ما أشبه اليوم بالبارحة، فمنذ 16 عاما عشت وزملائي في المنتخب الوطني لكرة اليد فترة حاسمة وحساسة في تاريخ الرياضة التونسية، فقد خضنا في نوفمبر 1994 البطولة الافريقية للأمم في تونس وامامنا تحديات كبيرة لأن البطولة جاءت بعد أشهر قليلة من نكسة منتخب كرة القدم عندما نظمت بلادنا كان 94، وكان الجميع متخوفا من تكرار نفس السيناريو... وكان التحدي بالنسبة الينا مضاعفا لان كرة اليد كانت تبحث عن ذاتها لفترة طويلة وكنا نلهث وراء لقب ضاع من اسلافنا عام 81 في تونس بالذات. وكانت البطولة ايضا بمثابة التحدي الشخصي لانني كنت انتظر فرصتي لمدة طويلة وسني اصبح على عتبة الثلاثين. عشنا في نوفمبر 94 فترة صعبة وهامة وتمكن منتخب كرة اليد من الفوز بالتاج الإفريقي بعد 15 عام ليحدث هذا اللقب المنعرج الحاسم لكرة اليد التونسية وكان خير دافع لنا لاقتحام غمار المونديال بطموحات كبيرة ونخوض بطولة العالم في ايزلندا بكل اندفاع مكنتنا من جلب الانظار واحراج كرواتيا في ربع النهائي عندما انهزمنا بضربات الجزاء ومنذ ذلك الحين سجل منتخب اليد اسمه في سجل المونديال وشارك في اولمبياد 2000 بسيدناي. قلت ما أشبه 94 بسنة 2010 لأن منتخب كرة اليد تمكن مرة اخرى من اعادة البسمة والفرحة للجمهور التونسي وانساه جرح منتخب كرة القدم.. وتلك هي فرحة التونسي. ولا يمكنني ايضا ان اصف لكم شعوري وشعور أي تونسي يعيش خارج ارض الوطن بتتويج مثل هذا لان هذا التتويج سيزيدنا ثقة في النفس ويرفع من اسهم الرياضة التونسية. لقد ابدع لاعبونا ومن لا يعرف قاعة القاهرة والجمهور المصري وصلابة المنتخب المصري لا يعرف معنى وقيمة الفوز الذي حققه أبناؤنا مساء السبت في القاهرة. مبروك مجددا لتونس وارجو ان يفتح هذا اللقب صفحة جديدة ناصعة في سجل الرياضة التونسية وكرة اليد وان يلم شمل عائلة كرة اليد.