المتّهم أخفى السكين وملابسه الملطخة بالدماء تحت كروم الهندي الأسبوعي القسم القضائي شهدت إحدى المناطق الريفية التابعة لمعتمدية السبيخة بولاية القيروان يوم الجمعة الفارط جريمة قتل فظيعة جدا تمثلت في إقدام كهل في التاسعة والثلاثين من عمره على قتل والدته التي تكبره بأكثر من ثلاثين عاما بطريقة وحشية وبشعة تشمئز منها النفوس. أسباب الخلاف وحسب ما توفر من معلومات فإن المظنون فيه وهو أستاذ تعليم ثانوي فصل منذ مدة عن العمل بسبب مرض نفسي وعصبي ألمّ به فرابط بمنزل والديه اللذين أحسنا له وحاولا جاهدين مساعدته على تخطّي هذا الظرف الذي يمرّ به. ولكن فجأة استبدّت به فكرة الزواج فراح يحوم بوالدته المسنة حتى تفرّط له في قطعة ارض وتبيع بعض مواشيها لتساعده على الزواج ولكن الأم رفضت سيما أنّها متأكدة من أن هذه الزيجة لن يكتب لها النجاح بسبب مرض ابنها ولكن الأخير كان مصرّا على ما عزم القيام به فنشبت عدّة خلافات بينه وبين والدته. الجريمة البشعة وفي صباح يوم الجمعة الفارط توجه الابن رفقة والده العجوز الى السوق ولكن هناك ابتعد عنه ثم سلك طريق العودة الى المنزل حيث ألتقى بوالدته وطلب منها مجدّدا ان تفرّط له في قطعة الأرض وتبيع بعض الشويهات ولكنّها رفضت مجدّدا فأستبدّ به الغضب وتوجّه مباشرة الى المطبخ وتسلّح بسكين ثمّ عاد ودون مقدّمات غرس السكين في عين والدته التي طالما سهرت اللّيالي لرعايته وتربيته وعندما سقطت أرضا وبوحشية لامتناهية ذبحها من الوريد الى الوريد. ولم يكتف الابن بذلك بل جرّ جثة والدته الى المطبخ وتركها هناك ارضا ثم أغلق الباب وغيّر ملابسه الملطخة بدماء والدته وأخفاها تحت كروم الهندي وتوجّه الى مدينة السّبيخة حيث التقى بوالده وأدّى معه صلاة الجمعة قبل ان يعودا معا الى المنزل. الصدمة وهناك تظاهر الابن بمناداة والدته للتضليل وعندما لم ترد قام الأب بتسور الحائط وخلع الباب وبدخوله صدم للمشهد الفظيع.. جثة زوجته ملقاة داخل المطبخ والدماء تشوّه وجهها والجزء العلوي من جسدها.. صاح الزوج المسكين من شدّة الصدمة ثمّ أغمي عليه.. وعلى صدى صرخاته هبّ الأجوار والأقارب الى المنزل ثمّ أشعر بعضهم أعوان مركز الحرس الوطني بالسبيخة الذين أشعروا بدورهم قاعة العمليات بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بالقيروان وتوجّه الجميع الى مسرح الجريمة حيث أجريت المعاينة الموطنية بحضور السلط القضائية التي أذنت برفع الجثة وإيداعها على ذمة الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي بسوسة وأصدرت إنابة عدلية تعهّد بمقتضاها أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بالقيروان بالبحث في ملابسات الجريمة. القبض على الابن باشر المحققون التحريات وبناء على بعض المعلومات حصروا الشبهة في أبن الضحية فأوقفوه وتحرّوا معه ولكنه أنكر جملة وتفصيلا ما نسب اليه وتمسك بأقواله غير ان الأعوان واصلوا التحقيق معه وحاصروه بالأسئلة حتى سقط في التناقض وأنهار باكيا صائحا: «أنا اللّي قتلتها.. يا مّا سامحيني» وراح يسرد لهم التفاصيل المريعة للجريمة البشعة التي أقترفها في حقّ والدته.. ودلّهم على المكان الذي أخفى فيه ملابسه الملطخة بالدماء والتي عثر فيها الأعوان على السكين التي استعملها القاتل في جريمته التي أستنكرها أهالي الجهة بشدّة وتبادلوا أطوارها وتفاصيلها بكلّ ألم وحسرة..