مدرستان بكل جهة... حصص دعم إضافي للأطفال المعوقين... وبرامج لتكوين المدرّسين تونس - الصباح مدرستان دامجتان بكل جهة.. حصص دعم إضافي للأطفال المعوقين بهذه المدارس.. وبرامج لتكوين المربين الذين يدرسون في مدارس دامجة.. هذا ما سيميز السنة الدراسية الجديدة بالمدارس الدامجة.. ففي إطار ادماج التلاميذ المعوقين في المسار التعليمي العادي تستعد الكثير من المدارس الابتدائية لاستقبال وفود جديدة من التلاميذ المعوقين.. ونظرا لارتفاع عددهم فسيتم توفير مدرستين بكل جهة وتوفير التجهيزات الضرورية لتدريس هؤلاء التلاميذ بالمدارس الدامجة.. وتقرر لأول مرة منذ الشروع في إحداث مدارس دامجة أن تركز بهذه المدارس أقسام تحضيرية دامجة.. ونظرا لخصوصيات الطفل المعوق وما يتطلبه من عناية فائقة فقد تقرر عدم تسجيل أكثر من تلميذين اثنين بالقسم الواحد إلا عند الضرورة وعدم الجمع بين معوق سمعي ومعوق ذهني داخل نفس القسم إضافة الى تخفيض خمسة تلاميذ عن كل طفل معوق داخل الفصل شريطة ألا ينحدر العدد الجملي للتلاميذ بالقسم الواحد دون 15 تلميذ.. ونظرا لأن تدريس المعوقين يتطلب خبرة والماما بالجوانب النفسية والبيداغوجية لهذه الفئة فقد تقرر تكوين المربين الذين سيدرّسون الأطفال المعوقين لأول مرة وبرامج لتعهد تكوين المدرسين الذين سبق لهم أن درسوا في أقسام دامجة.. كما ينتظر أن يركز المربون على مسألة المشروع التربوي الإفرادي الذي يتابع وضعية كل تلميذ مدمج على حدة.. وسينتفع التلاميذ المدمجون دون سواهم بحصص دعم إضافي وتقرر توزيع هذه الحصص بالنسبة لتلاميذ السنة الثالثة والرابعة والخامسة بالتساوي بين معلمي اللغة العربية واللغة الفرنسية بمعدل ساعة في الأسبوع لكل واحد منهما.. ويذكر أنه منذ خمس سنوات.. وحينما تقرر إحداث مدارس دامجة لأطفال معوقين اعترض الكثير من المربين وحتى الأولياء أنفسهم عن هذه الفكرة وقالوا إنه ليس من المنطقي تدريس أطفال أسوياء مع أطفال معوقين وتعالت أصوات العديد من المربين رافضة فكرة تدريس المعاقين وتعللوا بأن ذلك يتطلب الكثير من الجهد وسعة البال وأن ادماج طفل معوق في مدرسة عادية مع بقية التلاميذ أمر صعب للغاية وتحدث بعض منهم خلال منابر تربوية أنهم يقضون القسط الأكبر من حصص التدريس في الجري خلف الأطفال المعوقين لإعادتهم إلى أماكنهم وتعويدهم على الانضباط داخل الفصل.. أما الأولياء فبينوا أن تدريس أطفالهم في مراكز مخصصة للمعوقين أفضل بكثير من تدريسهم في مدارس دامجة نظرا لأن المراكز توفر عديد الخدمات لأطفالهم وبالإضافة إلى ذلك يشرف عليها مختصون في تربية المعوقين يتمتعون بخبرات واسعة في كيفية التعامل مع هذه الفئة ذات الاحتياجات الخصوصية وبينوا أن نتائج التجربة في سنتها الأولى غير مشجعة حيث أن نسبة هامة من الأطفال المعاقين الذين تم ادماجهم في مدارس عادية أخفقوا في تحصيل معدلات تمكنهم من النجاح.. ولكن بعد تكثيف عدد المدارس الدامجة والحرص على تعميمها في كافة الجهات لم يعد مشهد تلاميذ معوقين يؤمون مدارس عادية أمر مستغرب.. كما أن العديد من المربين تعودوا على تدريس تلاميذ معوقين في فصولهم.. بل أن بعضهم يحبذ التدريس في فصول دامجة على الفصول العادية نظرا لأن عدد تلاميذها أقل مما هو عليه في الفصول العادية.