الابن خلد للنوم وترك جثة والده تحترق داخل الكوخ طوال 7 ساعات... وقطرة دم كشفته القاتل: «الخلافات تعددت مع والدي لذلك تخلصت منه» صفاقس - الاسبوعي شهدت منطقة رأس السويني بالسديرات الشمالية التابعة لمعتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس خلال احدى الليالي القليلة الماضية جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شيخ في العقد السادس من عمره على يدي ابنه. فما هي ملابسات هذه الجريمة التي هزت كامل ولاية صفاقس؟ ولماذا أقدم الابن على وضع حد لحياة والده بطريقة فظيعة جدا؟ «الاسبوعي» حملت تساؤلاتها وتحوّلت إلى مسقط رأس طرفي الجريمة وعادت بالمعلومات التالية: خلافات زوجية أفادنا اقارب هذه العائلة أن الابن القاتل وهو شاب في العقد الثالث من عمره ومتزوج وله طفل اعتاد الاعتداء على والده بين الفينة والأخرى بسبب الخلافات التي كانت تنشب بين والده ووالدته رغم أنه يحمل اعاقة عضوية باعتبار أن ساقه مبتورة ويتنقل بواسطة «عكازين»، وهو ما دفع بالأب في احدى المرات إلى طرد ابنه من المنزل... وأضاف احد افراد عائلة القاتل والقتيل: «لقد قرر في الأثناء الاب بيع قطعة ارض على ملكه غير أن ابنه المذكور رفض فكرة والده باعتباره كان يحلم بتشييد منزل عليها وهو ما تسبب في قطيعة بين الأب والابن الطلاق والانتقام هذه القطيعة تواصلت لفترة زمنية قبل أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود الابن للعيش رفقة زوجته وابنه بمنزل والده ولكن فجأة وقعت المفاجاة الكبرى وسط هذه العائلة إذ تجددت الخلافات بين الأب والأم وبلغت إلى أروقة المحاكم قبل أن يصدر الحكم النهائي القاضي باقرار الطلاق بين الزوجين وهو ما أثار غضب الابن الذي عجز عن كتمان كراهيته لوالده الذي حرمه - حسب رأيه - من تشييد منزل بعد أن فرّط في قطعة الأرض لشخص غريب عن المنطقة ثم أطرد والدته من المنزل قبل أن يطلقها.. كل هذه الأحداث المتتالية أشعلت نار الحقد في قلب الابن فقرر أن يحرق بها - في لحظة فقد فيها ادميته - قلب وجسد والده وبالتالي الانتقام لنفسه ولوالدته. هشم رأسه بمسحاة كشفت المعلومات التي تحصلت عليها «الاسبوعي» أن المظنون اعترف باطوار جريمته البشعة وذكر أنه قرر في تلك الليلة التخلص من والده إلى الأبد فظل مرابطا بالبيت وعندما لمح والده بصدد اداء صلاة العشاء تسلح بمسحاة وولج غرفة والده ثم سدد له ضربة واحدة في الرأس اودت بحياته على عين المكان حينها اضطرب المظنون فيه - على حد اعترافاته لرجال الحرس الوطني اثناء التحري معه - وحاول في البداية اسعاف والده ولكن عندما ادرك انه فارق الحياة سحب جثته إلى الكوخ المحاذي للمنزل واخفاها داخله بعد أن وضع التبن فوقها ثم غادر المكان وكأن شيئا لم يكن. وذكر القاتل انه بدا يفكر لاحقا في الطريقة التي تضمن له عدم افتضاح امره وتدفن السر إلى الأبد فكان القرار الموالي أشد قسوة مما قام به في المرحلة الأولى من الجريمة. الجثة تفحمت كانت الساعة تشير إلى الثالثة من فجر اليوم الموالي عندما توجه الابن إلى المطبخ ومنه إلى وسط الدار وأشعل سيجارة نفث سمومها في الهواء قبل أن يسلك الطريق المؤدية إلى الكوخ حيث جثة والده وبوصوله اضرم النار في كوم التبن وغادر المكان نحو غرفته ليخلد لنوم عميق في الوقت الذي كانت فيه جثة والده تحترق. تتالت الساعات على تلك الوتيرة.. ابن نائم واب يحترق حتى الساعة العاشرة صباحا موعد تفطن الأجوار لنشوب الحريق واشعارهم أعوان مركز الحرس الوطني ببئر علي بن خليفة.. تمت السيطرة على السنة اللهب واخماد النيران.. ولكن حصلت المفاجأة عندما عثر الاعوان على جثة متفحمة داخل ما تبقى من الكوخ لتنطلق الابحاث والتحقيقات وتكشف عن جريمة بشعة نفذها شاب معوق في حق والده المعوق بعد العثور على قطرة دم على سرواله تبين انها من فصيلة دم والده.