تونس/الصباح بدأت عجلة هيكلة الجامعات صلب حركة الديموقراطيين الاشتراكيين، تدور بعد توقف استمر لفترة، تعطلت خلالها اجتماعات لجنة الهياكل لبضعة اشهر بسبب خلافات بين اعضائها.. دوران عجلة الهيكلة، بدأ بانعقاد مؤتمر جامعة الكاف في ولاية جندوبة، يوم الاحد المنقضي، باشراف السيد الصحبي بودربالة، عضو المكتب السياسي للحركة. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فان المؤتمر دار في اجواء شفافة، وانتهى الى صعود مكتب جديد، بقيادة السيد حسين الماجري، الذي انتخب كاتبا عاما للجامعة. وكان الماجري تولى الكتابة العامة للجامعة خلال السنوات الماضية. واللافت للنظر على عكس مؤتمرات الجامعات الاخرى التي اعيدت هيكلتها فان الماجري لم يجد منافسين له، بحيث دخل سباق الكتابة العامة منفردا ونال ثقة مناضلي الحركة في الجهة من جديد..وتعدّ هذه الجامعة التاسعة التي تتم هيكلتها خلال العامين الماضيين، فيما تبقى نحو 14 جامعة يتوقع هيكلتها بداية من شهر رمضان الجاري، بعد ان تم الاتفاق صلب قيادة الحركة على المضي باتجاه الهيكلة بصورة مكثفة خلال الاسابيع القادمة.. بداية الهيكلة.. وكانت القترة الماضية شهدت هيكلة ثماني جامعات هي: جامعات قفصة التي انتخب السيد عبد الرزاق الخنوسي، كاتبا عاما لها، وبنزرت (محمد الصفاقسي)، وجندوبة (بلقاسم المحسني) وتوزر (فيصل البغدادي)، والقصرين (سلام الدخليلي)، وصفاقس (عبد العزيز الرباعي)، والقيروان (مختار العينوس)، وأريانة (بلحسن ليتيم)، بالاضافة الى جامعة الكاف التي عادت مجددا لحسين الماجري، لتكون بذلك الجامعة التاسعة في عداد الجامعات المهيكلة. وتفيد القراءة المتأتية «لهوية» هذه الجامعات ان معظمها محسوب على مجموعة السيد محمد مواعدة، ورغم ان جامعة الكاف لا تمثل ثقلا انتخابيا بالنسبة للمؤتمر، الا ان فوز الماجري بكتابتها العامة يمثل اضافة عددية ونوعية لكتلة مواعدة في الحزب، ولحظوظها في المؤتمر المزمع انعقاده في النصف الاول من العام القادم، وفقا لقرار المجلس الوطني الأخير. تخوفات وتحفظات وفي ضوء المسح الهيكلي الراهن لجامعة الحزب فان الجامعات التي ستتم هيكلتها خلال الفترة المقبلة، هي جامعات باجة ومدنين وقبلي وتونس ومنوبة والمهدية وسوسة والمنستير ونابل وزغوان وسليانة وبن عروس وسيدي بوزيد وتطاوين. ومن المتوقع ان تشهد مؤتمرات عديد الجامعات تنافسا شديدا بين طرفي المعادلة الرئيسيين في الحزب، وهما مجموعتا مواعدة وبولحية. لكن البعض من قيادات حركة الديموقراطيين الاشتراكيين تبدو متخوفة من امكانية التفاف الامانة العامة للحركة على عملية الهيكلة او افشالها، وهو ما سوف يؤدي الى مزيد تأجيل المؤتمر، الامر الذي قد لا تسكت عنه بعض الاطراف صلب الحركة، بما قد يعيد ال«ح.د.ش»، الى مرحلة ما قبل المؤتمر التوحيدي (2004)، خصوصا في ضوء وجود قناعة لدى البعض بأن مؤشرات فشل المصالحة داخل الحركة، تبدو اليوم اقوى من مؤشرات نجاحها. فهل تستمر عجلة الهيكلة في الدوران، أم يتم تعطيلها «لغاية في نفس يعقوب» يريد ان يقضيها؟