تخزين 35 مليون لتر من الحليب... 67 مليون بيضة... وتوريد ما يناهز 30 ألف طن من البطاطا تونس الصباح: تشهد المرحلة القادمة جملة من المواسم المتتالية تتميز فيها الحياة اليومية بطفرة في الاستهلاك خصوصا في ما يتعلق بأهم المواد الاستهلاكية اليومية... ولعل ابرز هذه المواسم التي تتلاصق وتتقارب وسوف تكون متواترة خلافا لما سبق من الاعوام، لتكون هي افتتاح السنة الدراسية .. والجامعية ، شهر رمضان ... ثم عيد الفطر. ولا شك ان الاستعداد لهذه المرحلة كان يجري كل عام، لكن يبدو انه سيكون اكثر حزم ، وصعوبة على اعتبار تقدم شهر رمضان باتجاه الصيف الذي يمثل ميزة خاصة في بلادنا تقوم على تقاطع الفصول وما يشوبها من نقص في الانتاج لجملة من المواد الاساسية. فما هي جملة التدابير التي تم اتخاذها لمجابهة طلب المرحلة القادمة الذي لن يكون مستقرا فقط، بل يتضاعف بخصوص جملة من المواد الاستهلاكية اليومية؟ وماذا عن واقع الانتاج المحلي لبعض المواد المطلوبة؟ تحضيرات حثيثة استعدادا للمرحلة القادمة علمنا ان التحضيرات تجري على قدم وساق بالنسبة للمواسم القادمة المشار اليها آنفا وفي مقدمتها شهر رمضان، وذلك بتعاون بين مختلف الاطراف وخصوصا على مستوى وزارتي الفلاحة والتجارة وممثلي الهياكل المهنية في مختلف القطاعات. وكانت هذه الاستعدادات قد انطلقت بصفة مبكرة هذا العام عن طريق سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الدورية ، وذلك لضبط الحاجيات الاستهلاكية، وتحديد الآليات التعديلية التي تمكن من مسايرة ما يتميز به شهر رمضان والمرحلة بشكل عام من ارتفاع في نسق الاستهلاك لمختلف المواد. ويشار حسب دراسات ومتابعات لشهر رمضان ان الزيادة في الاستهلاك الاسري تقدر بما يناهز 30% عموما، كما تختلف هذه الزيادة في الاستهلاك ايضا من مادة الى مادة للضعف مع البعض منها. التعويل على الانتاج الوطني لكافة القطاعات؟ من خلال المنتوج الموسمي لفترة الخريف ، ومنظومة الخزن التعديلي التي تتكون في فترات ذروة الانتاج لاستعمالها في فترة ذروة الاستهلاك يقع عادة الاستعداد لفترة طفرة الاستهلاك. وذلك لتحقيق هدفين اساسيين هما: حماية الفلاح من خلال امتصاص جزء من فائضه في الانتاج تلبية الحاجيات الاستهلاكية باعتماد انتاج وطني لكن الى اي مدى تستقيم هذه المعادلة خلال هذه السنة التي تميزت بالتقلبات المناخية وتداخل الفصول وتراجع الانتاج لجملة من المواد الاستهلاكية؟ وهل بالامكان فعلا التعويل على الانتاج الوطني لمجابهة المرحلة القادمة؟ لقد افرزت الاشهر الفارطة جملة من الصعوبات في انتاج العديد من المواد الفلاحية نتيجة ما تميز به المناخ من تقلبات خلال شهري افريل وماي. ولعلنا في هذا الجانب نشير فقط الى بعض الصعوبات التي حصلت لدى الفلاحين بخصوص مادتي البطاطا والطماطم وما انجر عن ذلك من اضطرار لتوريد مادة البطاطا . اما بخصوص الطماطم فقد تحسنت اوضاع الانتاج مع اطلالة شهر جوان وتوفرت مادة الطماطم الفصلية واستقرت اسعارها على شاكلة ما كان يجري به العمل في السنوات الفارطة. اهم المخزونات التي تم تأمينها للمرحلة القادمة افادت مصادر عليمة من وزارتي التجارة الفلاحة انه استعدادا للمرحلة القادمة وما تتميز به من ارتفاع في طلب المواد الاستهلاكية اليومية تم اتخاذ جملة من التدابير عبر عمليات تخزين لجملة من المواد. وابرز المواد الغذائية التي تم تخزينها تتمثل في الانواع والكميات التالية: الحليب: تخرين 35 مليون لتر البيض : بلوغ 67 مليون بيضة مخزنة لحد الان، وعملية التخزين تتواصل لبلوغ 80 مليون بيضة. البطاطا: نتيجة للنقص المسجل في انتاج هذه المادة تتواصل عمليات التوريد التي انطلقت منذ اسابيع وذلك لسد الحاجيات الاستهلاكية الانية من هذه المادة، والعمل على تكوين مخزون لفترة تقاطع الفصول التي سوف يتزامن معها شهر رمضان ايضا. ومن المتوقع ان يصل حجم التوريد من البطاطا 30 الف طن، وربما حتى توريد كميات أخرى وذلك بقدر الحاجيات الاستهلاكية من هذه المادة، مع متابعة دقيقة من قبل وزارة التجارة والمجمع المهني للخضر للوضعية عن كثب قصد التدخل في الابان وكلما دعت الحاجة الى ذلك. الدقلة: نظرا لخصوصية هذه المادة واستهلاكها والميل الى حضورها على مائدة الافطار، يجري العمل مع المجمع المهني للغلال وغرفة المصدرين لتكوين مخزون من الدقلة تعديلي في حدود 2000 طن خصيصا لشهر رمضان الذي يواتي قدومه هذا العام بداية جني صابة التمور القادمة. الخضر الورقية: رغم صعوبة انتاج هذه المادة صيفا نظرا لتقاطع الفصول، فقد علمنا ان وزارة الفلاحة قامت بمجهود لتوفير الحاجيات من الخضر الورقية مثل المعدنوس والسلق والكلافص استعدادا لشهر رمضان القادم، وذلك من خلال تخصيص مساعدات اضافية للفلاحين وذلك لزراعة 2000 هكتار من الخضر الورقية التي ستكون جاهزة مع بدايات شهر سبتمبر القادم. الطماطم: ينتظر ان تكون ثمار الطماطم الفصلية المتأخرة مواتية في انتاجها لشهر رمضان وقد وقع اعداد 7600 هكتار خصيصا لهذه الفترة وكذلك 7300 هك خاصة بالبصل لتغطي انتاج ما يقارب 160 الف طن. الغلال: بخصوص انواع الغلال ينتظر ان تكون متوفرة خلال رمضان وذلك عكس ما كان يحصل في المواعيد الرمضانية السابقة. وفي هذا المجال ينتظر ان تتوفر انواع عديدة من الدلاع والبطيخ والاجاص والعنب والتين والهندي وغيرها التي تنتج في الصيف، كما ان الامكانيات تبقى متوفرة لحضور بعض الغلال الخريفية على الرمان والبلح خاصة. وينتظر ان ان يكون الانتاج الوطني من الغلال كاف وزيادة لسد الطلب خلال رمضان وعيد الفطر رغم ارتفاع الاستهلاك. الدواجن: رغم صعوبة فصل الصيف وما يمثله من استهلاك مفرط للحوم البيضاء ، وصعوبات المرحلة الفارطة والحالية التي عرفها القطاع، فإن المجمع المهني المشترك للحوم الدواجن قد اتخذ جملة من التدابير للرفع من نسق الانتاج من خلال تمديد حلقة الانتاج توريد كميات اضافية من بيض التفقيض . وعلى هذا فإن الانتاج الشهري من اللحوم البيضاء مقدر بأن يبلغ 8500 طن خلال شهر أوت و8300 طن في سبتمبر و8250 طنا في اكتوبر وذلك حسب آخر الاحصائيات الواردة. اللحوم الحمراء: يتواصل التعويل على الانتاج الوطني نظرا لتطور المنظومة سواء بالنسبة للضأن او البقر. وقد تم بعث لجنة متابعة تلتقي بصفة دورية لتقييم المردود ولمتابعة الوضع واتخاذ الاجراءات التعديلية اذا اقتضى الامر ذلك.