تونس-الصباح تعقد الجامعة التونسية لكرة القدم عشية اليوم بضاحية قمّرت جلسة عامة انتخابية ستتنافس فيها قائمتان، واحدة يترأسها السيد رضا عياد وأخرى برئاسة السيد علي الحفصي الجدّي وتعتبر جلسة اليوم تاريخية لا في كرة القدم فحسب بل في الرياضة التونسية عموما وذلك للاعتبارات التالية: - هي أول انتخابات تعددية قولا وفعلا إذ ستختار الأندية التونسية بحرية وديمقراطية ممثليها في المكتب الجامعي الجديد. وتكمن الأهمية في أن هذه المناسبة ستخلّص كرة القدم في بلادنا من رواسب وسلبيات وتبعات القائمة الواحدة والأسماء المكرّرة والوجوه الممجوجة وتوفّر الفرصة للاختيار حسب البرامج والأفكار وآليات العمل والمتابعة والتقييم الموعودة لا حسب الأشخاص والانتماءات الجهوية والرياضية والولاءات الشخصية. ويرى الأخصّائيون والمحللون أن ما حصل قبل وبعد استقالة المكتب الجامعي المتخلّي وما شهدته الساحة الرياضية منذ إعلان قائمتي الحفصي وعيّاد ترشحهما للانتخابات هو في صالح الرياضة التونسية لأنه أسّس لتقاليد جديدة وممارسات ديمقراطية لم يتعوّد عليها السواد الأعظم من جمهور الرياضة وستتلوها بالتأكيد تجارب مشابهة في رياضات وجامعات أخرى. - مساهمة القائمتين، من خلال حملتيهما الانتخابيتين وتصريحاتهما لوسائل الإعلام (بما ضمّتها من إيجابيات وسلبيات)، في إدخال ديناميكية غير مسبوقة في أجواء كرة القدم التونسية وفي الارتقاء (كثيرا أو قليلا) بمستوى النقاش وتبادل الأفكار حول حاضر الكرة التونسية ومستقبلها وخصوصا في الانفتاح على الجهات وعلى الأندية الصغرى (الهاوية خصوصا) التي عاشت في الماضي خارج اهتمامات المكاتب الجامعية المختلفة وعلى هامش برامجها وحساباتها. - وضع المسائل الهامة والمواضيع الحيوية لكرة القدم التونسية (العنف في الملاعب، التحكيم، التمويل، دور الرابطات ألخ...) على محك النقاش بطريقة غير مباشرة (بين القائمتين) في اللقاءات الإعلامية وفي الحوارات الصحفية المكتوبة والتلفزيونية ومباشرة خلال لقاءات أعضاء القائمتين بممثلي الأندية في كل الجهات. وإن كان البعض يرى في هذا الحوار الإيجابي الذي طغى على الساحة الرياضية في الأسابيع الماضية مجرّد كلام وتعبئة انتخابية، فإننا نرى العكس من ذلك أنه لا يجب الاستهانة بكل ما قيل وما كتب لأن تصريحات رئيسي القائمتين وأعضائهما ومواقف ممثلي الأندية والرابطات سيحفظها التاريخ وسيُحاسَب كل شخص أو طرف عمّا صدر منه وسيتحمّل بالتالي الجميع مسؤولية ما قدّموه من أفكار أو قطعوه من وعود أو قالوه من كلام. للأندية الكلمة الأخيرة ... والمسؤولية الجسيمة انتهت حملتا القائمتين وتحدث أعضاؤهما بما يكفي وجاء وقت الحسم والاختيار. ستصوّت الأندية التونسية لمّن ترى أنهم الأصلح لكرة القدم التونسية للمرحلة القادمة وستدعم البرامج التي يرى فيها المشرفون على الأندية أنها قادرة على النهوض برياضة أنهكتها المشاكل والصراعات ونخر جسدها العنف وانحياز التحكيم وسياسة المكاييل. فالمسؤولية تجاوزت الآن مكوّنات القائمتين المتنافستين وبرامجهما ووعودهما لتصبح على عاتق الأندية التونسية دون استثناء فالأندية هي التي ستقترع، ولا أحد غيرها، وأصواتها هي التي ستأتي بالمكتب الجامعي الذي سيخلف مكتب كمال بن عمر وهي بالتالي، ولا أحد غيرها، من سيتحمّل تبعات الاختيار ونتائجه العاجلة والآجلة. الأندية عوّدتنا بالاستقالة وتسجيل الحضور والجنوح إلى السهولة والأخذ بالخاطر وتطبيق التعليمات، فهل تساير هذه المرة حركة التاريخ وتكون في حجم المسؤوليات الجسيمة المناطة بعهدتها وتساهم عبر صندوق الاقتراع في تغليب لغة المنطق وما يمليه الضمير؟