أولياء: «الشفاعة من الأسعار» تونس-الصباح قبل حلول موعد العودة المدرسية بأسبوع يتذمر الكثير من المكتبيين من نقص في بعض عناوين الكتب المدرسية.. وفي جولة أجرتها "الصباح" أمس بعدد من المكتبات استفدنا من المكتبيين أن الكتب المدرسية متوفرة ولكنها ليست بالكميات اللازمة.. وقالوا إنه وقع تجاوز بعض النقائص التي تم تسجيلها خلال السنوات الماضية والمتمثلة خاصة في كثرة الانتظار أمام بوابة المركز الوطني البيداغوجي قبل الظفر بطلباتهم ولكنهم في المقابل يلتمسون من المركز توفير العدد الكافي من نسخ الكتب المدرسية.. ويذكر السيد صلاح الدين عبيد أن هناك عدة عناوين غير متوفرة وأوضح أن هذه العناوين كانت موجودة وقد اقتنى منها عددا من النسخ ولما نفدت وأراد الحصول على نسخ أخرى فوجئ بعدم توفرها في فرع المركز الوطني البيداغوجي بأريانة وقال إن هذه العناوين تتعلق بالسنة الرابعة ثانوي والسنة الثامنة أساسي وهي كتب جديدة ولكن النقص لا يشمل فقط العناوين الجديدة بل يتعلق بالعناوين القديمة على غرار كتب السنة التاسعة أساسي.
وحدثنا المكتبي عن الصعوبات المادية التي يعيشها أصحاب المكتبات فهم ينتظرون على أحر من الجمر مطلع السنة الدراسية لبيع الكتب وقال إن المكتبي يعاني من منافسة شرسة بسبب ما تعرضه الأسواق الموازية من مستلزمات مدرسية.. وبين أن المساحات الكبرى بدورها أضرت بالمكتبات خاصة الصغيرة منها.. ويقول المكتبي المحجوب الزموري وتوجد مكتبته ببن عروس أنه يضطر للتنقل من بن عروس إلى أريانة لاقتناء الكتب المدرسية ولكنه في كل مرة لا يعثر على كل العناوين التي يطلبها.. ولاحظ وجود نقص في الكميات وقال "إن هناك تحسن في مجال توزيع الكتب حيث لم نعد نعاني من الانتظار طويلا أمام مبنى المركز الوطني البيداغوجي قبل الحصول على الكتب نظرا لأن كل مكتبي يحصل على موعد محدد يتصل فيه بالمركز وهي بادرة طيبة لكن الإشكال يكمن في عدم توفر بعض العناوين" وتحدث الأستاذ محجوب بدوره عن التجارة الموازية التي خنقت المكتبيين وقال إن المواطن يتهافت على اقتناء المستلزمات المدرسية من الأسواق الموازية لكنه يتفطن إلى انعدام الجودة فيها بعد فوات الأوان.. ويقول مكتبي آخر يدعى السيد الحبيب إنه من الضروري أن يتم التحكم في توزيع الكتب بطريقة أفضل حتى يتمكن المكتبيون من الحصول على الكتب التي يرغبون فيها.. وبين أنه لا يستطيع اقتناء جميع حاجياته من الكتب دفعة واحدة نظرا لعدم توفر الموارد المالية الضرورية لذلك.. وفي هذا الصدد يقول السيد الهادي بالحاج عمارة رئيس فرع المركز الوطني البيداغوجي بأريانة أن جميع العناوين متوفرة وبالكميات المطلوبة لكن المكتبيين يقتنون الكتب بالتقسيط وبين أن المكتبي مدعو إلى اقتناء حاجياته دفعة واحدة عوضا عن الاتصال بالمركز مرتين في الأسبوع. 197 عنوانا تجدر الإشارة إلى أن عدد العناوين المنشورة من الكتب المدرسية خلال السنة الحالية بلغ 197 عنوانا.. وتفيد معطيات وزارة التربية والتكوين أن 38 من هذه العناوين موجهة لتلاميذ المدارس الابتدائية و35 عنوانا موجهة لتلاميذ المدارس الإعدادية و124 عنوانا موجهة لتلاميذ المعاهد.. وأن عدد العناوين الجديدة يبلغ 53 عنوانا منها 11 عنوانا لمستوى الثامنة أساسي حيث تم تجديد جميع كتب هذا المستوى ماعدا كتاب النحو العربي وهناك 3 عناوين لمستوى الثالثة ثانوي وهي العناوين الخاصة باللغات الاسبانية والألمانية والإيطالية و39 عنوانا لمستوى الرابعة ثانوي. كما تشير معطيات الوزارة إلى أن عدد النسخ كان في حدود 16 مليونا و335 ألف نسخة تتوزع على المدارس الابتدائية 5250000 نسخة والمدارس الإعدادية 5250000 نسخة والمعاهد 5145000 نسخة والأقراص الليزرية مليون و700 ألف نسخة. ويتراوح ثمن الكتاب المدرسي من دينار ونصف إلى 4 دنانير ونصف للنسخة الواحدة.. وفي ما يتعلق بالتعليم الابتدائي يتراوح ثمن المجموعة لكل مستوى دراسي بين 6300 مليم و25900 مليم.. وفي التعليم الإعدادي يتراوح بين 29600 مليم و34950 مليما وفي التعليم الثانوي يتراوح ثمن المجموعة لكل مستوى دراسي وحسب الشعبة بين 29800 مليم و48150 مليما.. وفي حديث مع بعض الأولياء الذين إلتقيناهم وهم بصدد اقتناء كتب مدرسية أجمعوا على أن سعر الكتاب المدرسي في تونس مرتفع.. وقالوا إن وزارة التربية والتكوين مدعوة إلى ترشيد هذه الأسعار لأنها تثقل كاهل المواطن خاصة من كان دخله ضعيفا.. وبينوا أن العودة المدرسية تخيفهم لأن متطلباتها كثيرة وذكر أحد المربين أن وزارة التربية والتكوين مدعوة إلى توفير كتب مدرسية في المعاهد تقع إعارتها للتلاميذ الذين لا يستطيعون اقتناء الكتب المدرسية وبعد نجاحهم يعيدونها إلى المؤسسة التربوية وقال إن هذه الطريقة كانت موجودة سابقا وهي جيدة.