تونس 1 نوفمبر 2010 (وات/الهادي السهيلي) - تحظى الرياضة بكافة مكوناتها بمكانة مرموقة صلب الخيارات التنموية الاصلاحية للرئيس زين العابدين بن علي الذي يحرص على تمكين الرياضيين التونسيين من كل مقومات الإحاطة والرعاية والتشجيع بما ييسر أمام شباب تونس سبل النجاح والتألق رياضيا وعلميا واجتماعيا. وفي سياق هذا المسار الذي استهدف توفير الأرضية الصلبة الملائمة لازدهار النشاط الرياضي وإحكام العناية بالرياضيين من كل الجهات والفئات وفي سائر الاختصاصات تم العمل على امتداد اكثر من عقدين من الزمن على تكثيف الاحداثات من المنشات والهياكل الرياضية وإرساء بنية تحتية عصرية في المجال. وفي هذا الإطار شهدت البنية الأساسية نقلة نوعية من خلال التطور الملحوظ الذى شمل القاعات الرياضية متعددة الاختصاصات والملاعب ممهدة طريق النجاح امام الرياضيين التونسيين ورياضيي النخبة بالخصوص الذين خصتهم الدولة بمنظومة تشريعية متكاملة وبتأطير اجتماعي متواصل ومتابعة طبية دقيقة. فقد ارتفع عدد القاعات من 7 قاعات قبل سنة 1987 الى 158 حاليا دون اعتبار 9 قاعات بصدد الانجاز و16 في طور الدراسة. كما تطور عدد الملاعب المعشبة من 27 قبل التحول الى 185 ملعبا بالإضافة الى عشرة مراكز لتكوين شبان كرة القدم ومثلها للتكوين في اختصاصات متعددة. ولما كان العمل التنموي في تونس التغيير جهدا يوميا متواصلا فان الرئيس زين العابدين بن علي يحرص على الإثراء المطرد للانجازات والمكاسب المحققة من اجل النهوض بكافة الاختصاصات الرياضية مثلما اكد سيادته ذلك في خطابه يوم 1 جويلية 2003 بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للرياضة والروح الاولمبية. "كما حرصنا وبتضحيات سخية من المجموعة الوطنية على ان نوفر لبلادنا شبكة حديثة ومتطورة من المنشآت والمرافق والتجهيزات الرياضية الموزعة على مختلف جهات الجمهورية وهو ما ساعد شبابنا على التدرب والتباري في احسن الظروف حتى بلغوا المستوى العالمي في عدد من الاختصاصات وظفروا بأعلى درجات التتويج وأهل تونس لان تحظى بثقة الهياكل الرياضية الاقليمية والدولية وتستضيف اكبر البطولات الرياضية العالمية". وتكريسا لمبدا تكافؤ الفرص بين مختلف الجهات جاءت القرارات الرئاسية الاخيرة ومنها بالخصوص المتعلقة بتشييد قاعة للرياضات الفردية بالمركب الدولي بعين دراهم واعداد دراسة لانجاز مركب رياضي بالقصرين لتوكد هذا التوجه الصائب. كما ساهمت القرارات الرئاسية الرائدة في المجال الرياضي في تالق الرياضيين التونسيين ومزيد اشعاع الرياضة الوطنية على شتى الاصعدة ومن بين هذه الاجراءات إحداث مرصد وطني للرياضة ووضع خطة وطنية للنهوض برياضة النخبة تهدف الى تأمين أفضل ظروف الإعداد للمنتخبات الوطنية إضافة إلى البرنامج الوطني الخاص بتطوير المكاسب الرياضية. وتجلت مظاهر العناية برياضة النخبة من خلال ما أذن به الرئيس زين العابدين بن علي في المجلس الوزارى الذى انعقد يوم 1 اكتوبر 2010 من اعداد الدراسات الفنية المتعلقة ببعث قطب رياضي عصري لإعداد وإيواء النخب الرياضية الى جانب ابرام عقود اهداف مع الجامعات الرياضية ورياضيي النخبة ووضع برنامج /تقييم وجودة/ خاص باعداد رياضيي النخبة وذلك لمساعدة المنتخبات الوطنية على تحقيق نجاحات جديدة في المحافل الدولية. وتميزت الاصلاحات في قطاع الرياضة بشموليتها بما انها تناولت كافة المجالات ذات العلاقة ومنها المتصلة ايضا بالأطر القانونية والمتابعة الصحية والتاطير الاجتماعي فضلا عن اعادة تاهيل الهياكل الرياضية ومواكبتها لتطور الهياكل الدولية. وفي هذا الصدد مكن تحديث الانظمة الاساسية للجامعات الرياضية الهياكل الرياضية التونسية من ملاءمة قوانينها مع القوانين الدولية بما وفر لها آليات عمل متطورة. كما كان لمجهود إعادة تأهيل الهياكل الرياضية الاثر الايجابي على مزيد النهوض بطرق العمل واحكام التسيير والتصرف في هذا المجال. وشكل إحداث المركز الوطني للطب الرياضي الذى تم توسيع مجالاته ليصبح المركز الوطني للطب وعلوم الرياضة وهو هيكل متطور يضم كفاءات طبية تونسية تتولى تاطير الرياضيين وتتكفل بمتابعة حالتهم الصحية احد ابرز المكاسب التي تحققت في عهد التغيير. كما تعززت المنظومة الرياضية التونسية ببعث المخبر الوطني لمكافحة تناول المنشطات سنة 2001 الذى لا يتكفل بتحليل العينات على الصعيد الوطني فحسب بل انه يقدم ايضا خدمات للاتحادات الرياضية الدولية. وهو هيكل يدعم مصداقية الرياضة التونسية ويضمن تامين ممارسة رياضية نظيفة طبقا للميثاق الرياضي والاولمبي ويقيم الدليل على تكامل المنظومة الرياضية في تونس. ولئن كانت انجازات الرياضيين التونسيين في الماضي تعد على اصابع اليد فإنها أصبحت الآن أكثر فأكثر انتظاما وتنوعا من كرة القدم الى كرة اليد والكرة الطائرة والسباحة والجيدو وغيرها من الاختصاصات الاخرى. ويبقى الانجاز الاكبر للرياضة التونسية في السنوات الاخيرة من صنع السباح اسامة الملولي بتتويجه بذهبية سباق 1500 م سباحة حرة في اولمبياد بيكين سنة 2008 مهديا تونس بالمناسبة ميداليتها الذهبية الثانية في سجل مشاركاتها في الاولمبياد والتي اتت بعد 40 عاما من ذهبية العداء محمد القمودى في اولمبياد مكسيكو 1968/. وأبى البطل الاولمبي الا ان يؤكد تربعه على عرش هذا الاختصاص من خلال فوزه بذهبية بطولة العالم روما 2009 /. وتوجت عزة بسباس بالميدالية البروزنية في بطولة العالم للمبارزة في صنف الوسطيات التي اقيمت سنة 2010 بباكو عاصمة اذربيجان فيما حققت لاعبة التنس انس جابر انجازا مميزا ببلوغها في جوان 2010 نهائي رولان غاروس احدى الدورات الكبرى للتنس لصنف الوسطيات. وحققت رياضة الجيدو من جهتها نتائج جيدة في تظاهرات دولية عدة وفي طليعتها تتويج انيس الونيفي بذهبية بطولة العالم للاكابر ميونيخ 2001 في وزن اقل من 60 كلغ اضافة الى فوزه ببرونزية بطولة العالم اوزاكا 2003 وكذلك احراز هدى ميلاد برونزية مونديال 2009 بروتردام لوزن اقل من 70 كلغ للكبريات وظفر احلام العزابي بذهبية وزن فوق 78 كلغ في مونديال كوريا 2002 للوسطيات. كما نجح يوسف السباعي في رياضة رفع الاثقال في كسب برونزية وزن 69 كلغ في مونديال الاكابر /فرصوفيا 2002/ قبل ان يتوج خليل معاوية بذهبية وزن 56 كلغ في مونديال الاواسط بكالي 2008 وتالقت مصارعة التايكواندو خولة بن حمزة كابهى ما يكون باحرازها ذهبية بطولة العالم للوسطيات التي اقيمت بمدينة ازمير التركية سنة 2008 وسجلت كرة القدم التونسية خلال العقدين الاخيرين نجاحات كبيرة منها بالخصوص احراز المنتخب التونسي للاكابر كأس أمم افريقيا /تونس 2004/ وتاهله الى نهائيات كاس العالم 1998 و2002 و2006 ومشاركته في كاس القارات 2005 الى جانب تأهل المنتخب الاولمبي الى الالعاب الاولمبية 1988 في سيول و1996 في اطلنطا و2004 في اثينا. كما سجلت الاندية التونسية حضورها بقوة على منصة التتويج في المسابقات باحرازها 19 لقبا /كاس رابطة الابطال الافريقية /3/ وكأس الكؤوس /4/ وكأس الاتحاد الافريقي /7/ والكأس الممتازة /3/ والكأس الافرواسياوية /2/. وبرزت كرة اليد ايضا بمشاركة المنتخب التونسي للاكابر باستمرار في بطولة العالم منذ 1995 واحرازه المركز الرابع في مونديال /تونس 2005/ الى جانب احرازه الميدالية الفضية في كاس العالم السويد 2006 وتتويجاته القارية سنوات 1994 و1998 و2002 و2006 و2010/. وتميزت الاندية التونسية أيضا بمشاركات مشرفة في المسابقات القارية آخرها إحراز فريق النجم الساحلي لكرة اليد لقب الاندية الابطال. كما كانت الكرة الطائرة على موعد مع التألق من خلال حصول منتخب الأكابر على بطولة أمم إفريقيا أعوام 1987 و1995 و1997 و1999 و2003 إضافة الى ضمان تأهله الى بطولة العالم سنوات 2002 و2006 و2010 رافعا مشاركاته في هذه التظاهرة العالمية الى ثماني مشاركات. وانضمت كرة السلة الى ركب الرياضات الجماعية المتألقة بعد ان شارك فريق الأكابر في مونديال تركيا في الصائفة الماضية لأول مرة في تاريخه بعد إحرازه المركز الثالث في بطولة أمم إفريقيا بليبيا فضلا عن تتويجه بلقبين عربيين عامي 2008 و2009 . وبدورها عانقت رياضة المعوقين الإبداع في كل المحافل الدولية التي شاركت فيها ومنها على سبيل الذكر احرازها 21 ميدالية في الالعاب الاولمبية الموازية بيكين 2008 منها 9 ميداليات ذهبية مستفيدة من الإحاطة السامية التي تحظى بها الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية من قبل رئيس الدولة وحرمه في تونس. إن ما حققته الرياضة التونسية من نتائج باهرة في مختلف التظاهرات الدولية لم يأت بمحض الصدفة بل جاء ثمرة عمل دؤوب وتخطيط منهجي بما جعل منها إحدى الواجهات المشرقة في المحافل المنتظمة خارج حدود الوطن. وقد جاء البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي 2009-2014 /معا لرفع التحديات/ بما تضمنه من إجراءات رائدة ليهيئ للرياضة التونسية مزيدا من مقومات النجاح على درب تثبيت موقعها في الخارطة العالمية وإثراء سجلها بتتويجات إضافية.