم تقع المحاسبة أي على رئيس الجامعة عدم احتكار المسؤوليات بل من الأفضل أن يكون في موقع المنشط والمراقب مع عدم الخلط في الأدوار والمسؤوليات فالإداري لا بد أن تكون له مسؤوليات إدارية والفني لا بد أن يلتزم بمسؤوليات فنية.. فالمكتب الجامعي السابق برئاسة السيد كمال بن عمر لم يكن سلبيا لكنه أخطأ كثيرا في احترام مثل هذه القواعد الأساسية وهو ما أثر سلبا على علاقة المكتب الجامعي بجميع الأطراف وخاصة الصحافة. واقترح محجوب على المكتب الجامعي الجديد مراجعة قوانين الكرة في بلادنا وعدم تهميش أغلبية الأندية لأن القوانين الحالية تخدم مصالح 3 أو 4 أندية معروفة ولا بد من إيجاد حلول لتنمية موارد الأندية ضعيفة الإمكانيات وإيجاد حلول بخصوص الانتدابات على مستوى العرض والطلب حتى لا تبقى الأندية الكبرى مسيطرة على السوق... كما أنه لا بد من تفعيل الإدارة الفنية وإعادة النظر في منتخبات الشبان ومضاعفة المنحة الخاصة بأصناف الشبان في الأندية مع المراقبة لأن أغلبية الجمعيات تهضم حق هذه الأصناف لأنه لنا مدربون أكفاء للإشراف على الإدارة الفنية للجامعة لكن المسؤولين لا يحترمون ولا يقدرون المدرب التونسي ويضعونه في الثلاجة ثم يحمّلونه مسؤولية الفشل... وهذا عيب... مدرب المنتخب سيكون أجنبيا وحول تصريح رئيس الجامعة السيد علي الحفصي الذي قال إنّه إذا تعذّر على المدرب فوزي البنزرتي تدريب المنتخب الوطني بسبب التزاماته مع الترجي الرياضي التونسي فإن مدرب المنتخب سيكون أجنبيا.. قال محجوب: «كل العوامل والمؤشرات والتلميحات تؤكد أن مدرب المنتخب الوطني سيكون أجنبيا واللبيب من الإشارة يفهم.. رغم أن البنزرتي حسب اعتقادي الأجدر بهذه المهمة في الوقت الحاضر إذا وجد ما توفره الجهات المسؤولة من إمكانيات وظروف نجاح للمدرب الأجنبي». ننتظر عدالة قضاة الميدان وحول موضوع التحكيم ومدى تأثيره في هذه المرحلة من كرتنا قال مدرب الشبيبة: «الناس الكل يعرفو آش صاير» وأضاف أتمنى أن تشمل عدالة الحكام جميع الأندية، لأننا نملك نخبة طيبة من الحكام ولكن ربما بعض الانتماءات والتأثيرات الجانبية تفقدهم التركيز فيقومون بأخطاء ربما غير مقصودة ولكن إذا تكررت تولّد العنف الذي نراه اليوم في ملاعبنا بسبب الإحساس بالظلم وطبعا نحن ضد العنف مهما كانت الأسباب.. ولكن العدالة بين الأندية هي الحل الوحيد للقضاء على أسباب ومسببات العنف وهذا دور جميع الأطراف المسؤولة وخاصة رئيس لجنة التحكيم». نعم... بعض النتائج نعرفها مسبّقا وحول تعليقه عن بعض النتائج المشبوهة وغير المنطقية في نهاية كل موسم قال مراد محجوب «علاش نغطيو عين الشمس بالغربال» نتائج أغلب المباريات في نهاية كل موسم مشكوك فيها... العلاقات تلعب دورها وأشياء أخرى تلعب دورها.. وكل شيء أصبح مسموحا به في بطولتنا «ما دام الماء مسيب على البطيخ.. وذراعك يا علاف.. ملاّ مهزلة».